نبض أرقام
07:09 م
توقيت مكة المكرمة

2025/05/31
2025/05/30

مشروع الصين الملياري يخبط خبط عشواء!

2012/03/20 القبس

ربما سيكتب لصفقة شركة البترول الكويتية العالمية مع شركة توتال العالمية لتنفيذ مشروع مصفاة ومجمع البتروكيماويات في الصين، المصير نفسه، الذي كتب لصفقة المؤسسة مع شركة شل العالمية، التي انسحبت من المشروع نفسه.

تعطي هذه المؤشرات ما حصل يوم توقيع مذكرة التفاهم بين الطرفين في منتدى الطاقة الدولي، الذي استضافته الكويت الاسبوع الماضي، حيث تقضي المذكرة بان تجري «توتال» فحصا نافيا للجهالة للتأكد من جدوى المشروع.

وكان متوقعا ان تحتفل مؤسسة البترول بهذا الخبر المهم امام مئات وفود الدول المنتجة والمستهلكة للنفط وعشرات الشركات العالمية، التي حضرت للمنتدى، اذا كانت تريد توصيل رسالة من خلاله ان الكويت ماضية في مشاريع عملاقة واستراتيجية، وانها تستطيع الجمع بين الشرق ودولته العظمى الصاعدة (الصين) وبين احدى اكبر واقدم الشركات العالمية في الغرب (توتال الفرنسية). بيد ان تفاصيل التوقيع أوحت ان هناك ارتباكا وانه من غير المفهوم ما الرسالة التي تريدها المؤسسة من هذا الاعلان في التوقيت والمكان.

اذ فجأة، ومن دون مقدمات، بدأ الصحافيون في المنتدى يتناقلون خبرا عن احتمال توقيع مؤسسة البترول صفقتها مع «توتال».

«اين ذلك؟ كيف؟ لا احد يعرف! ربما في الغرفة رقم 10 او 9.. لا انها في خيمة المنتدى»، هكذا اخذ الجميع ينقل المعلومات الضائعة، الا ان وجد احدهم ضالتهم: «انها الغرفة رقم 10 وبعد 10 دقائق فقط»، وهكذا ركض الاعلاميون نحو الغرفة، وهي احدى عشرة غرفة صغيرة جهزت لاجتماعات مغلقة للوفود في المنتدى، ولا تحتمل ان يوقع فيها صفقة بهذا الحجم لمشروع تكلفته 9 مليارات دولار.

لكن هذا ما حدث، والقصة لم تنته هنا.
كان ذلك قرابة الساعة الــ 2.30 بعد الظهر، وكانت الوفود عائدة من حفل الافتتاح للمنتدى في قصر بيان، بيد ان المنظمين لم يحجزوا الغرفة رقم 10 لتوقيع عقد المليارات التسعة، وكانت محجوزة باسم وفد آخر، فاعترضت عاملة «الاوتيل» الواقفة امام الغرفة لتنظيم الحجوزات على دخولهم الغرفة، فاضطروا الى البحث عن غرفة اخرى، الى ان وجدوا غرفة رقم 1 فارغة بعد بحث داخل كل غرفة عن مكان فارغ، فدخل رؤساء الشركات التابعة لمؤسسة البترول، اضافة الى رئيس «توتال العالمية» الى الغرفة ووقعوا مذكرة التفاهم، وسط تدافع المصورين والصحافيين ووقوف رؤساء شركات على الحائط بشكل مرصوص لعدم وجود مكان في الغرفة، في مشهد لا يؤشر الى ان ثمة جدية في المشروع العالمي، الذي جمع الكويت والصين وفرنسا!

اكثر من ذلك، فقد غابت الصين عن التوقيع كما عن المنتدى. اذ كان التحضير الجدي يفترض حضورا رفيع المستوى من المسؤولين الصينيين.. لكن ذلك كان مفقودا، وهنا مؤشر آخر يستحق القراءة والتحليل. وبعد التوقيع «المسلوق» راح احد المسؤولين يتحدث للصحافيين كما لو ان المشروع بات قيد التنفيذ، وعمد الى توزيع المليارات ذات اليمين وذات اليسار، موحيا بأن الامر بات محسوما.. لكنه نسي او تناسى ان ما وقعه مع الفرنسيين مجرد مذكرة تفاهم حتى تتمكن «توتال» من اخذ وقت للدرس وتقرير ما اذا كانت ستدخل في المشروع ام لا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.