عندما بدأت تشغيل القطار السريع "Shinkansen" في 1964، كان الأمر بمثابة مفاجأة للجميع، وخلال ذلك العام، كانت طوكيو تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وجذبت اليابان الأنظار إليها بأول قطار طلقة لأغراض تجارية.
وفي 2020، من المنتظر استضافة العاصمة اليابانية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ويعيد التاريخ نفسه، حيث تعتزم طوكيو الكشف عن أول قطار مغناطيسي معلق "ماجليف" الذي يعد الأسرع على مستوى العالم بسرعة تصل إلى 603 كيلومترات في الساعة.
وتم اختبار القطار في العام الماضي قرب "Mount Fuji"، ورغم أن القطارات المغناطيسية تعمل حالياً في دول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية، إلا أنها تسير بوتيرة أبطأ، وتناولت "سي إن إن" في تقرير مدى ما يمكن أن تحققه هذه القطارات لإحياء سمعة اليابان في قطاع السكك الحديدية.

الرحلات الطويلة أصبحت قصيرة
- دشنت اليابان مسار قطار (ماجليف) يعمل بتقنية الدفع المغناطيسي بين العاصمة طوكيو ومدينة "ناجويا" الجنوبية ويقطع الرحلة في أربعين دقيقة فقط ليكون الأسرع على الإطلاق، وهناك خطط لمد المسار إلى "أوساكا".
- سيتكون القطار من 16 عربة يمكنها استيعاب ألف مسافر على مسار يمتد إلى 286 كيلومتراً، وأكد مدير شركة السكك الحديدية المركزية في اليابان التي ستشغل "ماجليف" "تومواكي سيكي" أن الاختبارات بدأت على هذه التقنية منذ 1997.
- أفاد "سيكي" أن الاختبارات طويلة المدى للقطارات المغناطيسية ضرورية، فخلال مرحلة تجريبية عام 1997، بلغ القطار سرعة 550 كيلومترًا في الساعة، ولكن أجريت المزيد من التجارب من أجل تحقيق معايير الأمان وخفض تكاليف الخدمة.
- أشار "سيكي" إلى أن اليابان تحاول تجديد وإنعاش تقنياتها وتنويعها لخفض تكاليف التشغيل والصيانة والإنتاج مؤكداً على أن العديد من المواطنين أعربوا عن رغبتهم في تجربة رحلة بهذا القطار.

خطوة سياسية
- قارن البعض هذا القطار بنظيره الرصاصة الذي كشفت عنه اليابان عام 1964، وأكد محللون على أن القطارين بمثابة خطوة سياسية، فلم يكن الأول قد أطلق بغرض تحسين شبكة النقل الداخلية فقط.
- كانت دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 فرصة لليابان لإثبات تفوقها أمام الدول الغربية في الهندسة بعد الدمار الاقتصادي الذي طالها في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، ولاحظ العالم ذلك حينها.
- سارت فرنسا على خطى اليابان بعدها وأطلقت القطار الرصاصة "Train a Grande Vitesse" في فترة السبعينيات من القرن الماضي وسجل سرعة قياسية عام 2007 كما أطلقت ألمانيا قطاراً مماثلاً عام 1985، ولا يزال يتم تشغيلها حتى الآن.
- تحتاج اليابان اليوم لإحياء ريادتها وسمعتها القوية في قطاع السكك الحديدية حول العالم، وذلك من خلال قطار "ماجليف" رغم أنه لن يدخل مرحلة تشغيلية لنقل المواطنين حتى 2027.
- بالطبع، ستمنح أولمبياد 2020 فرصة سانحة لليابان لتسليط الضوء على إمكاناتها وإنجازاتها أمام العالم، وربما يكون للأمر تداعيات اقتصادية إيجابية، فمن الممكن بيع التكنولوجيا للولايات المتحدة.
- أعرب رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" عن تطلعه لتنفيذ هذا المشروع واقترح تدشين مسار من "بوسطن" إلى نيويورك في الولايات المتحدة بسرعة تماثل نظيرتها بين "طوكيو" و"ناجويا".

تشغيل مرن
- بالإضافة إلى السرعة الخارقة، تستهدف اليابان التأكيد على عوامل الأمان العالية لاستقلال هذا القطار المغناطيسي، وتشتهر البلاد بسمعتها الجيدة في عدم تسجيل أي حوادث قطارات على الإطلاق أسفرت عن إصابات أو وفيات على مدار 6 عقود تقريباً.
- قال "سيكي" إن العديد من المواطنين عرضوا تجربة القطار المغناطيسي وكانت ردود الفعل إيجابية ووصف أحدهم الرحلة بأنها سلسة ومرنة للغاية، كما توافر معيار عدم إحداث تلوث سمعي في هذا القطار.
- أضاف "سيكي" أن الشركة المركزية للسكك الحديدة تعتزم بناء غطاء مستدير للمحرك لتقليل الضوضاء إلى معايير تنظيمية صارمة.

الأنفاق
- أوضح القائمون على تنفيذ مشروع "ماجليف" أن مسار هذا القطار فائق السرعة لن يواجه تدشينه عقبات التضاريس الجبلية الصعبة ولكن سيتم حفر العديد من الأنفاق تحتها.
- وافقت اليابان على مشروع قانون عام 2001 بتوفير جميع المساحات الضرورية لبناء المسار وأنفاقه تحت الأرض بعمق 40 متراً، وبالتالي، لن توجد حاجة لشراء قطعة أرض يمر خلالها.
-أصبح الأمر سهلاً على منفذي "ماجليف" لحفر أنفاق مباشرة تحت مناطق حضرية وممتلكات خاصة في "طوكيو" و"ناجويا"، وأكد "سيكي" على أن 86% من مسار القطار المغناطيسي سيكون تحت الأرض.
- تتوقع الحكومة مردوداً اقتصادياً إيجابياً من وراء مشروع القطار المغناطيسي فائق السرعة، فسوف يقلص استهلاك الوقود ويقلص زمن الرحلات بين المدن كما سيغير أنشطة تجارية كثيرة وأسلوب حياة المواطنين.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: