يحظى كوكب المريخ باهتمام كبير طوال الوقت، ولا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية، بعدما أعلن رجل الأعمال والمستثمر "إيلون ماسك"، في سبتمبر/أيلول الماضي إرسال بعثة مأهولة إلى المريخ، وتوقعات وكالة ناسا لهبوط البشر على سطح المريخ بحلول عام 2040.
رغم أن هذه التطورات الأخيرة قد فتحت عصرًا جديدًا من استكشاف أقرب الكواكب إلى سطح الأرض، إلا أن هناك تشككا دائما في فكرة إرسال البشر إلى كوكب المريخ لعدة أسباب، منها ندرة المياه بشكل كبير عليه (إلى حد الانعدام)، رغم أن المريخ لم يكن خاليًا من المياه فيما مضى.
علامات على وجود المياه على سطح المريخ في وقت مبكر
- عثر مسبار "مارينر9"، الذي أرسلته وكالة ناسا عام 1971، على بقايا قيعان أنهار قديمة، وكان هذا اكتشافا مفاجئا جدًا، لأن معظم العلماء كانوا يعتقدون قبل ذلك أن كوكب المريخ كان قاحلاً دائمًا.
- هناك مزاعم أخرى حول وجود المياه في وقت مبكر على سطح المريخ من بينها "فرضية محيط المريخ" التي وضعها تيم باركر الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، والتي فسرت وجود تشكيلات معينة على سطح الكوكب بأنها كانت شواطئ وأحواضا قديمة كانت ممتلئة بمياه البحيرات ذات يوم.
- اكتشف العالمان "ماشيل مالين" و"كين إدجيت" عام 2000، سمة أخرى تشير إلى أن المريخ كان كوكبًا مائيًا فيما مضى.
- تشير كل هذه الاكتشافات إلى أن المريخ كان يحتوي على كمية كبيرة من الماء بالفعل قبل بضعة مليارات من السنوات.
لماذا جفت المياه من كوكب المريخ؟
- بعد أن أرسل مسبار "مارينر 9" أول الصور التي تقترح وجود مياه على سطح المريخ، بدأ العلماء يضعون عدة فرضيات لتفسير الاختفاء المفاجئ للماء.
- من هذه الفرضيات هو المناخ المتطرف الذي حدث بعد 600 مليون سنة من تشكل كوكب الأرض، الذي أدى إلى سلسلة من التفجيرات البركانية التي هزت المريخ وحولته إلى كوكب قاحل.
- فقدت هذه الفرضية مصداقيتها بعدما أرسلت وكالة ناسا مسبار "مافن" إلى المريخ، وبالنظر إلى البيانات التي أرسلها المسبار اكتشفت الوكالة أن كوكب المريخ فقد المياه التي كانت موجودة على سطحه بسبب الرياح الشمسية التي تفاقمت نتيجة عدم وجود مجال مغناطيسي.
الآثار المترتبة على الرياح الشمسية
- لا يمد الغلاف الجوي لأي كوكب بالغازات الحيوية اللازمة لوجود حياة فحسب، وإنما يُبقي الكوكب محميًا من الرياح الشمسية الكثيفة أيضًا، والتي تحتوي على الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس.
- كان لدى كوكب المريخ غلاف جوي فيما مضى، لكن عندما بدأ يفقد مجاله المغناطيسي أصبح غلافه الجوي ضعيفا.
- في حين يغير المجال المغناطيسي للكوكب اتجاه معظم الجسيمات المشحونة الموجودة في الرياح الشمسية المتجهة نحو الكوكب، فإن عدم وجود المجال المغناطيسي يؤدي إلى فقدان الغلاف الجوي بسرعة بسبب الرياح الشمسية.
- هذا ما حدث بالفعل لكوكب المريخ منذ بضعة مليارات من السنوات، ففي ظل غياب الغلاف الجوي على سطح الكوكب الأحمر، أدت الرياح الشمسية إلى فقدان الغلاف الجوي، ونتج عن ذلك تبخر كل المياه وتلاشيها، حتى أصبح الكوكب قاحلاً.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: