نبض أرقام
01:34
توقيت مكة المكرمة

2024/06/17
2024/06/16

كيف استعاد رئيس "بي بي" الثقة في شركته وخرج بها من مأزق كاد يدمرها؟

2018/05/11 أرقام

لم تكن التوقعات طويلة المدى لرئيس مجلس إدارة "بي بي" "كارل هنريك سفانبرج" في يونيو/ حزيران عام 2010، واعدة بما يكفي عندما خرج من اجتماع طارئ في البيت الأبيض حول التسرب النفطي الذي وقع بأحد مواقع الشركة في المياه العميقة بخليج المكسيك.

 

وحاول رائد الأعمال السويدي خلال حديثه لجمع من المراسلين الصحفيين، إبداء التعاطف مع الصيادين الذين تضررت أعمالهم نتيجة التسريب النفطي الذي امتد من فلوريدا إلى تكساس، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".

 

وعن غير قصد، تسبب الإعلان المتعاطف الذي عكس اعتناء "بي بي" بالأشخاص الصغار، في تعميق الشعور العام بوجود شركة بريطانية تكافح من أجل مواجهة أسوأ كارثة نفطية في التاريخ.

 

وبعد مرور 8 سنوات يقول "سفانبرج" البالغ من العمر 65 عامًا: كان من المفترض أن أتلقى سؤالين، لكن انتهى بي الأمر مجاوبًا عن 6 أسئلة، وكان آخرها هو ما اضطرني  للخروج عن النص والحديث بلهجة أخرى.

 

وفي الوقت الحالي يستعد "سفانبرج" للتخلي عن منصبه كرئيس لمجلس الإدارة في وقت لاحق من هذا العام –سيحل محله "هيلج لوند"-، بعدما أصبح نجاحه في العبور بالشركة من هذه الأزمة وإعادتها للحجم والمكانة التي كانت عليها مصدر إلهام حول المرونة وتجاوز الكوارث في قطاع الأعمال.

 

لكن ذلك لم يكن سهلًا قط، حيث تطلب عملية مضطربة تنطوي على بيع أكثر من 60 مليار دولار من الأصول لتغطية الالتزامات المتعلقة بالكوارث، تليها عملية إعادة البناء التي نجحت أخيرًا في استعادة الإحساس بالوضع الطبيعي للشركة.
 

 

بالعودة إلى يونيو/ حزيران 2010، لم يكن واضحًا أن "بي بي" قد تترك "سفانبرج" مستمرًا في منصبه حتى عام 2018، لا سيما مع انخفاض التصنيف الائتماني وسعر سهم الشركة.

 

ورغم تركيز عناوين الأخبار على عبارة "الأشخاص الصغار"، كان اجتماع "سفانبرج" مع "باراك أوباما" نقطة تحول، حيث قال له أثناء حديثهما في المكتب البيضاوي: قاربنا يحوم في المنطقة، نحن لا نتحدى المياه لكن أيضًا لسنا بعيدين عما يجري، ولو أنك والإدارة الأمريكية تقدمان لنا الدعم للمواصلة سيساعدنا ذلك على فعل الصواب.

 

ورد "أوباما" عليه ببيان جاء فيه، أنه من مصلحة أمريكا أن تظل شركة "بي بي" قوية وقادرة على المواصلة، حتى تتمكن من إكمال عملية التنقية ودفع التعويضات، ما اعتبره المستثمرون علامة على دعوة الرئيس الأمريكي لإيقاف الهجوم على الشركة.

 

لكن رسالة "أوباما" لم تفعل سوى القليل للحد من تدافع المحامين إلى القنوات القضائية لمساعدة عشرات الآلاف من الشركات المحلية في ساحل الخليج الأمريكي على تقديم طلبات تعويض عن خسائرها، وتجاوزت فاتورة التعويضات والعقوبات التي فُرضت على الشركة 65 مليار دولار، ولا تزال في ارتفاع مع ظهور مطالبات مدنية أخرى.
 

 

خوض غمار المناقشات الحادة مع المحامين والسياسيين الأمريكيين، لم يكن العمل الذي تخيل "سفانبرج" أنه سيقوم به عند انضمامه إلى "بي بي" عام 2009 قادمًا من صانعة معدات الاتصالات السويدية "إريكسون".

 

وظهرت قدراته في التعامل مع نمو الطلب على الطاقة بقوة في الهند والصين، وكانت جذوره الاسكندنافية نقطة جذب أخرى عندما أصبح النموذج الاسكندنافي للرأسمالية المسؤولة الاتجاه السائد عقب الأزمة المالية العالمية.

 

ومع ذلك، فإن التوجه القيادي لـ"سفانبرج" ناعم للغاية ولم يكن وليد اللحظة كما لم يكن ذلك أول نجاح له، إذ أصبح رئيسًا تنفيذيًا لشركة أقفال الأبواب "أسا أبلوي" عبر شراء ودمج العشرات من صغار المنتجين الذين أداروا أعمالهم بشكل سيئ، لينجح في بناء أكبر منتج للأقفال في العالم.

 

وأكسبه ذلك أفضلية ليعتلي منصب الرئيس التنفيذي في شركة "إريكسون"، حيث قاد عملية تحول ناجحة بعد انفجار فقاعة "دوت كوم"، بيد أن ذلك تم طبعًا عبر خفض عشرات الآلاف من الوظائف.

 

لكن كيف لرائد أعمال قيادة عملية هيكلة عميقة مثل هذه في بلد يتمتع بإجماع ثقافي كبير وتمثيل عمالي في مجالس إدارات الشركات؟ يقول "سفانبرج" إنه من الأسهل الحصول على دعم النقابات لاتخاذ تدابير صارمة عندما تكون جزءًا من عملية صنع القرار بدلًا من مشاركتهم كغرباء في مفاوضات حول خصومة.
 

 

ولد "سفانبرج" الذي يرأس أيضًا صانعة الشاحنات "فولفو" في بلدة سويدية تقع ضمن الدائرة القطبية، وانتقل إلى 10 منازل مختلفة قبل الخامسة عشر من عمره، وكان عليه التكيف باستمرار مع المدارس والمجتمعات الجديدة، وهي تجارب أعدته جيدًا لمسيرته المهنية في مجال الأعمال.

 

ويفضل "سفانبرج" طريقة الإقناع لا الأمر في المناقشات، وبعد كارثة عام 2010، داوم بشكل يومي على دعوة كل عضو من أعضاء مجلس إدارة "بي بي" لمدة 100 يوم، لإبقائهم على اطلاع بمستجدات الأمور واستطلاع آرائهم.

 

وخلال هذه العملية جاء قرار الإطاحة بالرئيس التنفيذي "توني هيوارد" الذي تسبب في الهجوم على الشركة بعدما أخبر المراسلين الصحفيين بأنه يريد استعادة حياته من طلبات التعليق على القضايا ذات الصلة بالحادث رغم وفاة نحو 11 شخصًا خلال الانفجار المتسبب في التسريب.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة