نبض أرقام
03:29 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/08/20
2025/08/19

افتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات بتكلفة أكثر من 43 مليون ريال عماني و 35 مليون متر مكعب من المياه يوفرها سنوياً

2012/03/27 الوطن العمانية
رعى صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد أمين عام بوزارة التراث والثقافة أمس حفل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بافتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات والذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ثلاثة وأربعين مليون وستمائة وخمسة وأربعين ألف وثلاثة وثمانين ريال عماني (43,645,083,000) ريالاً عمانياً، وبحضور عدداً من أصحاب المعالي والسعادة وشيوخ ورشداء وأعيان وأبناء الولاية.

ويعد مشروع سد وادي ضيقة إضافة مهمة تضاف إلى اللبنات الأساسية لتنمية قطاع الموارد المائية بالسلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، كما يعد المشروع أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الإطلاق تم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية وذلك وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والآمان ليكون معلماً تنموياً ضمن مفاخر النهضة العمانية المباركة وسيساهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في المشاريع المائية المنفذة، حيث تقدر السعة التخزينية لبحيرة السد بحوالي 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد حوالي 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه والذي نفذته شركة اتحاد المقاولين العمانية بإشراف مباشر من قبل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه.

ويأتي تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة في إطار الجهود التنموية المستدامة التي تشهدها السلطنة، كما يأتي في إطار الحرص الدائم لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في إدارة وتنمية الموارد المائية واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يضمن ديمومتها في رفد جوانب التنمية العمانية بالإضافة إلى النهوض بتنمية الجوانب السياحية وإيجاد طرق عملية للحد من خطر الفيضانات والأنواء المناخية الاستثنائية وذلك بما يضمن سلامة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وإضفاء الطابع الحضاري.

فقرات متنوعة

بدأت فعاليات الحفل بكلمة لمعالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه قال فيها: أن المحافظة على المياه وتنمية مواردها كان وما زال هدفاً رئيسياً من أهداف الحكومة المباركة, فقد شرعت السلطنة منذ منتصف الثمانينات في تنفيذ مشاريع سدود التغذية الجوفية وسدود التخزين السطحي لتؤدي دوراً مهما في تنمية الموارد المائية وتعزيز الوضع المائي إضافة إلى سدود الحماية من مخاطر الفيضانات للمساهمة في التخفيف من مخاطر الفيضانات.

وأضاف معاليه إن مشروع سد وادي ضيقة يعتبر إنجازاً جديداً لمسار التنمية في البلاد، إذ سيساهم في توفير مخزون استراتيجي لإمداد المياه وتنمية الموارد المائية بولاية قريات وأجزاء من محافظة مسقط، والمحافظة على كميات كبيرة من مياه الأمطار التي كانت تضيع هدراً إلى البحر، حيث تم تشييد السد ليحتجز المياه المتدفقة بالوادي بسعة تخزينية قدرها (100) مليون متر مكعب من المياه والاستفادة منها في الزارعة, وتوفير مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى لولاية قريات, وتوفير مورد مائي إستراتيجي لمحافظة مسقط, وتوفير درجة من الحماية للقرى الواقعة على مجرى الوادي من مخاطر الفيضانات, بالإضافة إلى تنمية القطاع السياحي بالولاية.

وأشار إلى أن مشروع سد وادي ضيقة يتألف من سدين: السد الرئيسي والسد الجانبي وبحيرة التخزين, وتم تزويد السد ببرج يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد وإنشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج، ويتضمن المشروع كذلك شبكة مراقبة تتألف من عدد من أجهزة القياس تم ربطها بنظام مركزي لعرض وحفظ البيانات. بالإضافة إلى نفق داخل جسم السد الرئيسي لأغراض الحفر والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يوجد به عدداً من أجهزة الرصد والمراقبة.

وأضاف معاليه أما المرحلة الثانية للمشروع فتتعلق بإمدادات المياه للمناطق المستهدفة وتتكون من نظام متطور لمعالجة إمداد المياه، حيث سيتم ضخ ما يقارب من (35) مليون متر مكعب من المياه سنوياً وذلك لتوزيع المياه المتجمعة ببحيرة السد ونقلها ومعالجتها لإمداد ولاية قريات وبعض ولايات محافظة مسقط بمياه الشرب والاستخدامات الأخرى.

وأكد معاليه في ختام كلمته على أهمية هذه المنجزات التي تحققت في ربوع السلطنة بفضل الله وبجهود الحكومة الرشيدة وهي ثمرة من ثمار التعاون المعطاء بين الحكومة والمواطن. وعلى كل مواطن غيور على هذه المنجزات ضرورة المحافظة عليها وحمايتها حتى تحقق الأهداف المرجوة منها.

بعدها ألقى عدد من الشعراء قصائد وطنية معبرة عن أصالة الشعب العماني وفي حب هذا الوطن الغالي.

وتضمن برنامج الحفل أوبريت (الماء سر الحياة) اشتمل على عدد من اللوحات الفنية الشيقة والمتنوعة شارك في تقديمها طلبة وطالبات المدارس بولاية قريات هدفت إلى إبراز مضامين عدة منها أهمية المحافظة على المياه كونها أحد أهم الموارد الطبيعية ونبع الحياة والمورد الاساسي لعيش الإنسان ومصدراً حيوياً لمختلف المجالات التنموية وسلط الأوبريت الغنائي الضوء على الدور الذي تقوم به السلطنة في مجال تنمية الموارد المائية وإدارتها واستغلاها الاستغلال الأمثل من خلال تنفيذ المشاريع المائية العديدة كبناء المنشآت المائية مثل السدود بأنواعها المختلفة وغيرها من الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على المياه في السلطنة وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.

كما تم تقديم لوحات فنية تراثية تعبر عن أصالة موروثنا الشعبي، ثم قام راعي الحفل بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لافتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات والتجول في مركز الزوار والمعرض المخصص للمشروع وفي مرافق السد.

مركز الزوار والمعرض

يتضمن مركز الزوار بمشروع سد وادي ضيقة على معرض توثيقي وتثقيفي يسلط الضوء على كل ما يتعلق بالمشروع ويتناول موضوع الماء من جميع الجوانب من خلال استعراض مواد نصية ومرئية باللغتين العربية والإنجليزية بواسطة شاشات ذات تقنيات حديثة منها يعمل بواسطة اللمس وبعضها تعمل بشكل تلقائي، بالإضافة إلى استعراض مجسمات توضيحية للمواضيع المتعلقة بالمياه والمشروع، الذي روعي في تصميمه وإعداد مواده لملاءمتها جميع فئات المجتمع وإخراجها بصورة عصرية تجمع بين الفائدة والمتعة.

حيث يتألف المعرض من قاعتين تقدم أحداهما عرضاً متكاملاً عن الماء ودورته الهيدرولوجية وأهم القضايا والحقائق المتعلقة بالموارد المائية في السلطنة والعالم بشكل عام ، كما يتم استعراض السياسات المتبعة في السلطنة لإدارة الطلب المتزايد على المياه والمشاريع المنجزة لتنمية الموارد المائية. كما تقدم القاعة الأخرى معرضاً توثيقياً للمشروع يستعرض جميع ما يتعلق بمراحل تنفيذ المشروع ابتداء بمراحل التخطيط الأولية والدراسات الاستشارية الأولية وصولاً إلى دراسة الجدوى وإعداد التصاميم التفصيلية ووثائق المناقصة ، بالإضافة إلى أهمية وأهداف تنفيذ المشروع والمراحل المختلفة للأعمال الإنشائية.

كما يوجد في مركز الزوار مكاتب لطاقم تشغيل المشروع وقاعة للمحاضرات مزودة بأحدث التقنيات والوسائل الإعلامية لتقديم برامج توعوية وتعريفية لمرتادي المركز بالإضافة إلى قاعة للاجتماعات وغرفة للمراقبة يتم من خلالها استعراض جميع البيانات المتعلقة بتشغيل ومراقبة السد وعرض بيانات الطقس وربطها بالأرصاد الجوية لمتابعة أحوال الطقس على الهواء مباشرة على شاشة رقمية بواسطة نظام للمراقبة عن بعد يربط أجهزة المراقبة والتحكم مما يسهل عملية عرض البيانات وحفظها من قبل الطاقم الفني.

إنشاء السدين الرئيسي والجانبي

تتألف المرحلة الأولى للمشروع من إنشاء سدين بالمنطقة الواقعة أعلى قرية المزارع، السد الرئيسي والذي تم إنشاؤه على المجرى الرئيسي لوادي ضيقة، والسد الجانبي عند الفجوة اليسرى لبحيرة التخزين لحجز المياه ومنعها من التدفق عبر هذه الفجوة عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة التخزين .

كما تم إنشاء مفيض في وسط السد الرئيسي لتمرير مياه الفيضانات، كذلك تم إنشاء حوض للتهدئة أسفل السد لكسر طاقة المياه المتدفقة من المفيض لمنع الإنجراف في الوادي أسفل السد، وفي الحالات القصوى للغاية التي تتدفق فيها فيضانات عارمة فإن مياه الفيضان ستنساب فوق قمة السد الرئيسي .

السد الرئيسي

تم تشييد السد الرئيسي مقوس الشكل من الخرسانة المدكوكة وله واجهة رأسية على الجانب المواجه لبحيرة التخزين وواجهة متدرجة مائلة على الجانب الآخر، ويتضمن السد كذلك برج لأخذ المياه مزود بـ (11) أنبوب محكمة الإغلاق على ارتفاعات مختلفة للتحكم في كميات تصريف المياه من مختلف المستويات .

السد الجانبي

يعمل السد الجانبي على غلق الفجوة بين الجبلين والتي كانت تستخدم للوصول للمواقع السياحية بالوادي . وقد تم تشييد هذا السد من الأتربة المدكوكة والصخور والحجارة الكبيرة وتم تزويده بقاطع رأسي عديم النفاذية . كما تم إنشاء طريق أسفلتي على قمة السد الجانبي يصل إلى السد الرئيسي.

برج مأخذ المياه

تم إنشاء برج مأخذ المياه لكي يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد، كما تم إنشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج.

بحيرة التخزين

عند امتلاء السد ستغطي بحيرة التخزين مساحة تقدر بحوالي350 هكتاراً تمتد لمسافة 6 كيلومتر إلى الأعلى من جسم السد الرئيسي ، كما سيبلغ محيط البحيرة عند الامتلاء حوالي 28 كيلومتراً. وتجدر الإشارة إلى أن السعة التخزينية للبحيرة حوالي 100 مليون م3 .

يتضمن المشروع غرف التحكم والمراقبة بالسد وبرج تصريف المياه ومن أبرز مكوناتها: شاشات عرض لبيانات المراقبة، ومفاتيح تحكم في تشغيل الأجهزة الإلكترونية، ونظام سكادا لمراقبة الأجهزة الموجودة بالسد ومحيطه. كما تشتمل أنظمة التحكم والمراقبة إلى عدد (39) جهازا لقياس التمدد والانكماش بفعل الحرارة في خرسانة السد، و (100) جهاز لقياس التغير في درجة الحرارة تتصف بأنها ذات دقة عالية، ومحطة لمعرفة أحوال الطقس والمناخ. كما يوجد عدد من الأجهزة في نهاية حوض التهدئة والسد الجانبي لقياس المياه المتسربة من جسم السد بصورة مستمرة لضمان سلامة السد من التسريبات الزائدة واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليها في حال حدوثها.

ويتضمن المشروع أيضاً نفـــق داخل جسم السد الرئيسي بعرض (3) متر وارتفاع (4) متر لأغراض المراقبة والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يمتد هذا النفق على طول السد وزود بدرج جانبي به سياج معدني، ويوجد به : (122) بئر لتخفيف ضغط الماء على أساسات السد، و (4) أجهزة لرصد الحركة في جسم السد، و(4) أجهزة لرصد الزلازل، و(18) صمام لنظام المراقبة، و( 50) جهاز لمراقبة المياه الجوفية.

بالإضافة إلى ذلك يوجد بالمشروع عدد (18) بئر لمراقبة الخزانات الجوفية بمنطقة السد لمتابعة الوضع ومستوى المياه الجوفية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.