هل هذه هي الدولة التي ستشهد ثورة في إنتاج النفط الصخري بعد أمريكا؟

لا تعد الأرجنتين دولة ذات ثقل في إنتاج النفط أو حتى احتياطياته بمقاييس النظرة التقليدية للذهب الأسود، لكن الأمر يختلف تماما مع إدخال حسابات النفط الصخري.

ووفقا للتقرير الإحصائي لمنظمة "أوبك"، فإن الأرجنتين لديها احتياطي من النفط التقليدي لا يتجاوز 2.38 مليار برميل مع نهاية 2015 لتكون بين دول أمريكا اللاتينية الأقل امتلاكا له (تمتلك دول القارة احتياطيات تتجاوز 342 مليار برميل 88% منها لدى فنزويلا وحدها).

وترى إحصائية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تعود لعام 2013 أن الأرجنتين لديها احتياطي قابل للاستخراج من النفط الصخري بحوالي 27 مليار برميل، لتكون الرابعة في الترتيب بعد روسيا والولايات المتحدة والصين من حيث تلك الاحتياطيات.

وبالنسبة للغاز الصخري، فإن إدارة معلومات الطاقة أشارت إلى امتلاك الأرجنتين ما يزيد على 800 تريليون قدم مكعبة.
 

 فيما يبرز تشكيل "فاكا مورتا" كأبرز المناطق حيث تحتوي على احتياطي 16 مليار برميل من النفط الصخري، بالإضافة لكمية ضخمة من الغاز الصخري الممكن استخراجه بالمعايير الاقتصادية.

وتبعا لتقرير نشرته "سي إن إن" فإن إنتاج هذا التشكيل الذي تبلغ مساحته ضعف "إيجل فورد" الأمريكي لا يتجاوز إنتاجه 50 ألف برميل يوميا، فيما يتوقع تضاعفه عام 2018.

وتسعى الحكومة لدعم صناعة النفط بعد أن أعلنت في مارس/آذار عن دعم سخي قيمته 7.5 دولار لكل برميل يصدر للخارج لدعم الاستثمار بعد التأميم الشهير لشركة "واي بي إف" عام 2012.

وعلى الرغم من سعيها لحماية المستهلك المحلي من تقلبات سعر النفط، إلا أن خطوتها الأخيرة في هذا الصدد جاءت بمردود عكسي بعد تجميد سعر برميل النفط عند 67.5 دولار، وللغاز الطبيعي عند 7.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وهو أعلى أربع مرات مقارنة بسعره بالولايات المتحدة.

ومع خفض "شيفرون" تكاليف الحفر في تشكيل "فاكا مورتا" إلى 11.2 مليون دولار للحقل هذا العام  من 14 مليون دولار في الربع الأخير عام 2015، وهو ما يعني مزيدا من لفت النظر لتلك المنطقة في صناعة النفط الصخري.

ويرى التقرير أنه مع الوضع الحالي وانخفاض أسعار النفط عالميا، فإن الأرجنتين وكميات الغاز الصخري التي تناهز 801.5 تريليون قدم مكعبة و27 مليار برميل من النفط الممكن استخراجها اقتصاديا تعد بيئة جاذبة لشركات النفط.

وأبرز كذلك بعض الاتفاقيات بقيمة بضعة مليارات من الدولارات من جانب شركات عالمية كبرى مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"شل"، بالاضافة إلى "بتروناس" الماليزية لعمل مشروعات طاقة بالبلد اللاتيني.

هذا بالإضافة إلى مشاركة أكبر منتج في العالم للغاز الطبيعي "غازبروم" الروسية في صفقة "سرية" غير معلنة لتطوير حقول في "فاكا مورتا".

وتبقى الإشارة إلى أنه على الرغم من تلك النظرة المتفائلة تجاه الأرجنتين كبلد منتج للخام غير التقليدي وكذلك الغاز مستقبلا، فإن هناك حاجة لمزيد من الدلائل على استقرار السياسة واتجاه بوصلتها حتى تتجه إليها الاستثمارات.