قال مدير ادارة الشؤون الفنية في منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) الدكتور سمير القرعيش أن صناعة البتروكيماويات في الدول العربية تشهد حاليا ومنذ العام 2004 ازدهارا لم تشهده منذ أواخر سبعينات القرن الماضي.
واوضح القرعيش في كلمته خلال جلسة الملتقى الثاني والعشرون لأساسيات صناعة النفط والغاز اليوم ان ذلك الازدهار كان نتيجة عدة عوامل ابرزها توفر المواد الأولية المتمثلة في الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية بأسعار تنافسية اضافة الى سوق يتميز بارتفاع معدلات الاستهلاك والموقع الجغرافي المتميز بين الشرق والغرب والجهود الهائلة التي تبذلها هذه الدول لتطوير البنية التحتية المتكاملة لتكون قاعدة صلبة لصناعات البتروكيماويات.
واشار قرعيش الى ان الدول العربية تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية منها تنويع ايرادات تصدير النفط مستقبلا والسعي نحو استقرارها والاستثمار الأمثل لمواردها بإضافة القيمة لها ونقل التقنيات الحديثة وتنمية مهارات القوى العاملة الوطنية وبناء التجهيزات الأساسية الكاملة اللازمة لربط الأعمال القائمة بالمواد الخام واستشراف المستقبل بتشكيلة واسعة من الصناعات الثانوية.
وتطرق قرعيش في كلمته الى مشاريع البتروكيماويات القائمة في الدول العربية وحجم انتاجها والمشاريع المزمع تنفيذها لافتا الى ان الكويت كانت من أوائل الدول الخليجية المهتمة بصناعة البتروكيماويات حيث قامت ببناء مصانع لإنتاج الأمونيا والأسمدة النيتروجينية ولهذا تأسست شركة صناعة الكيماويات البترولية في 1963 بغرض الاستفادة من موارد البلاد الطبيعية لإقامة صناعات بتروكيماوية متنوعة في الكويت والانتفاع بالغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط.
وشدد على ان صناعة البتروكيماويات تعد من دعائم الاقتصاد العالمي الهامة ومحورا أساسيا في التنمية الصناعية مشيرا الى ان الدول الصناعية استطاعت خلال العقود الأربعة الماضية الاستفادة من الصناعات البتروكيماوية في تنمية جميع مرافق الحياة فيها وسوف تواصل هذه الصناعة مسيرة النمو على مستوى الطاقة الإنتاجية وكذلك التنوع في المنتجات والتوجه نحو تنمية الصناعات التحويلية النهائية التي تحقق قيمة مضافة أعلى.
واكد ان صناعة البتروكيماويات تحتاج إلى استثمارات ضخمة واستخدام تقنيات متقدمة وتعتمد في المقام الأول على الغاز الطبيعي ومشتقات النفط كمواد أولية يتم تكسيرها لاستخلاص مواد بتروكيماوية تستخدم في صناعات عديدة وتتميز بمردود اقتصادي عال.
وقال ان الدول العربية تتمتع بعدد من المزايا والمقومات والثروات الطبيعية المشجعة لإقامة صناعات بتروكيماوية متطورة مبينا ان ملامح الاستثمار في مجال صناعة البتروكيماويات تبدو مغرية للمنتجين في منطقة الشرق الأوسط مما جعل شركات البتروكيماويات العملاقة تتجه نحو تركيز أعمالها بشكل أساسي على منطقة الشرق الأوسط.
وذكر ان الدراسات اثبتت أن العديد من شركات التصنيع الأكثر نجاحا في العالم قامت بنقل مرافقها الصناعية إلى المناطق الأفضل عن طريق توطين الصناعات قرب موارد خاماتها ولذلك من المتوقع أن تلعب منطقة الشرق الأوسط دورا فاعلا على المدى البعيد في أسواق البتروكيماويات العالمية وأن يصل حجم إنتاج منطقة الشرق الأوسط من البتروكيماويات نحو 20 في المئة من الإنتاج العالمى من البتروكيماويات الأساسية على المدى القريب.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: