افتتح رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رسمياً المركز المالي وهي المرحلة الأولى من مرفأ البحرين المالي الذي يُعدّ أول مركز مالي متكامل في المنطقة وبكلفة تصل إلى 1.5 مليار دولار أميركي، فيما دشنت أعمال بناء المرحلة الثانية وهي عبارة عن مشروع «فيلامار» بكلفة 450 مليون دولار والتي من المؤمل أن تنتهي صيف 2009.
وقال رئيس مجلس إدارة مرفأ البحرين المالي عصام جناحي: إنه تم حجز 75 في المئة من المجمع المالي - وهو أحد مكونات المرحلة الأولى من المرفأ - كما تم تأجير وتسجيل حجوزات لمعظم مساحة البرج الشرقي، مشيراً إلى أن مساحات غير مؤجرة تتركز في البرج الغربي.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد أمس صباح قبيل افتتاح المرحلة الأولى من مرفأ البحرين المالي مساء «نستطيع القول إن المتبقي من مكاتب وما إلى ذلك متركز في البرج الغربي». وأشار إلى أن من بين المؤسسات الرئيسية التي ستكون في المجمع المالي هي سوق البحرين للأوراق المالية.
استقطاب مزيد من المؤسسات
وأكد جناحي أن شركة مرفأ البحرين تعمل على استقطاب مؤسسات مالية ومصرفية للعمل من المرفأ؛ إذ تعمل على القيام بجولة تعريفية (rood show) للتعريف بالمشروع.
وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين بشأن قيمة المرحلة الأولى من المشروع، قال جناحي: «لو تكلمنا عن حجم المشروع أو القيمة السوقية لمشروع المركز المالي الذي يتضمن بيت المرفأ والبرجين هو يفوق 470 مليون دولار، والمرحلة الثانية التي ستتمثل في مشروع فيلامار السكني ستبلغ كلفته نحو 450 مليون دولار، كما أن مركز البحرين الدولي للتأمين تم تطويره من قبل مستثمرين خليجيين (...) هذا المشروع من المرحلة الأولى ولكنه ليس من ضمن المركز المالي، أما بالنسبة إلى المراحل الأخرى فسنطورها أما عن طريق الشركة القابضة لمرفأ البحرين المالي أو عن طريق مستثمرين استراتجيين يتم الآن التفاوض معهم لإتمام هذه المراحل من مرفأ البحرين المالي».
وأضاف جناحي «نأمل مع العام 2010 أن يكون مرفأ البحرين المالي مكتملاً أو شبه مكتمل».
وأشار جناحي إلى 58 في المئة من الاستثمارات في المرفأ تم استقطابها من دول مجلس التعاون بالإضافة إلى الصناديق الاستثمارية، فيما بلغت حصة البحرين من 10 إلى 15 في المئة.
وعندما طلب الصحافيون ذكر بعض المؤسسات المهمة التي ستتخذ من المركز مقراً أو أفرعاً لها قال جناحي: « ستكون هناك مؤتمرات صحافية خلال الأسابيع المقبلة للإعلان عن ذلك».
وذكر أن المرفأ سيتثمر نحو 7 ملايين دينار لنقل فرضة المنامة وذلك ضمن برنامج المسئولية الاجتماعية لشركة المرفأ. يشار إلى أن مجموعة الراجحي قامت بتملك بيت المرفأ بالكامل ؛ ليكون مركزاً للشركة، يبلغ ارتفاع بناء بيت المرفأ 16 دوراً.
وسئل جناحي عمّا إذا كانت تغييرات قد تطرأ على تصاميم المشروع في المراحل اللاحقة فأجاب «التصاميم الخارجية لن يكون فيها تغيير ولكن قد يطرأ تغيير بسيط على التصاميم الداخلية».
وعمّا إذا كان المرفأ سيزيد من المؤسسات المالية في البحرين قال جناحي: «قبل ثلاثة أعوام كنا نتكلم عن 361 في قطاع التأمين والصيرفة الإسلامية والتجارية وغيرها من التراخيص التي يقدمها المصرف المركزي، اليوم نتكلم عن مؤسسات أخرى، بالنسبة إلينا نقوم بعرض المشروع فمعظم المؤتمرات المصرفية يكون لنا فيها حضور، نهدف إلى استقطاب مؤسسات مالية عالمية إلى البحرين وهذا سيكون عامل لتنشيط دور المصرف المركزي في عملية استقطاب مؤسسات مالية جديدة، مرفأ البحرين المالي سيكون له دور في ذلك، معروف عن البحرين في القطاع المصرفي أن هناك نسبة بحرنة عالية للوظائف وهذا يساعد على استقطاب مؤسسات مالية (...) مع وجود مؤسسات مالية جديدة يجب أن ندرك إحدى الحقائق بأنه حتى لو افتتحت مراكز مالية جديدة في دول مجلس التعاون فيجب أن ألا ننظر إلى عملية المنافسة تكون على الحصة نفسها (...) لقد بلغت الودائع لدى المؤسسات المالية الإسلامية مثلاً قبل 30 سنة نحو 3 مليارات، وفي نهاية التسعينات كان حجم الودائع لا يتجاوز 100 مليون دولار، لكن الآن يبلغ حجمها نحو 500 مليون دولار ومشروعات النفط والغاز في دول مجلس التعاون خلال السنوات المقبلة ستفوق التريليون دولار، (...) هناك سوق كبير وهذا يساعد على المنافسة».
29 آلف نسمة يستخدمون «المرفأ» يومياً
وسيستخدم منطقة مرفأ البحرين المالي نحو 29 ألف نسمة في اليوم الواحد، وتوقع أن يشكل العمالة المحلية نسبة كبيرة من العاملين في المرفأ، وقال: «التصورات المبدئية كانت تشير إلى أن 6 آلاف موظف محترف في القطاع المالي سيعملون في المرفأ».
وعن أسعار التأجير التي حددت سابقاً وإذا ما تأثرت بارتفاع أسعار العقارات «السعر تم تعديله قبل التوقيع مع أي مستأجر، تعديل الأسعار راجع إلى مجلس إدارة المرفأ، لا نريد أن نضارب في الأسعار نريد استقطاب المؤسسات المالية لكي تضيف قيمة للبحرين، معظم العقود أبرمت بالأسعار السابقة».
وحضر الاحتفال عدد كبير من الوزراء وكبار الشخصيات والمدعوين الذين يمثلون مختلف القطاعات المالية محلياً وإقليمياً وعالمياً بالإضافة إلى أكثر من 350 شخصية مصرفية عالمية. واحتفالاً بهذه المناسبة قام مرفأ البحرين المالي بتنظيم احتفالية كبرى تحت شعار «الارتقاء بالبحرين» وتضمنت عقد مؤتمر الخدمات المالية في الشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع مجموعة «الفايننشال تايمز».
وفي إطار تعليقه على هذا الحدث قال محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج: «تشهد المنطقة تغييرات كبيرة سواء على الصعيد السياسي أوالاجتماعي أوالاقتصادي. كما أن القطاع المالي في المنطقة التي تشكل البحرين جزءاً محورياً فيه، يشهد كذلك تحولات جوهرية، إذ بدأ بالتحوّل وبنجاح إلى مركز مالي عالمي. ومع معدلات النمو الكبير التي تحققها المنطقة، حان الوقت لبدء قطف ثمار المرحلة المقبلة من النمو في هذا القطاع، والذي قد يواجه حالياً بعض المعوقات وخصوصاً فيما يتعلق بالبنية التحتية والشئون التنظيمية».
وأضاف المعراج «بينما يقوم مصرف البحرين المركزي بالعمل على الجانب التنظيمي في البحرين، فإن مشروعاً تطويرياً كمرفأ البحرين المالي سيلعب دوراً رئيسياً في توفير متطلبات البنية التحتية الدائمة التطور والمعقدة لهذا القطاع».
وفي أعقاب الافتتاح الرسمي تم تقديم عرض مبهر من الأضواء والألعاب النارية والليزر التي حولت مباني مرفأ البحرين المالي إلى شعلة متوهجة من الإنارة وجعلها محطاً للأنظار.
ونقل بيان عن جناحي قوله: «لا يسعني في البدء إلا أن أتوجّه بخالص الشكر وعميق الامتنان إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على رعايته للنشاط الاقتصادي والتنموي في مملكة البحرين. كما أتوجّه بالشكر إلى جميع المؤسسات الحكومية على دعمها الكبير لهذا المشروع الحيوي وعلى رأسها مصرف البحرين المركزي ومجلس التنمية الاقتصادية ووزارة الصناعة والتجارة غيرها من الجهات».
وأضاف جناحي قائلاً: «لقد تمكنت البحرين خلال العقدين الماضيين من تعزيز مكانتها في المنطقة كمركز مالي لمنطقة الشرق الأوسط، ويعود الفضل في ذلك لنهج سياسات السوق المفتوح ضمن منظومة عالمية من التشريعات والقوانين لمصرف البحرين المركزي ومجلس التنمية الاقتصادية. كما شهدت المنطقة خلال العقد الماضي عودة أكثر من 1.5 تريليون دولار من الثروات إلى المنطقة، وتميز العامين الماضيين بتحول الشرق الأوسط إلى أحد أهم مصادر الاستثمار على المستوى العالمي والتوجه العالمي للخدمات المصرفية الإسلامية كبديل رئيسي للمصارف التقليدية عالمياً».
وأضاف «هذه العوامل أدت إلى بروز المنطقة كمركز مالي دولي، والبحرين بموقعها الريادي كمركز إقليمي للمصارف الإسلامية و المصارف التقليدية، وأساليبها التنظيمية المتطورة وموقعها الاستراتيجي وعضويتها في منظمة التجارة العالمية وتوقيعها لاتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، تحتل موقعاً مميزاً يؤهلها للصدارة. على رغم وجود بعض المعوقات التي ساهمت في إبطاء هذا التطور مثل عدم تطور أسواق المال والسندات بالشكل الأمثل وعدم توفر البنية التحتية المتطورة تقنياً بمستوى عالمي. وهنا يأتي دور مرفأ البحرين المالي لتذليل هذه المعوقات، وأن يساهم في تحسين وضع البحرين والمنطقة في أسواق المال العالمية».
وعقب جناحي «نحن على ثقة تامة من أن هذا المشروع التطويري المهم الواقع على الواجهة البحرية، والذي يعتبر أكثر المشروعات التطويرية تقدماً من الناحية التقنية في المنطقة، سيكون له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد البحريني، كما أنه سيقوم بخلق الكثير من فرص العمل الجديدة للشباب البحريني».
ومرفأ البحرين المالي الذي تصل كلفته إلى 1.5 مليار دولار تم إنشاؤه؛ ليكون مدينة مالية متكاملة على كورنيش المنامة. ويمتد المشروع على مساحة تصل إلى 380 ألف متر مربع في موقع مميز، وتم إنشاؤه بهدف تعزيز وضع البحرين كالعاصمة المالية للشرق الأوسط وكذلك تحسين جاذبية دول مجلس التعاون الخليجي ككل كمركز مالي عالمي.، ويتكون مرفأ المالي من 10 مشروعات مؤلفة من 28 مبنى.
والمركز المالي الذي يعتبر المرحلة الأولى من المشروع كما أنه الحي التجاري يضم برجي المرفأ وهما أكثر مبنيين في البحرين ارتفاعاً والمجمع المالي. برجا المرفأ سيحتويان على مساحات مكتبية للشركات والمؤسسات المالية وغيرها من النشاطات التجارية أما المجمع المالي فسيحتوي على محلات تجارية على أرقى مستوى ومقاهي وشركات وساطة وشركات تجارية ومرافق ترفيهية. ولقد تم أخيراً البدء بتطوير المرحلة الثانية من المشروع فيلامار في المرفأ، وهو من المكونات السكنية الرئيسية في مرفأ البحرين المالي.
وتعليقاً على احتفالية «الارتقاء بالبحرين» قال الرئيس التنفيذي لمرفأ البحرين المالي ستيفن روثل: «إنه من دواعي السرور أن جميع فعاليات الاحتفال تم تصميمها وتنفيذها في البحرين. انه لمثير للإعجاب أن يتمكن الشباب البحريني من تنفيذ عرض بهذا القدر من الجودة والتنوع، ممزوجاً بحماس وعاطفة كبرى بسبب ما أدركه هؤلاء الشباب من تاريخية هذا الحدث وما يمثله لبلدهم».
وقال: «تم خلال برنامج الاحتفال استعراض شامل للمهارات والقدرات التي يتمتع بها الفرد البحريني القديمة منها والحديثة. ومن أكثر العروض المتوقع أن تلاقي استحساناً عرض الفريق الأولمبي البحريني، الذي حقق الكثير من الإنجازات لمملكة البحرين. كما شمل العرض الحي الإضافة المثالية للاحتفال. إن مرفأ البحرين المالي هو مؤسسة عالمية تعكس ما هو الأفضل في البحرين، فهو ذو قلب عربي وتنوع حضاري وعلاقات دولية ويهدف إلى رخاء البحرين المستقبلي».
تحليل التعليقات: