نبض أرقام
01:47 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/10/11
2025/10/10

مجلس إدارة مجموعة شركات عصام قباني وشركاه لـ "الاقتصادية": أسعى لتحويل الشركة بعد هذا النجاح إلى شركة قابضة ومن ثم تحويلها للاكتتاب العام

2009/06/08 الاقتصادية

تتبوأ اليوم مجموعة شركات عصام خيري قباني ريادة في سوق الصناعات والإنشاءات بمجموعة متنوعة من الصناعات البلاستيكية والبناء والميدان التجاري المتخصص في خدمات الصيانة وإدارة البناء, كما أن المجموعة تهدف إلى التوسع بمعدل 15- 20 في المائة سنوياً والوصول إلى حجم أعمال يفوق خمسة مليارات ريال سعودي في سنة 2012.مما يُصنف المجموعة من بين أكبر المجموعات المتخصصة في الشرق الأوسط.

"الاقتصادية" التقت رجل الأعمال عصام خيري قباني وحاورته كيف تمكن من تطوير أعمال مجموعة شركاته لتصل اليوم إلى مصاف الشركات الكبيرة في السعودية وتأخذ موقعا متميزا بين أكبر 100 شركة في السعودية وفق رؤية صاغها مؤسسها عصام قباني لتستمر في النمو.

قباني ابن عائلة ثرية بالتعليم منذ أوائل السنين, فوالده طبيب مشهور في السعودية منذ أوائل العشرينات من القرن الماضي ومشوار حياته العملية في العمل الحكومي زاخر برحلة طويلة في العمل الدبلوماسي والنفط إلى أن تقاعد ودخل عالم الصناعة التي كانت بالنسبة له تحديا كبيرا حينما أنشأ في أوائل الستينيات مع شقيقه المرحوم سهل مصنع نيبرو للأنابيب البلاستيكية الذي كان الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتصارع من أجل إيجاد أسواق لمنتجاتها غير المعروفة عموما في المنطقة..

مشوار كفاح طويل لم يبدأ بالتحدي فقط بل بدراسة المشكلة ومواجهتها واستعراض الحلول وصولا إلى تأسيس شركة قادرة على احتواء منتجات المصنع وتسويقها لتتبوأ اليوم نتاج رحلة أربعة عقود من تاريخها....

تقدمت كل من نيبرو والشركة الوطنية للتسويق بشكل كبير.. فمن 700 طن كإنتاج سنوي أصبحت نيبرو تنتج أكثر من 50 ألف طن من أنابيب وقطع متنوعة .. "الاقتصادية" تسلط الضوء على مشوار حياة رجل الأعمال عصام قباني في رحلة التجارية ...


* بداية أود معرفة سيرة حياة عصام قباني وتحوله من مسؤول متخصص في العلاقات الدولية وشؤون النفط إلى رجل أعمال ناجح تمكن من تطوير أعماله بنمو كبير؟
- ولدت في مكة المكرمة في عام 1934م كان والدي من أوائل الأطباء الذين خدموا بين جدة ومكة والطائف منذ أوائل العشرينات.. أنهيت التعليم الابتدائي في المملكة ومصر وسورية.. أكملت المرحلة الثانوية وجزءا من الدراسة الجامعية في لبنان.. مرحلة التعليم العالي كانت في الولايات المتحدة حيث حصلت على شهادة البكالوريوس وشهادة الماجستير في الاقتصاد والعلاقات الدولية في كل من جامعة سورثمور وجامعة كولومبيا.. بعد التخرج عملت لفترة وجيزة في وزارة الخارجية.. بعدها عملت في وزارة البترول ومنظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) حيث شغلت منصب كبير الخبراء الاقتصاديين ثم محافظ المملكة في الأوبك وكمدير للدائرة الاقتصادية في وزارة البترول والثروة المعدنية. في عام 1970 استقلت من الحكومة لأبدأ الأعمال الحرة.. تزوجت عام 1966 ولي ولدان حسان ووائل وأربعة أحفاد: بسمة – ريما – عصام وعبد الله.

* هل لنا معرفة قصة بداية انطلاقة شركات عصام قباني؟
- زرعت بذور مجموعة شركات عصام قباني في أواخر عام 1960م عندما أنشانا أنا وأخي الراحل سهل " رحمه الله " في جدة مصنع نيبرو للأنابيب البلاستيكية الذي كان الأول من نوعه في الشرق الأوسط.. عندها بدأت نيبرو تصارع من أجل إيجاد أسواق لمنتجاتها غير المعروفة عموما في المنطقة.. استقلت من المناصب الحكومية لكي أؤسس الشركة الوطنية للتسويق.. وهي شركة تجارية تهدف إلى تسويق منتجات مصنع نيبرو واستيراد القطع التي بدونها لا يمكن تسويق الأنابيب البلاستيكية.

خلال الأربعين سنة الماضية تقدمت كل من نيبرو والشركة الوطنية للتسويق بشكل كبير.. فمن 700 طن كإنتاج سنوي أصبحت نيبرو تنتج أكثر من 50 ألف طن من أنابيب وقطع متنوعة.. كذلك تم خلال تلك الفترة تأسيس عشرات من الشركات الجديدة أهمها مجموعة القباني للمقاولات وشركة عصام قباني وشركاه لمواد الإنشاء والتعمير وشركة الحياة لمواد البناء وشركة القباني للتموين والتجارة وغيرها من الشركات المتخصصة..

* إذا كان لك الاختيار بأن تفتح عملا آخر.. هل ستفعل ذلك ؟
- تيار أول وظيفة أو عمل تجاري يتأثر بالمستوى العلمي والخلفية الثقافية وبعد ذلك المسألة كلها تعتمد على الطموح والكفاءة والكثير من الحظـ وفوق كل شيء ما كتبه المولى سيحصل في كل الأحوال.. أنشطة الشركة الوطنية للتسويق تجاوزت الأنابيب والتجهيزات.. لقد شاركت في تأهيل بناء شبكات توزيع المياه والتي تشمل عقودا كبيرة لتوريد مستلزمات شبكات المياه وغيرها من تمديدات المياه المنزلية.. على مدى السنوات ال 38 الماضية أنشئت المزيد من الشركات وذلك لأننا طورنا الجودة والخبرة الفنية لمختلف الأعمال الصناعية والتجارية والأعمال التي تتعلق بالمقاولات لكي تزدهر في ظل الإشراف والمشورة والدعم والاهتمام المتواصل.

* ما الشيء الذي دفعك للنجاح؟
- ما دفعني للتقدم هو اتخاذ بضعة قرارات استراتيجية أعتقد أنها كانت سليمة منذ البداية نفذت بإصرار لتأسيس فريق من المديرين ذوي الكفاءات العالية وتدريبهم والمحافظة عليهم وذلك بإعطائهم صلاحيات بقدر المسئوليات المنوطة بهم.. بذلك يصبح عمل رئيس مجلس الإدارة مقتصرا على المتابعة وحل المشاكل أولا بأول.

هذا الأسلوب في إدارة العمل يتيح الفرصة لإيجاد مجالات جديدة للعمل وإنشاء شركات جديدة بنفس الأسلوب دون مواجهة الضغوط الروتينية للعمل اليومي..

* كيف تتوقع أن يكون مستقبل مجموعة شركات عصام قباني؟ وما خططك المستقبلية للمجموعة؟
- أنا متفائل جدا حول مستقبل المجموعة.. مجموعة شركات عصام قباني متينة ومتنوعة من حيث المنتجات والخدمات والتواجد الجغرافي وتتألف من 30 شركة و170 فرعا موزعين على عشر دول وتوظف أكثر من 9000 عامل داخل المملكة وخارجها.. وقبل فترة أنشأت جهازا جديدا لإدارة المجموعة ككل وذلك للمحافظة على بقاء الشركات المختلفة معا تحت راية واحدة من أجل تحسين التنسيق والدعم من الناحية المالية والإدارية وهذه واحدة من أهم الخطوات التي اتخذت من أجل ترسيخ المجموعة وتأكيد استمراريتها ـ بإذن الله.

المستقبل علمه عند الله.. إحدى الأفكار المطروحة هو إنشاء شركة قابضة يمكن طرحها للاكتتاب العام مستقبلا لضمان عامل الاستمرارية0

* أخبرنا عن الأسلوب الإداري الخاص بك.. كيف طورت هذا الأسلوب على مرّ السنين؟
- من الصحيح وصف الإدارة بأنها أسلوب.. لأن الأسلوب لا يعلم في المدرسة عليك أن يكون عندك أسلوب جيد لتكون مديرا ومعلما جيدا للمديرين الآخرين.. الأسلوب الصحيح هو الذي يحدد سلم الأولويات الذي هو سر الإدارة الفعالة.. الكثير من المسؤولين التنفيذيين يقولون لي إن سبب نجاحنا هو أسلوبي في الإدارة.. بالنسبة لي أرى أنه شيء طبيعي وعفوي ولا أبذل الكثير من الجهد لتحقيقه.. شعارنا في العمل بالنسبة للقوى البشرية هو: " اختر جيدا.. درب جيدا.. ادفع جيدا وعامل معاملة جيدة ".

* هل تكشف بعض الصعوبات أو العقبات التي واجهتها في عملك؟
- أصعب مشكلة واجهناها حدثت عام 1973م عندما أرست علينا وزارة الزراعة والمياه عقدا لتوريد المواد لشبكة المياه في مدينة جدة  المرحلة الأولى.. كان العقد بقيمة 48 مليون ريال وهذا كان رقما ضخما جدا خاصة في ذلك الوقت.. وبدت المهمة سهلة التنفيذ لأن الأصناف كانت تستورد من مصادر قوية في أوروبا وأمريكا.. وشروط الدفع كانت مكفولة من قبل الوزارة عن طريق دفعة مقدمة بواقع 20 في المائة من قيمة العقد وفتح اعتماد مصرفي بالقيمة الباقية.. بعد شهرين من توقيع العقد وتأمين جميع الموردين بدأت حرب أكتوبر 1973م.. الحظر النفطي الذي تلا ذلك دفع بعض الشركات التي تعهدت بالتوريد إلى التراجع عن التزامها لان الأنابيب هي منتجات نفطية وأسعار النفط ارتفعت كثيرا.. عندها اضطررت لإعادة التفاوض على أسعار جميع المواد وبالتالي أصبحت تكاليف المناقصة مفتوحة وغير معروفة.. وكانت النتيجة كابوسا بالنسبة لنا.. أدى ذلك في نهاية المطاف إلى تعادل أو بعض الخسارة.. ما أنقذنا فعلا هو كيفية إدارة الدفعة النقدية الأولى المقدمة من الوزارة وتوظيفها بشكل سليم والاستفادة من ثبات سعر الريال مقارنة بالعملات الأخرى.

* نحن نعلم جميعا أن شركة المؤسسة الوطنية للتسويق هي الشركة الأقرب لكم.. وربما لأنها الأقدم.. هل تستطيع أن تخبرنا عن تجربتك مع الشركة الوطنية للتسويق ؟
- عندما تركت العمل مع الحكومة لحل مشكلة المبيعات في مصنع نيبرو كان هناك خياران: أما أن أستلم رئاسة قسم المبيعات في مصنع نيبرو أو إنشاء شركة مستقلة لهذا الغرض.. اخترت الخيار الثاني لأنني كنت مقتنع بأن مجال الأعمال في المملكة يتعدى بيع الأنابيب.. القرار الثاني كان القرار الصحيح لأنه بعد إنشاء الشركة الوطنية للتسويق بوقت قصير بدأنا ببيع كميات كبيرة لمختلف الأصناف المكملة من إكسسوارات الأنابيب وبكميات هي بالتأكيد أكبر بكثير من الأنابيب بحد ذاتها بعدها انطلقنا لمجالات أخرى..

أنت أشرت إلى أن شركة المؤسسة الوطنية للتسويق هي الأقرب إليّ.. اسمح لي أن أشرح قليلا عن فلسفتي حول ما هو " قريب " وما هو " بعيد ".. عندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية ثمة مثل باللغة العربية يقول: في الأسرة أقرب طفل إلى والديه هو الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والغائب حتى يعود, وهذا صحيح في الحياة الاجتماعية.. أما في الأعمال التجارية أعتقد أن هذه الصيغة لا تنطبق والواقع أن العكس هو الصحيح.. في الأعمال التجارية الشركة الناضجة والصحية التي لها وجود بارز هي الأقرب إلى رئيس مجلس الإدارة.. في الأعمال التجارية المسألة هي مسألة إدارة الوقت وليس التعلق العاطفي.

* هل هناك خطط رئيسية لتعديل كبير في المجموعة؟ هل سنشهد إنشاء شركات جديدة تحت مظلة مجموعة شركات عصام قباني في العامين المقبلين؟
- الأولية الآن هي المحافظة على النجاح الذي حقق حتى الآن.. ومراقبة الوضع الاقتصادي العالمي ومدى تأثيره في البلدان التي نتواجد فيها.. أنا متفائل تجاه المستقبل وأعتقد أن عام 2010 سيكون ـ بإذن الله ـ عاما جيدا في جميع فروعنا خارج المملكة حيث إن فروعنا داخل المملكة لم تعان، والحمد لله، من أي انخفاض خلال عام 2009م.

* هل ترى أي أسواق أخرى سوف تشارك فيها المجموعة في المستقبل القريب ؟
- أحدث سوق لنا هو بالفعل في السودان والتي تبدو واعدة جدا.. السودان عمليا سوق عذراء وتحتاج إلى كل شيء الأسواق الأخرى هي في شمال إفريقيا.. ما نحن بحاجة إليه الآن هو المواهب المحلية والاتصالات الموثوقة.. العراق سوق واعدة عندما تنحل المسألة الأمنية, بإذن الله.

* في حياتك الخاصة ما هواياتك ؟
- كانت أكبر هواية عندي هي الإبحار وسباق القوارب الشراعية والغطس تحت الماء, وهذه الهوايات استمرت لما يقارب 50 عاما.. قبل عشر سنوات أصبحت لعبة الجولف هي هوايتي الوحيدة والتي أستطيع أن أمارسها في كل مكان.

* كيف تمضي أوقات فراغك؟
- أمضي وقت فراغي في لعب الجولف ومشاهدة الأخبار والألعاب الرياضية على التلفاز.. ودائما أتطلع إلى تمضية الوقت مع أحفادي متى تمكنوا من زيارتي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.