في مارس 2010 أبرمت شركة الديار القطرية اتفاقية شراكة مع مجموعة بن لادن السعودية، أثمرت عن تأسيس شركة قابضة مشتركة بين الطرفين تحت اسم "مجموعة كيودي- إس بي جي"، على أن تقوم الشركة الجديدة بتأسيس شركتين تابعتين لأغراض تختص بتعزيز قطاعي الصناعة والبناء في قطر.
والشهر الماضي كانت الولادة الحقيقية شركة "كيو دي – سي بي سي" للصناعات، حيث بدأت في مباشرة أعمالها بعد افتتاح مقرّها في الدوحة، حيث أكد السيد ماجد عيسى المدير التنفيذي للشركة أن الشركة بصدد الحصول على نصف مليون متر مربع في المنطقة الصناعية بمسيعيد لإنشاء مجمع صناعي من سبعة مصانع تنتج مواد البناء التكميلية مثل الألومنيوم والحديد ومواد التشطيب النهائية.
ولفت عيسى في حديث خاص لـ "الرايةالاقتصادية" إلى أن الشركة ستعمل في السوق القطري من منطلق خبرتها العريقة المستندة إلى مجموعة بن لادن السعودية التي تتشارك فيها مع شركة الديار القطرية، موضحاً أن الشركة تملك خبرات كبيرة في السعودية ومصر والإمارات وسوريا، حيث نجلب التكنولوجيا العالية إلى دولة قطر.
وتوقع ماجد عيسى نمو القطاع العقاري في قطر ليتواكب مع الطفرة الاقتصادية التي ستشهدها الدولة خلال السنوات العشر المقبلة ، مستفيدة من الزخم العقاري والصناعي الذي يتزامن مع فوز قطر باستضافة مونديال 2022 ، مؤكداً أن الشركة تقدّم حلولاً تكنولوجية تتواءم مع معايير الأبنية الخضراء في تصنيع مواد البناء وتنفيذ مشاريعها وجودة عالية .
وفيما يلي نص الحديث:
* بداية، في أي محطة تقف الشركة حالياً منذ تأسيسها؟
- شركتنا لا تزال في بداياتها فنحن افتتحنا مكتبنا الشهر الماضي فقط، لكن الشركة تعمل في كل شيء يخدم صناعة البناء مثل حديد التسليح سواء في الخرسانة أو ألواح الحديد المستخدمة في المراحل التالي بالأبنية والعقارات، ثم الأخشاب، والديكورات، والقطاعات الحديدية المصنعة المستخدمة في بناء المساحات الشاسعة مثل الاستاد والملاعب وغيرها من المباني الضخمة.
لذا فنحن بصدد إنشاء مجمع صناعات وحالياً نحن بطور الحصول على أرض مناسبة لهذا المشروع، والمجمع تحت التصميم بمساحة نصف مليون متر مربع في المنطقة الصناعية بإمسيعيد ويضم سبعة مصانع، منها المباني الجاهزة، وإنتاج الحديد والخشب والزجاج ومواد الديكور وغيرها، فمصانعنا تلبي احتياجات العقارات بكل فئاتها السكنية أو المكتبية أو التجارية، إضافة إلى إنشاء وتركيب الكباري والأبراج فنوفر كل شيء لها من حديد وزجاج وخلافه ، بمعنى أنك تستطيع الحصول على كل احتياجاتك من مواد البناء ومكوناته من مكان واحد ، ونتميّز بالجودة والسرعة في الإنجاز إضافة إلى توفير ضمان التصنيع والتركيب، لافتاً إلى أن هناك مصانع مماثلة في قطر بلا شك، لكننا نتميّز بالجودة العالية التي تتناسب مع الخطة المستقبلية والطفرة العقارية المتوقعة في قطر ومنها مونديال 2022.
الإنتاج الأول
* متى نرى أول إنتاج هذه المصانع؟
- ممكن في خلال عام ونصف العام، أي في النصف الأول لعام 2013 .
* هل المنتجات ستكون صديقة للبيئة؟
- بالطبع، فكل مصانعنا نحاول فيها أن تكون صديقة للبيئة بحيث يتم تقليل استهلاكها للطاقة وكذلك تدوير المخلفات فيها وعلى سبيل المثال فمصانع الحديد لدينا تكون كمية الطاقة التي تستهلكها قليلة جدًّا، حيث سنغيّر نظام تشغيلها بأجهزة متطوّرة جدًّا لهذا الغرض، وندرس حالياً استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل بعض مصانعنا ولكنها ما زالت تحت الدراسة، وهذا الاتجاه نقوم به لمواكبة النظم والمعايير التي أعلنتها دولة قطر وهي أن تكون المصانع التي تُدشّن فيها صديقة للبيئة لكي تتم الموافقة عليها، ومع كل مصنع نضع تجهيزات ومحطة للتعامل مع مخلفات المصنع إضافة إلى أن منتجاتنا فيها أجزاء تكون صديقة للبيئة مثل المباني الجاهزة التي ستكون المواد المستخدمة فيها صديقة للبيئة، ناهيك عن أن هذه المباني تعزل الحرارة ما يقلل من استهلاك الكهرباء المستخدمة لتشغيل المكيفات، وكل ذلك يتواكب مع المعايير الخضراء، كما أن المواد المستخدمة في خلطات المباني الجاهزة من رمل وزلط وغيرهما تكون مغسولة، وتحت الدراسة حالياً موضوعان: الأول هو خرسانة عالية المقاومة بحيث تتناسب مع إنشاء المباني المرتفعة بأقل استهلاك من المواد الأولية، حيث هدفنا هو بناء برج بأقل كثافة ممكنة من مواد إنشائه، وهذا يقلل من الاستخدام الكثيف لمواد البناء، ما يقلل من تكلفة الانشاء، وأيضاً يُقلل من استهلاك الطاقة فيها، والمواد الأولية المستخدمة فيها، وبالتالي التقليل من التلوّث البيئي في المجتمع، لذا سنُقدّم خرسانة بجودة ومقاومة عالية جدًّا، بحيث تساعد المصممين لاستخدام قطاعات ومكوّنات أصغر في البناء.
* هل تستهدفون مشاريع بروة والديار القطرية فقط أم أنكم تستهدفون السوق القطري بشكل عام؟
- بالطبع نحن نستهدف السوق القطري ككل ، فعندما دخلنا السوق القطري نراهن على الجودة العالية لمنتجاتنا وخبرتنا الكبيرة في صناعة مواد البناء والتشييد، والديار القطرية أو بروة ليستا ملزمتين بالتعاقد معنا أو تشغيل مصانعنا، لكننا نراهن على جودة منتجنا، وسنكون وحدة مستقلة منافسة في السوق تستهدف اي مشروع يتم الإعلان عنه.
مؤتمر الحلول الخضراء
* على أي أساس كانت رعايتكم لمؤتمر الحلول الخضراء؟
- موضوع البيئة عموماً مطلب عالمي ومحلي، وشركتنا الأم تسعى في هذا الإطار، وأتصوّر أنه لابد من إشاعة ثقافة الحلول الخضراء بين الشعوب العربية، تبدأ من المدارس وتنتهي في المصانع، مع ضرورة نشر ثقافة التفريق بين أنواع المخلفات ما بين ورقية وبلاستيكية والكترونية، وأعتقد بأن أمامنا شوطاً كبيراً للوصول إلى اقتناع جماهيري بأهمية الحلول والأبنية الخضراء، ولكن هذا لا يمنع من بدء نشر التوعية على مستوى جميع فئات الشعب القطري في هذا المجال، فتبني معايير الأبنية الخضراء يبدأ بفصل المخلفات وتصنيفها من المنازل، وفي كندا أمام كل منزل 3 حاويات للنفايات كل واحدة بلون مميّز يستوعب نوعاً معيناً من المخلفات، وأصبح الطفل الصغير يستوعب ذلك وينشأ عليه وتصبح ثقافة عامة في المجتمع.
* هل يحتاج ملاك العقارات والمطوّرين الى توعية خاصة للوقوف على أهمية البناء وفق المعايير الخضراء؟
- أعتقد بأن نشر البناء الأخضر لا يبدأ بالمطوّرين أو الملاك، ولكنه يبدأ بسن قانون ملزم بالمعايير الخضراء، مثل "كود البناء" أي المواصفات والمقاييس الخاصة بتصميم وتنفيذ العقارات، فإذا أُضيفت إليها معايير خضراء تحكم المصمم بداية ومن ثم المالك وبالتالي المقاول فهنا نقول إنه سيتم إنشاء المباني وفق المعايير الخضراء، وأعتقد بأن اتجاه الدولة وما تم الإعلان عنه في مؤتمر الحلول الخضراء من وضع اشتراطات خضراء لتنفيذ المباني الحكومية يُعتبر بداية طيّبة على هذا الطريق.
* هناك من يرى أن وضع حوافز للمباني الخضراء يكون سابقاً لإصدار قانون ملزم، أي يعتمد مبدأ الترغيب قبل الترهيب، فما رأيك؟
- بالطبع وجود حوافز هو أمر مشجع لنشر المباني الخضراء، خاصة أن المباني الخضراء مرتفعة نسبياً في تكلفتها وقت تنفيذ المشروع لكن مردودها على المستوى البعيد كبير جدًّا، وإذا ما دارت عجلة المباني الخضراء فإنها لن تتوقف وتصب في صالح هذا البلد والمنطقة بشكل عام.
لوسيل
* هل تستهدف الشركة مدينة لوسيل باعتبارها أكبر مدينة على مستوى العالم تبني وفق المعايير الخضراء؟
- بالتأكيد نستهدفها، كما نستهدف أي مشروع كبير أو صغير ونخدم الجميع ونقدّم لهم حلولنا وموادنا وخبراتنا في مجال البناء ذي الجودة العالية.
* كيف ترى مستقبل السوق العقاري في قطر؟
- الواقع يقول: إن هناك سوقاً واعداً خلال الفترة المقبلة، صحيح أننا لا نلمس ذلك حالياً ولكن أتصوّر أن هناك خططاً تُوضع وتصاميم تُعدّ حالياً لمشاريع عقارية سترى النور قريباً، ناهيك عن مشاريع المونديال، وهناك نمو في قطر في مجالات عديدة وهذا النمو يستلزم مشاريع عقارية تتواكب معه، وهذا ليس تحليلي فقط ولكن كل الشركات العقارية المتخصصة ترى ذلك، وعندما قرّرنا الدخول للسوق القطري لم تكن قطر فازت باستضافة المونديال، ودخولنا السوق جاءت بعد دراسة جدوى متعمقة للسوق واتفاق الشركاء في الشركة على هذه الدراسة.
* هل هناك اتفاقات تمويلية مع بنك بروة لتمويل مشاريعكم في قطر؟
- حتى الآن لم نبرم أي اتفاقات في هذا الصدد.
مجموعة بن لادن
جدير بالذكر أن شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري قد وقعت في مارس 2010 اتفاقية شراكة مع مجموعة بن لادن السعودية المحدودة، وهي شركة دولية متعدّدة الجنسيات تعمل في قطاع التشييد والبناء، ونصّت الاتفاقية على تأسيس شركة قابضة مشتركة بين الطرفين تحت اسم "مجموعة كيودي- إس بي جي"، وأن تقوم الشركة الجديدة بتأسيس شركتين لأغراض تختص بتعزيز قطاعي الصناعة والبناء في قطر.
وقام بالتوقيع على الاتفاقية السيد غانم بن سعد آل سعد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية، والشيخ محمد محمد بن لادن ممثلاً عن مجموعة بن لادن السعودية، وذلك خلال حفل تدشين الشراكة بين الطرفين والذي عُقد في فندق الريتز كارلتون مساء أمس.
ويُعدّ الكيان الجديد القائم بموجب الاتفاقية والمسمى "مجموعة كيودي- إس بي جي" مشروعاً بموجب شراكة متعادلة بين الديار القطرية ومجموعة بن لادن السعودية، حيث سيتم بموجب تلك الشراكة تأسيس شركتين ذواتي أهداف خاصة في دولة قطر تتركز إحداهما في خدمات التشييد والبناء في حين تُكرّس الأخرى أنشطتها في الخدمات الصناعية، حيث قامت شركة الديار القطرية ومجموعة بن لادن بالتوقيع على اتفاقيتي شراكة إضافيتين مع شركة بروة العقارية ش.م.ق، وشركة المستثمر الأول ش.م.ق.خ لتأسيس شركتي خدمات التشييد والبناء والخدمات الصناعية.
وتم التوقيع على اتفاقية الشراكة الخاصة بتأسيس شركة تقدم خدمات التشييد والبناء في دولة قطر بين كل من "مجموعة كيودي- إس بي جي" و"مجموعة بن لادن السعودية" وشركة "بروة العقارية ش.م.ق" يمثلها الرئيس التنفيذي للمجموعة السيد يوسف راشد الخاطر وشركة "المستثمر الأول ش.م.ق.خ" ويمثلها السيد محمد عبدالعزيز آل سعد، عضو مجلس إدارة المستثمر الأول ونائب الرئيس التنفيذي لشركة بروة العقارية.
وقام بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الأخرى كل من "مجموعة كيودي- إس بي جي" و"مجموعة بن لادن السعودية" وكل من شركتي بروة العقارية والمستثمر الأول، لتأسيس شركة للخدمات الصناعية التي ستوفر مواد تشييد وبناء لدولة قطر، وقد مثل شركة "مواد الإعمار الدولية" في حفل تدشين اتفاقية الشراكة الشيخ محمد محمد بن لادن.
ومقر مجموعة بن لادن السعودية مدينة جدة ، وهي شركة قابضة عالمية عملاقة متعدّدة الجنسيات تتبوأ مكانة الصدارة في قطاع التشييد والبناء في المنطقة والعالم بدءاً من المملكة العربية السعودية وصولاً إلى عدد كبير من المدن والعواصم في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، أما شركة مواد الإعمار الدولية فهي عضو بمجموعة بن لادن السعودية وهي الذراع الصناعية للمجموعة، وترتكز جهود الشركة وأنشطتها على تقديم أعلى المعايير الدولية في مجال التشييد والبناء في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: