نبض أرقام
11:56
توقيت مكة المكرمة

2024/05/26

كيف يؤدي التردد إلى الركود الاقتصادي؟ وما تأثير المخاوف على الإنفاق والنمو؟

2016/07/26 أرقام

يواجه الاقتصاد العالمي حاليا حالة من التردد بين الأسر والشركات، ما يهدد بتباطؤ اقتصادي ملحوظ حول العالم، مع تأجيل الأنشطة التي من شأنها تحفيز الاقتصاد.



وذكر تقرير نشره موقع "بروجيكت سنديكيت" أن التباطؤ الاقتصادي يرتبط عادة بفترات التردد، حيث يتردد المستهلكون في شراء منازل أو سيارات جديدة، كما يفضل المديرون الانتظار قبل زيادة القوى العاملة أو شراء مكاتب جديدة أو بناء مصانع، ما يلقي بظلاله على أداء الاقتصاد بشكل عام.

لماذا يظهر التردد؟

- تساءل التقرير عن أسباب تحول هذا السلوك على نطاق واسع لإحداث ركود اقتصادي، مشيرا إلى أن أسباب تأجيل الأنشطة الاقتصادية التي من شأنها تحفيز الاقتصاد تظل صعبة التمييز.

 

- يعتبر تراجع الثقة الاقتصادية أحد الأسباب المحتملة للتردد بشأن الإنفاق، حيث إن مؤشرات الثقة المنشورة منذ خمسينيات القرن الماضي تقوم على أساس استطلاعات لآراء المستهلكين والمستثمرين عن توقعاتهم للنشاط التجاري والدخل المسقبلي وفرص العمل.

 

- كما يكمن الاحتمال الثاني في عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية، حيث إن عدم معرفة رجال الأعمال بالنظم والضرائب المحتمل إقرارها في البلاد تدفعهم للخوف والتردد، وهو ما ظهر بشكل واضح إبان الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

عدم اليقين والكساد

- رصدت ورقة عمل في عام 2015 للاقتصاديين "سكوت بيكر"، و"ميكولاس بلوم"، و"ستيفن ديفيس" مؤشرات عدم اليقين الخاصة بالسياسة الاقتصادية لعدد من الدول التي تستخدم الأخبار الرقمية مثل كندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا واليابان وروسيا وكوريا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

 

- اهتمت الورقة برصد الأخبار المنشورة في الصحف في كل بلد وبشكل شهري من حيث بنود الاقتصاد والسياسة وعدم اليقين، حيث شمل المؤشر الشهري إجمالي عدد الأخبار التي تحتوي على الكلمات الثلاث، حيث امتد المؤشر لعقود من الزمن، بينما تعود البيانات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى عام 1990.

 

- وجد الباحثون أن الاستعراض الدوري للمؤشر ينذر بانكماش اقتصادي في 12 دولة، كما أن قيم المؤشر ارتفعت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة إبان الكساد الكبير.

 

- تساءل الباحثون عما إذا كان الكساد هو ما يتسبب في حالة عدم اليقين، أم أن عدم اليقين يؤدي إلى الكساد، إلا أن التفاعل بين المستثمرين وعامل السببية يشير إلى أن الأمر يسير في كلا الاتجاهين على الأرجح، فيما يمثل حلقة مفرغة.



عوامل نفسية واجتماعية

بالنسبة لفترة الكساد الكبير، فإن الأمر يشير إلى مسؤولية الاتجاهات الاجتماعية عن حالة عدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بارتفاع مخاوف الشيوعية والحرب المتوقعة آنذاك، قبل تولي "هتلر" السلطة في ألمانيا، وهو ما قد يكون دعم تردد المستهلكين بشأن الإنفاق.

 

- يرى التقرير أنه ما من طريقة تثبت حقا مسؤولية هذه المخاوف عن الكساد الكبير، ومدى تأثير هذه العوامل على تفكير المستهلكين آنذاك، إلا أن الواقع يشير إلى مسؤولية بعض هذه الأفكار عن عدم الاستقرار الاقتصادي.

- يظهر علم النفس أن رؤية المستهلكين لمجريات الأمور، والميل للتأثر بالعواطف والذكريات تؤثر على عملية صنع القرار، كما أن عدم تطابق العواطف يمكن أن تتسبب في اختلال وظيفي وتردد في اتخاذ القرارات.




ركود اقتصادي متوقع؟

من شأن بعض المخاوف القائمة حاليا مثل تنامي النزعة القومية، أو الخوف من المهاجرين وتأثيرهم على القيم الثقافية التقليدية أن تزيد من حالة التردد بين المستهلكين والمستثمرين.

 

- يرى المحللون أن التصويت لصالح انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي ظهر كإنذار عالمي يشير إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي، كما أن ارتفاع العمليات الإرهابية أضاف اتجاها عاطفيا لهذه التطورات.

 

- لا يمكن التوصل لتأكيد في الوقت الحالي حول إمكانية تسبب هذه المخاوف الحالية في ركود عالمي جديد، إلا أن الأمر يتطلب النظر إلى درجة المخاوف التي قد تؤثر في اتخاذ القرارات الاقتصادية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة