أكد جيرالد لوليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا، والتي تدير ما يفوق 22 فندقاً فاخراً داخل الإمارات وخارجها، أن العام 2012 كان مميزاً بالنسبة للمجموعة، حيث وصلت نسب الإشغال في كل الفنادق إلى ما يقارب 77%، بينما بلغت الإيرادات على الغرفة الواحدة المتاحة (وهي وحدة القياس الرئيسية للمقارنة بين الفنادق) حوالي 1557 درهماً بنسبة نمو 12.5% مقارنة بالعام 2011، موضحاً أن السبب يعود بالأساس إلى انتعاش قطاع الساحة ككل في الدولة عموماً ودبي بشكل خاص.
وأضاف بأن الأداء الإيجابي لم يشمل مجموعته فحسب، بل امتد إلى كل قطاع الفنادق بالإمارة، حيث ارتفعت عوائد هذا القطاع بنسبة 12 إلى 15% تقريباً، موضحاً أن المؤشرات العامة توضح أن 2013 سيكون استمراراً لهذا النمو التصاعدي، خصوصاً في ظل الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها حكومة دبي، وعلى رأسها مدينة الشيخ محمد بن راشد، بالإضافة إلى استثمارات القطاع الخاص في إنشاء فنادق جديدة.
معدلات إشغال
*كيف كان أداء مجموعة جميرا خلال العام 2012؟
2012 كان عاماً مميزاً بكل المقاييس، سواءً بالنسبة لمجموعتنا أو بالنسبة لقطاع الفنادق في دبي ككل، حيث تقدمت فنادق المجموعة من ناحية معدلات الإشغال في السوق، لنسجل معدلاً فاق 77% على مدار السنة، مقارنة بـ73% في 2011 و70% في 2010، بالإضافة إلى أننا حققنا رقم إيرادات على الغرفة الواحدة المتاحة (وهي وحدة القياس الرئيسية للمقارنة بين الفنادق) عند 1557 درهماً مقارنة بـ1384 درهماً في 2011 و1338 درهماً في 2010، أي بنسبة نمو سنوية بلغت 12.5%.
وهنا أود ان أشير إلى أن هذه النسب لا تعكس الواقع بالنسبة لكل فنادقنا، حيث تأثرت بالفندقين الجديدين جميرا زعبيل سراي وجميرا الخور، حيث إذا ما تم استثناؤهما من الحسبة فنصل إلى ما يفوق 80% كمعدل إشغال الغرف. هذه الأرقام التي أستطيع وصفها بالممتازة، ساهمت في تعزيز علامتنا التجارية، ومكانتنا كأفضل سلسلة فنادق بدبي.
عام استثنائي
*كل المؤشرات الرئيسية أظهرت أن العام الماضي كان إيجابياً إلى أبعد الحدود بالنسبة لقطاع الفنادق الفاخرة في دبي، فهل تتفق مع هذا الرأي؟
بالطبع، ولا يجب أن تكون معنياً بهذا القطاع لتلاحظ ذلك، فقد حصلت دبي بامتياز على لقب عاصمة السياحة في المنطقة، حيث إن قطاع السياحة بشكل عامٍ عرف بعام استثنائي، حيث فاق عدد زوار دبي الـ10 ملايين زائر لأول مرة في تاريخ الإمارة، وهذا ساهم بشكل مباشر في انتعاش معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية وفي مقدمتها طبعاً قطاع الفنادق وأستطيع القول إن قطاع السياحة والسفر يشكل ما نسبته 20% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
وهذا قد يعطيك إشارة لأهمية هذا القطاع بالنسبة لصناع القرار في الإمارة. تقريباً، نمت عوائد الفنادق العام الماضي بنسبة تتراوح ما بين 12 إلى 15% مقارنة بـ2011، وهذه نسبة عالية مقارنة بباقي بلدان المنطقة. أما عن أسباب هذا الأداء، فهي بالأساس موقعها الجغرافي المميز، ومناخها الرائع وطابعها الصحراوي، والاستثمارات الضخمة التي تقوم بها حكومة الإمارة.
بالإضافة إلى البرامج التسويقية التي تعدت الصعيد الإقليمي إلى العالمي، وأخيراً قد نستطيع القول إن الربيع العربي ساهم بدروه، من خلال تغيير وجهة السياح نحو دبي، بدل الوجهات التقليدية مثل مصر وتونس وسوريا ولبنان، وهذا التوجه الجديد سيستمر لسنوات طوال، ولن ينتهي بانتهاء الربيع، أيضاَ السواح الذين يأتون إلى الإمارة غالباً ما يقررون زيارتها مرة أخرى وهناك من يقرر الاستثمار فيها وهذا يعود الفضل فيه إلى بنيتها التحتية التنافسية ومرافقها السياحية المميزة.
الاستمرار في العالمية
*ما هي خطط المجموعة التوسعية، وهل تعتقد ان اليوم هو الوقت المناسب للاستثمار والتوسع؟
حسناَ، سأبدأ بالشق الثاني من السؤال، في الحقيقة دبي تملك كل المقومات الاقتصادية والبنية التحتية التي تجعل كل مستثمر يتخذ القرار الصحيح، أو بمعنى آخر، الإمارة تسمح للمستثمر باختيار التوقيت المناسب للاستثمار في هذا القطاع. أما عن خطط التوسع، فكما تعلم مجموعة الجميرا انتقلت منذ مدة من مرحلة المحلية والإقليمية إلى مرحلة العالمية.
ولكي تحافظ عليها، يجب أن تبقى خطط التوسع دائماً في مقدمة أولوياتك. اليوم ندير 22 فندقاً فاخراً، وسنفتتح قريباً فندقاً في الكويت، ولدينا مشاريع لـ5 فنادق في الصين 2 منها بدأنا بالفعل في مراحل الإنشاء وسننتهي منها خلال العامين القادمين، أيضاَ نملك عقداً لإنشاء فندق في مدينة بالي الاندونيسية واثنين في العقبة الاردنية، وواحداً في المغرب.
الهند هي ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للمجموعة ونحن في مناقشات مع عدد من الشركاء المحتملين لمشاريع التنمية، بما في ذلك المطورون في الهند الذين يرغبون في جلب جميرا إلى دلهي ومومباي وجهات رئيسية أخرى، وأستطيع القول إننا استطعنا الحصول على اتفاقية لإدارة مجمع فنادق كبير في مدينة مومباي بالإضافة إلى دخولنا في مفاوضات لإنشاء فندق هناك سننتهي منه خلال الأربع سنوات القادمة.
دون ان أنسى السوق الأوروبي الذي افتتحنا فيه مؤخراً فندقا في باكو الأذربيجانية، بالإضافة إلى 7 فنادق أخرى (3 في لندن، فرانكفورت، إسطنبول، مايوركا، وروما). أيضاَ الولايات المتحدة هي مصدر مهم جداً من حركة المرور الصادرة بالنسبة لنا..
صحيح أنها القارة الوحيدة التي لا نملك فنادق بها، لكننا نطمح إلى ذلك، عن طريق فرعنا الإقليمي بنيويورك، بالإضافة إلى مكاتب البيع التي لدينا في كل من لوس أنجلوس وشيكاغو. وقد بدأنا بالفعل بالدخول إلى السوق الأميركية عبر فندق جميرا أنجيلا بالبحر الكاريبي الذي يعد في مرحلة الإنشاء.
البعد الإقليمي
*ماذا عن الخليج والإمارات بالتحديد؟
في العام 2012، شهدنا إقبالاً قوياً على فنادقنا من السوق الخليجية، وللرد على سؤالك، كما قلت سابقاً لدينا افتتاح فندق في الكويت قريباً، ولدينا مشروع قائم في مسقط العمانية سوف يفتتح خلال عامين تقريباً، أيضاَ نود بشدة أن نكون في قطر، ولذلك ننتظر الفرصة المناسبة للدخول إلى هذا السوق المتنامي.
أيضاً نفكر بقوة في التوجه للسعودية وأهدافنا هي مكة المكرمة والمدينة وجدة والرياض والخبر، لا أستطيع القول إننا اتفقنا على شيء محدد لكن من المؤكد أن هذه الخطوة لن تأخذ وقتاً طويلاً قياساً بنسب النمو الكبيرة المتوقعة لهذ السوق.
أما عن الإمارات، فتركيزنا الحالي ينصب أولاً على تطوير ما لدينا من فنادق وتحسينها، لكني لا أستطيع أن أنكر أن هناك خططاً موجودةً على أجندتنا لتوسيع علامتنا التجارية الفاخرة في باقي أنحاء الدولة إلى جانب تواجدنا في دبي وأبوظبي.. نحن نبحث جدياً عن إمكانية إدارة فندقٍ صحراويٍ بعيداً عن صخب المدينة، يكون ذا طابع إماراتي بحت، لا نريد التسرع، نريد البحث عن الفرص الأمثل لذلك.
دبي الأفضل
*هل تتوقع أن تفوز دبي بحق استضافة معرض إكسبو 2020؟
بالنسبة لي شخصياً أعتقد أن دبي هي الأفضل لاستضافة هكذا حدث عالمي وهي جاهزة لذلك، قياساً بالمقومات العديدة التي تملكها، من المطار إلى الميناء، والفنادق، والمراكز التجارية، والبنية التحتية المتطورة، وموقعها الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات.
وعناصر الجذب الاستثمارية المميزة التي تملكها، ومواقعها السياحية، وسمعتها العالمية، والتسهيلات الكثيرة المتعلقة بتأشيرات الدخول، وطابعها الصحراوي والتراثي العريق، لكني أود أن أؤكد أن أهم من كل هذه المقومات، أضع مقياس الأمان في المقدمة، فدبي تعتبر حالياً بين أكثر المناطق أماناً في العالم ككل، إن لم تكن الأولى.
وهذا بالطبع يضعه المسؤولين عن الحدث في الحسبان. وأظن أن مشروع مدينة محمد بن راشد، ستكون بمثابة العامل القوي الذي سيعزز ملف الإمارة، ويعطي دليلاً واضحاً ومؤشراً قوياً على أن الاقتصاد المحلي عاد بقوة إلى الواجهة، حيث ستستقطب استثمارات ضخمة سواءً من القطاعين العام والخاص.
جميرا 4
*أين وصل مشروع مدينة جميرا 4 التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في شهر نوفمبر الماضي؟
كما قال سموه أثناء الإعلان عن المشروع، تطوير البنية التحتية السياحية لابد أن يتواكب مع المكانة السياحية العالمية التي وصلتها الدولة، ومسيرة التطوير لا تتوقف ورحلة البناء ليست لها محطة نهائية.
المشروع سيقام مقابل فندق برج العرب بمنطقة جميرا بدبي ويشمل أربعة أجزاء رئيسية، هي فندق ضخم من فئة الخمس نجوم ومجمع للفلل الفندقية ومجمع للمطاعم بالإضافة لممشى مفتوح ومركز تجاري لمحلات التجزئة بتكلفة مليار درهم، أما عن آلية التمويل فستكون من المصادر التقليدية عبر حجم النقد الذي نملكه بالإضافة إلى إمكانية الاقتراض من المصارف. في الحقيقة لا أستطيع التحدث كثيراً في تفاصيل هذا الموضوع، الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله إن الأشغال قائمة حالياً، ونتوقع الانتهاء من الفندق بحلول العام 2015.
توسع في قطاع المطاعم
قال جيرالد لوليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا: أن سنوات الخبرة الطويلة التي تتمتع بها المجموعة في قطاع الضيافة أوصلتها إلى مرحلة من الخبرة تؤهلها لمعرفة أذواق النزلاء وكيفية خدمتهم بالشكل الأمثل عبر "نودلز هاوس"، الذي يعتقد الكثيرون أنها سلسلة آسيوية أو ما إلى ذلك، والحقيقة أنها إماراتية تابعة لمجموعة جميرا .
حيث يتولى قسم جميرا لإدارة المطاعم مسؤولية هذا القطاع، ويتبع نفس النهج الذي تتبعه في إدارته للفنادق. وتملك جميرا اليوم ما يقارب الـ100 مطعم في دبي و50 خارجها، أما عن نودلز هاوس، فقد تم افتتاحها في العام 2002، وتضم السلسلة ما يقارب الـ18 فرعاً، 6 في دبي و2 في أبوظبي و3 في الدوحة وواحد في كل من الرياض، والكويت ومسقط والمنامة وقبرص ولاهور وكراتشي. ووقعت المجموعة اتفاقيات لفتح مطاعم في كل من موسكو وبريطانيا، وتهدف للوصول خلال 5 سنوات إلى 27 مطعماً أو أكثر.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: