الولايات المتحدة صاحبة أقوى اقتصاد في العالم، ويسكنها أكثر من 300 مليون شخص يتوزعون على 50 ولاية بها الآلاف من المناطق الحضرية والريفية لكنها تشهد تدهورا ملحوظا في قطاع النقل العام.
واستعرض موقع "ذا كونفرزيشن" الظاهرة في تقرير مفصل تصدى فيه لأسبابها ومظاهرها والحلول الممكنة.
أمريكا وغيرها
- تعكس المقارنة بين أمريكا وأوروبا فروقا كبيرة، ففي زيوريخ السويسرية تتيح تذكرة واحدة لحاملها ركوب القطار والحافلة والترام كما تتميز كل هذه الوسائل بالكفاءة التي تشجع معظم السكان على الاعتماد عليها.
- المقارنة بين المطارات الأمريكية وغيرها في أوروبا وآسيا تعكس أيضا اختلافات كبيرة، فالسفر من سول أو شنغهاي إلى مطار لوس أنجلوس أشبه بالانتقال من مطار دولة من دول العالم الأول إلى دولة من دول العالم الثالث أو كالرجوع من المستقبل إلى الماضي.
أهم الأسباب
- تقادم البنى التحتية واحتياجها لصيانة مكلفة ومستمرة، ويقول تقرير الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين إن أكثر من 70 ألف جسر تحتاج لأعمال صيانة وإن شبكة النقل تحتاج إلى نحو 1.7 تريليون دولار.
- الاعتماد على السيارة الخاصة باعتبارها وسيلة الانتقال في المناطق الحضرية عكس أوروبا حيث أدت أسعار البنزين، والقيود على استغلال الأراضي إلى اتجاه السكان للمواصلات العامة.
- ألحقت السياسة ضررا بالقطاع إذ عارضت المناطق التي يكثر بها الجمهوريون توسيع شبكات النقل العام باعتبارها من الاهتمامات الخاصة بالحزب الديمقراطي، إلي جانب أن شبكات النقل الجماعي مرتفعة التكاليف وقليلة العوائد إذ تعتمد على التمويل الاتحادي.
- صممت المدن الأمريكية في البداية لتلبية احتياجات سائقي السيارات أكثر من غيرهم بينما أهملت شبكات النقل الجماعي التي كانت مملوكة لشركات خاصة أو جرى تفكيكها في أواخر الأربعينيات وطوال الخمسينيات بسبب خسائرها المالية.
من مظاهر التدهور
- أعلن مسؤولون في واشنطن العاصمة عن احتمال إغلاق بعض قطاعات شبكة قطارات الأنفاق لأشهر بسبب بطء الصيانة ووجود كابلات متهالكة تشكل خطرا مباشرا على السلامة.
- في سبتمبر/ أيلول 2015 علق قطار داخل نفق، وتعرض الركاب للاختناق لمدة تجاوزت الساعة بسبب تسرب دخان من حريق إلى داخل القطار وتوفيت سيدة.
- أنفقت شيكاغو خمسة مليارات دولار على تحديث البنى التحتية في الأعوام الخمسة الماضية لكنها تحتاج 13 مليارا إضافية، بينما يصل المبلغ الذي تحتاجه أعمال التصليح والصيانة لمختلف المدن الأمريكية إلى 68 مليار دولار.
الحلول المقترحة ومؤشرات تدعو للتفاؤل
- رغم اختلاف نسب ركوب المواصلات العامة من مدينة إلى أخرى حسب سعر الوقود، إلا أن المؤشر العام آخذ في الصعود، وتشير الإحصاءات إلى أن أكبر عشر شبكات للنقل تنقل نحو 12.6 مليون شخص في اليوم.
- أظهرت سلسلة من التقارير فوائد ومميزات الاستثمار في النقل العام، فكلما رغب المزيد من الناس في العيش في مدن حضرية زاد الطلب على النقل العام.
- توشك الولايات المتحدة على الدخول في تحول بين الأجيال فيما يخص عادات استخدام السيارات ووسائل المواصلات العامة، فلم تكن العلاقة جيدة أبدا بين السيارات الخاصة والمدن المزدحمة وهو أمر يزداد وعي الناس به بمرور الوقت.
- يرى الأفراد بالتدريج أن وسائل المواصلات العامة أفضل من الخاصة وأكثر استمرارية وراحة في الانتقال بين مختلف أنحاء المدينة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: