أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله في تصريح على هامش الاحتفال بمرور 30 عاماً على العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وسنغافورة اول من أمس بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية والداخلية في جمهورية سنغافورة مساجوس ذو الكفلي، أن الكويت وسنغافورة تتشاركان الكثير من الهموم والميزات، منها المساحة وطبيعة الموقع الجغرافي.
ولفت الجارالله إلى أن «الكويت تحاول الاستفادة من الحيوية الواضحة لدى الشعب السنغافوري لتحقيق معدلات رقي عالية من خلال العلاقات الثنائية، والاتفاقيات التي تم توقيعها». وأوضح الجارالله ان «وجود وفد تجاري يرافق الوزير السنغافوري في زيارته الى البلاد سيلتقي وفدا من غرفة التجارة والصناعة علاوة على الفعاليات الاقتصادية خطوة نحو إيجاد فرص مشتركة بين الجانبين، معرباً عن تقديره للدور المهم الذي تلعبه سنغافورة تجاه الكويت في العديد من المجالات.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الجارالله «ان ما يواجهه العالم من تحديات كبيرة وجادة تستوجب من البلدين الصديقين اللذين يشتركان بقواسم متشابهة من حيث المساحة وطبيعة الموقع الجغرافي مضاعفة جهودهما مع المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار الى ربوع العالم، ومكافحة كل ما يهددنا ويقوض من امننا»، مشيداً بـ «العلاقات بين الكويت وسنغافورة التي نمت بشكل كبير على مدى السنوات الماضية، في مختلف المجالات ما يعكس رغبةً صادقة بين قيادة البلدين في توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية».
وذكر أن «سنغافورة أصبحت خامس اكبر مستورد من دولة الكويت بقيمة تصل الى 21. 4 مليار دولار سنوياً، وهو ما يمنحها أولوية لتكون بين اهم الشركاء الاقتصاديين الذين تتطلع الكويت الى دورهم البارز ومشاركتهم الفاعلة في تنفيذ مشاريع التنمية المختلفة لديها والاستفادة من تجربتها الرائدة في هذا المجال».
وأشار الجارالله الى أن «الزيارة التي قام بها سمو أمير البلاد حين كان سموه رئيساً لمجلس الوزراء الى سنغافورة عام 2004 والزيارة التي قام بها سمو الشيخ ناصر المحمد حين كان رئيساً للوزراء كان لهما الأثر البالغ في تعزيز العلاقات بين البلدين»، مؤكدا أهمية تبادل زيارات المسؤولين في البلدين بمختلف القطاعات وتعزيز زيارات رجال الاعمال والعلاقات بين غرفتي التجارة والصناعة في كل منهما.
ولفت إلى أن الفعاليات الاقتصادية بدأت أمس بمشاركة عدد من رجال الاعمال السنغافوريين وإقامة المعارض وتنظيم الدورات التعريفية وتفعيل وتحديث الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وأوضح الجارالله أن «الكويت لن تنسى الموقف السنغافوري المبدئي من الغزو العراقي الغاشم ومساندتها للحق الكويتي عام 1990»، معرباً عن شكره لسنغافورة لاستمرارها في هذا الدعم وتنسيق المواقف في مختلف المحافل الدولية.
ذو الكفلي
من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية والداخلية في سنغافورة مساجوس ذو الكفلي في كلمته ان «التحديات الأمنية التي تواجه العالم شجعت البلدين على تعزيز التعاون الثنائي بينهما»، مشيراً الى ان «حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 36. 3 مليار دولار في العام الماضي، وهو الامر الذي جعل الكويت رابع اكبر شريك تجاري لسنغافورة في منطقة الخليج»، مرحبا بالعمل مع الشركات الكويتية للاستفادة من الفرص الاستثمارية في سنغافورة.
وبين أن اكثر من 30 قياديا كويتيا استفادوا من برنامج القيادة الاستراتيجي من خلال مذكرة التفاهم التي وقعت بين البلدين عام 2010، لافتاً إلى أن المذكرة التي جددت أول من أمس سهلت تدريب الاختصاصيين في قطاعات الطيران المدني والصحة.
يذكر ان الوكيل الجار الله والوزير ذو الكفلي حضرا مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين في شأن التعاون والتبادل المشترك في مجال التدريب وبناء قدرات المسؤولين والتي وقعها وكيل ديوان الخدمة المدنية محمد الرومي والقائم بالأعمال السنغافوري زين العابدين راشد.
«الغرفة»
من ناحية ثانية، استقبل نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة عبدالوهاب محمد الوزان وزير مكتب رئيس الوزراء والوزير الثاني للشئون الداخلية والخارجية والوفد المرافق له، حيث حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة والشركات الكويتية.
ورحب الوزان كلمة رحب فيها بالوفد السنغافوري، معتبراً هذه الزيارة فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأفاد أن سنغافورة تعد وجهة استثمارية استراتيجية مهمة على المستوى الدولي على الرغم من مساحتها الجغرافية الصغيرة، الا أنها تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة وذلك نظراً للنهج الإصلاحي الذي اتخذته الحكومة خلال السنوات الماضية والتي جعلت من سنغافورة في المراكز المتقدمة في مكافحة الفساد، متمنياً بذل المزيد من الجهود لزيادة التعاون في مجالات الاستثمارات والتجارة المشتركة خصوصاً وأن الفرصة حالياً مواتية لتحقيق ذلك في ظل وجود سيولة مالية ضخمة لدى القطاع الخاص الكويتي وكذلك استغلال وضع الكويت كمدخل تجاري هام في ما يتعلق باعادة التصدير الى الدول المجاورة.
وأضاف أن المستثمر الكويتي يمتلك خبرات ممتازة من خلال اقامة مشاريع ناجحة في شتى دول العالم وقد حث على عمل استثمارت مشتركة، كما دعا الشركات السنغافورية للمشاركة في مشاريع خطة التنمية لدولة الكويت.
وأعرب الوزان عن استعداد الغرفة بالتعاون مع الجانب السنغافوري بكافة الامكانات المتاحة في سبيل تحقيق نتائج ايجابية تعكس متانة وعمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين.
من جانبه، أوضح الوزير السنغافوري أن الهدف الأساسي من زيارته إلى دولة الكويت هو تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية المشتركة في ظل تواجد ملحوظ لبعض الشركات السنغافورية في دولة الكويت، معرباً عن أمله في يتم التركيز على شريحة الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم وتهيئة بيئة الأعمال المناسبة لهم.
وأضاف أن سنغافورة تعد بوابة تجارية هامة الى شرق آسيا معرباً عن أمله في أن يتم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة ودول مجلس التعاون الخليجي التي بدء التنفيذ الفعلي لها في بداية عام 2015 وتضمنت ميزات عدة في ما يتعلق بتجارة السلع والخدمات، قواعد المنشأ، الإجراءات الجمركية، المشتريات الحكومية، الخدمات الالكترونية، وتسوية النزاعات، حيث أكد أنها تفتح آفاقاً اقتصادية جديدة، ثم أوضح الخطوات الأساسية التي يجب اتخاذها فيما يتعلق بالتعاون على المستوى الحكومي في تهيئة التشريعات التي تتناسب مع الأهداف الاستراتيجية، ثم التعاون على مستوى القطاع الخاص من خلال عمل شراكات استثمارية وتجارية، ثم أخيرا على مستوى الشعوب من خلال تنشيط السياحة المتبادلة، حيث أوضح أن سنغافورة ترغب في البحث عن أسواق جديدة في المنطقة وقد أعرب في نهاية حديثه عن أمله في أن يسهم اللقاء بتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الصديقين.
كما أتيح مجال أيضاً للسفير غير المقيم في دولة الكويت لدى سنغافورة زين العابدين رشيد الذي أعرب عن سعادته بعقد هذا اللقاء مقدماً شكره للغرفة على الجهود التي بذلتها في سبيل انجاحه وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأفاد أن غرفة تجارة وصناعة الكويت تعد أول غرفة توقع بروتوكول تعاون ثنائي مع الاتحاد السنغافوري للأعمال في عام 2004، ثم أوضح أن كل من دولة الكويت وجمهورية سنغافورة تتقاسمان صفات مشتركة كصغر المساحة جغرافياً وتعداد السكان من جهة، وقوة الاقتصاد والنشاط الاستثماري من جهة أخرى، مؤكداً على وجود فرصة هائلة لدى البلدين ممكن استغلالها في سبيل وضع العلاقات الاقتصادية المشتركة في المراكز المتقدمة.
وفي نهاية اللقاء قدم الوزان هدية تذكارية للوزير السنغافوري عبارة مجسم لبوابة الغرفة الخشبية، متمنياً كل النجاح والتوفيق للزيارة في تحقيق أهدافها المرجوة.
ومن ثم استكمل اللقاء الثنائي المشترك بين أصحاب الأعمال السنغافوريين مع نظرائهم الكويتيين حيث قدم الجانب السنغافوري عرضاً عن تفاصيل اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة ودول مجلس التعاون الخليجي كما تم عقد لقاءات ثنائية مشتركة في سبيل عمل شراكات تجارية واستثمارية من الجانبين.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: