نبض أرقام
03:59 م
توقيت مكة المكرمة

2025/11/11
2025/11/10

كيف يغير مشروع واحد قواعد اللعبة في سوق خام الحديد العالمية؟

02:20 م (بتوقيت مكة) أرقام

"سيماندو" سلسلة جبال تقع في جنوب غينيا – غرب أفريقيا – أصبحت موقعًا لأحد أكبر مشروعات التعدين في التاريخ، بتكلفة تقدر بـ 23 مليار دولار على الأقل، والذي أطلق عليه اسم "بيلبارا كيلر" Pilbara Killer ، نظرًا لتشكيله تهديدًا كبيرًا لمنطقة إنتاج خام الحديد الأسترالية "بيلبارا" ولقدرته على تغيير قواعد اللعبة.

 

 

مشروع ضخم

يضم المشروع أكثر من 4 مليارات طن من الخام القابل للاستخراج، وعندما يصل إلى طاقته الإنتاجية الكاملة خلال خمس سنوات تقريبًا، سيمثل حوالي 7% من إجمالي المعروض العالمي، أي زيادة كبيرة في سوق تعاني فائضاً في المعروض، مما يعزز الضغط على أسعار خام الحديد العالمية ويقلل من أرباح شركات التعدين الكبرى.

 

تاريخ "بيلبارا كيلر"

عام 1997، فازت "ريو تينتو" شركة التعدين الأنجلو -أسترالية لأول مرة بحق استكشاف سلسلة الجبال،  وترددت أنباء عن بدء تشغيل منجم "سيماندو" بحلول 2012، لكن تأخرت عملية التطوير بسبب الانقلابات العسكرية واتهامات بالفساد ومعارك قضائية، إلى جانب التحديات اللوجستية.

 

موقع المشروع

حيث تطلب المشروع إنشاء ميناء "موربايا" في غينيا على ساحل المحيط الأطلسي والذي سيكون المحطة النهائية لخط سكة حديد بطول 600 كيلومتر، وسيكون الميناء مهيأ لشحن 120 مليون طن من خام الحديد سنويًا المنتج من منجمين في سلسلة جبال "سيماندو".

 

 

هيمنة صينية

هناك منجمان يفصل بينهما حوالي 100 كيلومتر، أحدهما طورته "ريو تينتو" والآخر مجموعة "وينينج إنترناشونال"Winning International  السنغافورية، التي تسيطر الصين على حوالي 75% منها، لذلك يمثل "سيماندو" أول مشروع خارجي كبير للصين، بعدما كانت مدينة على مدار عقود من الزمن لشركات عالمية مثل "ريو تينتو" و"بي إتش بي" و"فالي" في إمداداتها من خام الحديد.

 

الخطة الأولية

كان من المخطط في البداية شحن أول شحنة من الخام بحلول منتصف نوفمبر الجاري على أن تصل إلى الصين في السادس والعشرين من ديسمبر، لكن كما هو الحال مع العديد من المشروعات الضخمة تأخر الجدول الزمني، ومن المخطط حاليًا تحميل أول سفينة ومغادرتها قبل نهاية العام.

 

لحظة فارقة

من المقرر أن يعقد حفل رسمي لافتتاح المشروع اليوم الثلاثاء بحضور عدد من رؤساء دول إفريقيا ومسؤولين من شركات كبرى، في حدث يمثل علامة فارقة في مستقبل غينيا، إذ يتوقع محللون لدى "ويلسون أدفايزوري" Wilson Advisory أن يكون مشروع "سيماندو" من بين أقل أصول خام الحديد تكلفة وأعلاها جودة عالميًا، بتكاليف تشغيل تنافس مناجم "بيلبارا" الأسترالية أو تقل عنها بقليل.

 

نقطة تحول

يأمل سكان غينيا البالغ عددهم 15 مليون نسمة أن يحدث هذا المشروع الضخم تغييرًا جذريًا في الدولة بأكملها، وعندما تصل البلاد خلال بضع سنوات إلى أقصى مستوى إنتاج وهو 120 مليون طن من خام الحديد سنويًا، من المتوقع أن تصبح من بين أسرع دول العالم نموًا، وتتوقع الحكومة زيادة حجم اقتصادها أربعة أضعاف بحلول 2040.

 

 

اتجاه الأسعار

يشهد الطلب على خام الحديد ركودًا على المدى الطويل مع اقتراب طفرة البناء في الصين من نهايتها، وبالتزامن مع فائض المعروض يتوقع معظم المحللين انخفاض أسعار خام الحديد إلى ما يتراوح بين 70 و80 دولارًا للطن خلال العامين المقبلين، مقارنة مع حوالي 100 دولار حاليًا، وفي حال تراجعت الأسعار لهذا الحد فقد تستغرق شركات منها "ريو" وقتًا أطول كثيرًا حتى تتمكن من تعويض تكاليفها الرأسمالية الضخمة.

 

الخلاصة

بعدما اتخذت شركات تجارة خام الحديد الحكومية الصينية خطوات لإضعاف القدرة التسعيرية لأكبر الشركات الغربية المنتجة، فإن منجم "سيماندو"  - الذي من المقرر شحن أول شحنة منه إلى الصين في غضون أسابيع – سيرجح كفة ميزان القوى لصالح الصين ويشكل منافسة شرسة لأستراليا، مما يغير قواعد اللعبة في سوق خام الحديد العالمي ككل، ويعيد رسم ملامح مكانة غينيا في الصناعة.

 

المصادر: بلومبرج – فاينانشال تايمز – إيه بي سي نيوز – ياهو فاينانس – رويترز - الجارديان

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.