كشف الرئيس التنفيذي للشركة الدولية البحرينية للصناعات الدوائية المحدودة (بحرين فورما) رياض العشبان عن بناء أول مصنع متطور للأدوية في البحرين بكلفة تصل إلى 5 ملايين دينار بحريني (نحو 13 مليون دولار)، باستخدام تقنية أميركية متطورة لإنتاج نحو ملياري كبسولة جلاتينية في المرحلة الأولى تزيد إلى 18 مليار كبسولة بعد تنفيذ التوسعات المستقبلية.
وأبلغ العشبان الصحافيين خلال لقاء عقد في فندق دبولومات أن حجم سوق الدواء في المنطقة يبلغ نحو 1,2 مليار دينار، وأن مشروع «بحرين فارما» سيوجه منتجاته إلى دول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية وكذلك أوروبا. وينتظر أن يبدأ العمل قبل نهاية العام ويكتمل خلال 12 شهرا.
وشرح أن المصنع، والذي سيقام في منطقة البحرين العالمية للاستثمار بالحد، «هو أول مصنع في مملكة البحرين للأدوية، وسيتم استخدام تقنية متطورة ستقلل الكلفة بنسبة 50 في المئة، وتختصر الوقت، وتعتبر أول تقنية يتم تطبيقها في الشرق الأوسط وأوروبا. هذه التقنية موجودة في الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحاضر».
وبين أن كلفة المرحلة الأولى للمصنع ستكون 50 مليون رياال سعوديا (5 ملايين دينار)، «وسنعمل بطاقة ملياري كبوسولة جلاتينية سنويا، وأن هذه الكبسولات تختلف عن بقية الأقراص الأخرى بأنها سريعة الامتصاص، إذ يتم ذلك خلال 10 دقائق».
وأضاف تقنية المصنع غير موجودة في الشرق الأوسط، وأن الجلاتين على مستوى العالم هو بقري، ولكنه ولأول مرة سيكون نباتي في مصنع الدواء في البحرين، ما يساهم في التخلص من أمراض البقر، بالإضافة إلى أنه حلالا. كما توقع توفير نحو 60 فرصة عمل في المصنع الجديد في المرحلة الأولى.
كما ذكر أن فكرة المشروع تقوم على «أساس الشراكة الاستراتيجية بين شركة الرؤية القابضة وشركة «فانغارد» الأميركية، والتي يقع مقرها في ولاية هيوستن تكساس. وتعتبر شركة فانغارد من أهم الشركات المتخصصة في ابتكار وتوريد المعدات والمختبرات السمتخدمة في الصناعات الدوائية على مستوى العالم.
وقال بيان رسمي للشركة «تتلخص الاتفاقية في أن تقوم شركة «فانغارد» بكافة الأعمال الاستشارية والهندسية لبناء المشروع بأكمله بما في ذلك الحصول على التراخيص المطلوبة عالميا وحقوق الامتياز بالنسبة إلى هذا النوع من التكنولوجيا الدوائية المتميزة حيث تمتلك شركة فانغارد كافة الإمكانيات والخبرات والاتفاقيات التي تؤهلها للقيام بذلك».
كما ذكر بأن الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين تضمن استخدام التكنولوجيا المتطورة لإنتاج منتجات دوائية تفوق في جودتها ما هو قائم عالميا بمعدل 3 مرات. وسيعتمد المصنع المزمع بناءه على كمية المواد الأساسية المطلوب إنتاجها بنسبة أقل توازي 25 في المئة».
وأضاف «المصنع الذي تنوي «بحرين فارما» إقامته هو عبارة عن خط إنتاج متكامل إنتاج الكبسولات الجلاتينية والأدوية السائلة، وسيكون مهيأ لتوسعات مستقبلية على مستوى المباني والمعدات والمختبرات ومستودعات التخزين التي تتطابق مع اشتراطات الهيئة العاليا للصناعات والمنتجات الدوائية في الولايات المتحدة الأميركية».
وكان تقرير مستقل قد بين أن سوق الأدوية في البحرين صغيرة نسبيّا بالمقارنة مع بقية الدول في المنطقة، لكن يتوقع أن تنمو بقوة في السنوات المقبلة وأن يتضاعف حجمها, في وقت تشهد فيه المملكة ازدهارا اقتصاديا غير مسبوق، والزيادة المطردة في عدد السكان البالغ الآن نحو 1,2 مليون نسمة.
وأوضح التقرير أن الأدوية ذات الماركات العالمية تشكل الأكثر استخداما في سوق الصيدلة لكن هذه الأدوية بدأت تفقد تدريجيا حصتها التي تبلغ نحو 96 في المئة لصالح الأدوية ذات العلامات التجارية. وتشكل الأدوية التي تطلب من دون الحصول على استشارة طبية, نسبة بسيطة من قيمة السوق الكلية.
وقال التقرير المستقل « النمو الاقتصادي القوي واستمرار ارتفاع عدد السكان هما عاملان أساسيان يساعدان السوق على النمو في الوقت الذي يتم فيه تطوير نظام الرعاية الصحية بقوة إذ تركز الحكومة على الرعاية الصحية الأولية». كما ينتظر أن يتم تغطية العمال الأجانب بنظام تأمين صحي خاص بحلول العام 2013 وهو جزء من إستراتيجية الحكومة لنقل جزء كبير من كلفة القطاع الصحي إلى القطاع الخاص».
وأضاف «إن محدودية القطاع الصناعي المحلي في البحرين وعدم وجود القدرة التكنولوجية جعلا من البحرين فرصة ممتازة للاستثمار بالنسبة إلى صناع الأدوية الأجانب, على رغم النظرة الشاملة بشأن حجم السوق الصغيرة. والبحرين هي أصغر دول المنطقة مساحة وأقلها ثراء». وتستورد البحرين سنويا أدوية تقدر قيمتها بنحو 90 مليون دولار، منها 40 مليون دولار من مشتريات مجمّع السلمانية، وهو أكبر مستشفى حكومي.
ومن ناحية أخرى أفاد العشبان بأنه «ستكون هناك نقلة نوعية من حيث الأدوية المتداولة في الأسواق «بحيث نضمن سرعة الامتصاص وسرعة المفعول».
وأضاف «حجم السوق العالمية لكبوسلة الجلاتين تقدر بنحو 54 مليار دولار، تتنافس عليها ثلاث شركات عالمية - أثنتان أميركيتان، وواحدة ألمانية - وأن شركة البحرين فورما ستدخل في المنافسة كشركة رابعة. هناك شركات أخرى تتنافس في سوق أدوية أخرى قيمتها 8 مليارات دولار، ولكن التقنية العالية التي ستتخدم في المصنع ستمكن الشركة من الدخول في الأسواق الأميريكية والأوروبية من أول إنتاج»
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: