كشفت الإدارة العامة للمرور أن قيمة تقدير أضرار حوادث المركبات في مدينة الرياض فقط بلغ 2 تريليون ريال خلال عام 2018 لأكثر من 300 ألف حادث حيث تشغل المملكة العربية السعودية مرتبة متقدمة في سوق السيارات العالمي، إذ ترصد الدراسات السوقية أن عدد المركبات في السوق السعودي، سوف يصل إلى 495 سيارة لكل 100 نسمة بحلول عام 2020، خاصة وأن المملكة تعد من أكبر الدول المستوردة للسيارات في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يبرز ضرورة ظهور تخصصات جديدة تساير هذه الزيادة المطردة، من أهمها مهنة تقدير أضرار حوادث المركبات بشكل موثوق مرتكزًا على معايير محددة وواضحة تحقق الشفافية في حصول المتضررين على تعويضاتهم بشكل سريع و عادل.
تقدير .. لماذا هي جهة المعتمدة الوحيدة ؟
تعتبر تقدير الجهة الوحيدة المعتمدة في المملكة لتقدير أضرار حوادث المركبات نظرًا لتكاملها كمنظومة تستهدف إدارة وتشغيل وتنظيم عمليات تقييم أضرار حوادث المركبات بشكل إلكتروني يضمن تحقيق المهنية والاحترافية، وفق أفضل المعايير والمقاييس العالمية لحوكمة الإجراءات والارتباط التقني مع كافة الأطراف المعنية بتقييم أضرار المركبات، بدايةً من تقارير الحوادث المرورية ومراكز التقييم، ثم موردي قطع الغيار، وانتهاءً بالنهايات الطرفية لشركات التأمين وإدارات المرور.
ماهي مدى الحاجة لإنشاء هذه المنظومة ؟
منظومة تقدير ستساهم في حفظ الحقوق وتقدير أضرار المركبات بمهنيّة واحترافية ووفق معايير معتمدة، فحسب الدراسة السوقية التي اعدتها (تقييم) بالتعاون مع جهة استشارية جاءت أبرز نتائج الدراسة:
- تفاوت واختلاف في إجراءات ومعايير تقدير أضرار المركبات في مناطق ومحافظات المملكة.
- إجراءات التقدير والتعويض ورقية وتأخذ وقت طويل على المستفيد.
- هناك تطور كبير في تقنيات المركبات، فلابد من التأهيل العلمي المستمر للمقدّرين.
كيف يتم تصنيف الحوادث ومن ثم تقدير الأضرار؟
أوضحت الإحصائيات أن الحوادث المتوسطة شكلت غالبية الحوادث الواقعة في مدينة الرياض عام 2018 حيث احتلت نسبة 62% منها بينما قدرت الحوادث الطفيفة ب 27% واحتلت نسبة التلف الكلي نسبة 11% وهو ما يوضح مدى أهمية عملية تقدير أضرار حوادث المركبات باعتبارها إحدى أكثر عمليات التقييم اليومية التي طالما شهدت معاناة متضرري الحوادث المرورية و شركات التأمين وورش الإصلاح بسبب غياب المعايير المهنية لفترة طويلة وتطبيق الإجراءات بشكل متغير يفتقر للعدالة و الإنصاف ،تلك المعايير التي حددت بشكل واضح 3 مسارات لتقدير أضرار حوادث المركبات حسب الضرر الواقع على المركبة مما سمح باستفادة عدد أكبر من مضاري حوادث السير في المملكة.
المسار السريع: خاص بتقدير الأضرار الخفيفة ويقصد بها الأضرار التي لم تؤثر سلبًا على سلامة هيكل المركبة ولم تتسبب في تفعيل عمل نظام الوسائد الهوائية أو أنظمة غلق أحزمة الأمان ولم تمس محيط أو منطقة خزان الوقود كما لم تؤثر على نظام تخزين الطاقة العالية أوعلى نظام الوقود البديل و لم تتسبب كذلك في شقوق وكسور الزجاج الأمامي للسيارة.
مسار الأضرار المتوسطة: خاص بالمركبات التي يتطلب عملية تقدير الضرر الواقع عليها استخدام رافعة للكشف على قياسات هيكل المركبة و توفير فني مركبات للمساعدة في تقييم الأضرار الميكانيكية و الكهربائية حيث تتطلب هذه الأضرار إصلاح الهيكل الخارجي أو التى تتسبب في ضرر أكثر من جزء جراء إمتداد الصدمة والتي تتسبب في عمل نظام الوسائد الهوائية أو تلحق بمحيط أو خزان الوقود أو الأجزاء أسفل المركبة و كذلك التي تتطلب أعمال ميكانيكية أو كهربائية بما فيها عمليات البرمجة.
مسار الأضرار الكبيرة: وهي التي ينتج عنها عدم إمكانية استرجاع حالة المركبة كما كانت قبل الحادث حيث من المتوقع ألا تعمل بشكل صحيح مما قد يؤثر على أنظمة الأمن والسلامة وينتج عنه خطر على المجتمع، وتصنف هذه المركبات بالهلاك الكلي.
كيف تتحدد نسبة التعويض بدقة ؟
اعتمدت منظومة تقييم رؤية واضحة لصرف تعويض القطع المتضررة حيث يتم تعويض المتضرر بنسبة 100% من قيمة القطع الأصلية إذا لم يتم على القطعه المتضررة إصلاح سابق بجوده رديئة أو وقع ضرر على أحد أجزاء القطعة كما يتم تعويض 50% من قيمة القطع الأصلية وفق عدة معايير مثل أن يكون عمر المركبة 10 سنوات فأكثر أو كانت الاكسسوارات من خارج الجهة المصنعة كما يتم صرف 25% من قيمة القطع الأصلية إذا كانت القطع المتضررة تجارية أو غير موجودة أثناء عملية التقدير .
ماهو مستوى التأهيل الذي يحصل عليه الفرد للعمل في مراكز تقدير ؟
أعدت الهيئة برنامج تأهيلي متخصص يحتوي على عنصرين أساسيين، عنصر علمي وآخر عملي متمثلة في ساعات خبرة مطلوبة ، يستطيع الفرد بعد اجتيازها الحصول على عضوية الهيئة، وبعدها يسمح له بالعمل في أحد المراكز المعتمدة.
البرنامج التدريبي يتكون من ٤ دورات تدريبية تتمحور حول معايير التقييم الدولية وتصنيع وتصميم هياكل المركبات ويتطرق إلى عملية الإصلاح والتقنيات اللازمة في بناء المركبة والمواد المستخدمة أنظمة السلامة الحديثة في المركبات وتأثيرها على عمليات الإصلاح وأداء المركبة.
منظومة تقدير .. هل حققت رضا المستفيدين؟
أدرك القائمون على منظومة تقدير أهمية اقتناع المتضرر وتحقيق أقصى درجات الرضا على العملية وهو ما أثبته المركز الوطني لاستطلاعات الرأي ”رأي“ في الاستبيان الخاص بقياس مستوى رضا المستفيدين من هذه المراكز خلال المرحلة الانتقالية، حيث بلغت نسبة الرضا ٧٧٪ كمستوى رضا عام، نتاج ما تقدمه المنظومة من خلال تقديم شرح وافٍ للمستفيد حول حالة المركبة والتكلفة الإجمالية شاملة الأجور والقطع قبل أن يتم اعتماد التقرير وتسليم المركبة وإشعار المراجعة لجهة التعويض ، كما يتم طلب استبيان من صاحب المركبة حول مدى رضائه عن عملية التقييم بعد إتمامها.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: