ماذا تعرف عن روبوتات القمامة؟

ينتج سكان العالم المزيد والمزيد من القمامة يوميًا، لذلك فقد حان الوقت لدراسة تطوير قطاع  إدارة النفايات وإعادة تدويرها، واستخدام الروبوتات في إدارة النفايات القابلة لإعادة الاستخدام.

ويمثل الاستخدام الفعال لهذه التكنولوجيا الذكية خطوة كبيرة في إدارة وإعادة تدوير النفايات.

ووفقًا لمجلة "Waste Management World" فإن أنظمة الروبوتات الذكية التي تستطيع التعامل مع أي مجرى نفايات والقيام بالفرز يُمكنها إعادة تعريف كل وضع جديد للسوق على أساس يومي. وتساعد هذه المرونة مشغلي مصانع النفايات على استكشاف استخدامات جديدة.

وتقوم شركة "ZenRobotics" في فنلندا بتصنيع روبوتات ZenRobotics Recycler  "ZRR" كحل ذكي لمشكلة النفايات، إذ تعتمد هذه الروبوتات على مزيج فريد من برنامج ذكي خاص وروبوتات صناعية عادية.

وتحتوي تلك الروبوتات على أجهزة استشعار مختلفة ترصد باستمرار مجرى النفايات، بينما تقوم البرمجيات الذكية والتعلم الذاتي، التي تُسمى دماغ "ZenRobotics" بتحليل بيانات الاستشعار في نفس الوقت، في حين تقوم الروبوتات الصناعية عالية الجودة باختيار كسور النفايات من مختلف الأشكال والأحجام بسرعة وبدقة.

وتأتي "ZRR" مجهزة بأنظمة تحكم سهلة الاستخدام مما يسمح للمستخدمين بتغيير مهام الفرز على النحو المطلوب، كما يُمكن للمستخدمين في هذه الحقبة من المنصات السحابية الحصول على تقارير الأداء عبر الإنترنت باستخدام أجهزة الحاسوب والتابلت أو الجوالات الذكية.

ووفقًا لإدارة التنمية الحضرية في البنك الدولي فإن كمية النفايات البلدية الصلبة سوف ترتفع من 1.3 مليار طن سنويًا في الوقت الحالي إلى 2.2 مليار طن سنويًا بحلول عام 2025.

ومن المتوقع أن ترتفع تكلفة إدارة النفايات الصلبة من 205 مليارات دولار في الوقت الحالي، إلى 375 مليار دولار.

وفي حين قامت العديد من الدول الأوروبية بتطوير برامج إعادة تدوير ناجحة حيث تصدرت النمسا وألمانيا أعلى معدلات إعادة التدوير بنسبة 63% و62% على التوالي، إلا أن البلدان النامية ليس لديها نظم رسمية لإعادة التدوير، لكن من الشائع أن يقوم الأشخاص بإعادة تدوير المواد بشكل شخصي لكسب المال، لذلك يأتي نظام " ZRR" وغيره من روبوتات القمامة كحل لهذه المشكلة.

مبادرة فولفو

تقوم شركة صناعة السيارات السويدية "فولفو" بالتعاون مع جامعات في السويد والولايات المتحدة الأمريكية، بتطوير روبوتات فعالة يُمكنها السير على عجلات في الحي، والتقاط صناديق القمامة وتفريغها في الجزء الخلفي من شاحنات القمامة.

ويُطلق على هذا المشروع اسم " ROAR" أي معالجة القمامة المنزلية باستخدام روبوتات ذاتية التحكم. ورغم أن هذا المشروع يثير قلق بعض عمال النظافة، إذ إن هناك بالفعل عمالا يعملون في الجزء الخلفي من الشاحنات في تفريغ صناديق القمامة يدويًا، إلا أنه على الجانب الآخر يمثل ميزة لسائقي شاحنات القمامة الذين يمكنهم إيقاف الشاحنة على الطريق وترك الروبوت يقوم بباقي المهمة.

ومن أجل توفير هذه الروبوتات قامت شركة "فولفو" بتوظيف متخصصين في علم الروبوت من جامعة " Mälardalen" في السويد، حيث سيقوم الطلاب بالمساعدة في تصميم وبناء الروبوتات التي يمكنها التحرك بحذر وكفاءة من منزل إلى آخر، وتمتلك  قوة كافية لالتقاط الصناديق الثقيلة، في حين سوف تعمل الجامعة السويدية تشالمرز للتكنولوجيا على نظام التشغيل الشامل لـ "ROAR".

كما سوف يقوم طلاب من معهد النقل "Thomas D. Larson Pennsylvania Transportation" بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، بتصميم أنظمة تشغيل افتراضية ولوحات التحكم، التي سوف يحتاجها سائقو الشاحنات لمراقبة الروبوتات.

وأخيرًا سوف تقوم شركة إدارة النفايات السويدية "رينوفا" بتطوير شاحنات لجمع القمامة بإمكانها التعامل مع النظام الآلي وحمل الروبوتات حين لا تكون جاهزة لجمع القمامة.

بُعد آخر

ورغم أن مبادرة "فولفو" سوف تعتمد كلية على هذه الروبوتات في جمع القمامة، ولن يكون هناك حاجة معها لأكثر من سائق للشاحنات ولن يضطروا حتى لمغادرة الشاحنات، إلا أن هناك من يرى ضرورة أن تبذل الشركة جهدًا أكبر في تصميم آلات متنقلة يمكنها الدخول إلى مداخل المنازل، والعثور على صناديق القمامة، ومعرفة كيفية التقاطها أو رفعها إذا لزم الأمر، وحملها إلى الشاحنة لتفريغها ثم إعادتها مرة أخرى إلى أماكنها.

أو يمكن التأكد فقط من أن كل شخص لديه صناديق موحدة للنفايات وإعادة تدويرها، ويُطلب من الأشخاص وضع الصناديق بالقرب من الشارع، ثم يتم تهيئة التكنولوجيات القائمة بعد ذلك بأن تصبح الشاحنات بذراع لمسك الأشياء بطريقة ذاتية التحكم تمامًا.

التجربة الإيطالية

طورت مدرسة سانتا آنا العليا في مدينة بيزا بمقاطعة توسكانا الإيطالية والتي تضم ستة معاهد للأبحاث روبوت " داستكارت"، وهو عبارة عن روبوت مزود بجهاز مسح وليزر، وأجهزة استشعار عن قرب، وهو مُصمم لجمع النفايات المنزلية، ويمكن استدعاؤه عبر اتصال هاتفي وحجز موعد، ليصل إلى الشارع الذي به المنزل خلال ساعة محددة، ويفتح صندوق القمامة لينقل النفايات إلى المكب.

ويمكن أن يكون "داستكارت" حلاً لمشكلة التلوث الضوضائي التي تسببها طرق جمع القمامة التقليدية في مدن مثل روما، إذ تقوم الشاحنات الصاخبة بجمع النفايات في منتصف الليل، وفي سبيل حل هذه المشكلة يعمل محرك "داستكارت" ببطارية ليثيوم، مما يجعله يقوم بمهمته بهدوء.