رصدت شرطة دبي، عبر خبراء الحرائق في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، وقوع 6 جرائم حرق متعمّد، خلال النصف الأول من العام الجاري، من بين 397 حريقاً عاينتها لمعرفة أسبابها.
وحذرت من أمور عدة تسهم في وقوع الحرائق، بشكل عام، أهمها رمي أعقاب السجائر من الشرفات في البنايات والأبراج، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة في مستودعات تخزين البضائع، وتسرّب الغاز، واستخدام مواد سريعة الاشتعال مثل غاز الولاعات «البيوتان» في أماكن مغلقة.
في تصريحات صحفية للنقيب المهندس الدكتور محمد علي القاسم، رئيس قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية بالوكالة، في إدارة الأدلة الجنائية التخصصية، أكد أن الحوادث المتعمدة التي رصدت، كان بعضها بدافع الانتقام، وفقاً لما أثبتته جهات التحقيق المختصة، ومنها حريق سيارة بصبّ البترول عليها، وحرائق في مستودعات، وبعضها كان في أحد الأبراج تحت الإنشاء، قام بها عمال لثلاث مرات متتالية، في الطابق المخصص مواقف، لعدم التزام مسؤول الموقع بدفع رواتبهم، وهناك حرائق متعمدة للحصول على التأمين.
وقال إن هناك ازدياداً، خلال العام الجاري، في نسبة الحرائق؛ ففي وسائل النقل تشكل نحو 40%، فقد بلغت 315 حادثاً، من بين 775 حريقاً خلال العام الماضي بأكمله.
بينما شكلت حرائق في المنازل نحو 25% بواقع 160 حادثاً، بينما سجلت خلال النصف الأول من العام الجاري 17%.
أعقاب السجائر
وأضاف أنه عبر عمل خبراء الحرائق الثلاثة ومساعديهم التسعة، رصدنا أكثر من حالة خاصة بإلقاء أعقاب السجائر من شرفات الأبنية والأبراج، ما تسبب بحرائق فيها، لافتاً إلى حريق برج «تمويل» الذي وصلت خسائره إلى نحو 200 مليون درهم، رغم المستوى المادي والاجتماعي لسكان تلك الأبراج، وتلك المنطقة التي يفترض أن تكون على وعي وإدراك بحجم المشكلة التي يمكن أن تنتج عن هذا السلوك غير الحضاري.
مقترح
وأكد أن خبراء القسم اقترحوا في تقارير تلك الحرائق، ضرورة مطالبة الجهات المعنية بإلزام أصحاب البنايات والأبراج بوضع كاميرات مراقبة عليها من الخارج، لرصد من يقوم بهذا الفعل وتجريمه، وكشف أية ممارسات خاطئة أخرى.
حرائق المستودعات
وفيما يتعلق بحوادث الحريق في المستودعات، أشار إلى أن أغلب الحوادث تقع أثناء غلق المستودع، أو في أيام العطلات، وهي ناتجة عن سوء التخزين، وعدم مراعاة إجراءات الأمن والسلامة، خاصة إذا كانت تحوي ورش تصنيع، وكذلك عدم فصل الكهرباء عند مغادرة من يعملون فيها، أو ترك المصابيح خاصة «النيون» أو الفلوريسنت مضاءة، خاصة إذا كانت هناك مواد خطرة مؤكسدة داخل المستودع بجوار مواد قابلة للاشتعال، مثل الهيدروجين أو البروكسايد، وهي من المواد التي تستخدم في الطلاء، فتكون محفزة مع الإضاءة لحدوث حرائق، أو إذا خزّنت تلك المواد في ظروف غير آمنة، كتعرضها لأشعة شمس قوية أو حرارة، فيتم التفاعل ويحدث الحريق بالمستودع. وأشار إلى أن حرائق المستودعات التي وقعت خلال العام الجاري بلغت عشرة.
تسرب الغاز
وطالب القاسم، أفراد الجمهور، عند ملاحظة أي تسرب للغاز، بسرعة غلق مصدر الغاز وفتح الأبواب والنوافذ، وعدم إضاءة الكهرباء أو إشعال أي شيء، مع ضرورة صيانة الأجهزة المنزلية بشكل دوري، خاصة طباخات الغاز، لمعرفة ما إذا كانت خراطيمها تآكلت، خاصة في وجود جرذان، مشيراً إلى واقعة في هذا الصدد، في إحدى الإمارات، وتوفيت على إثرها خادمة، نتيجة تسرب غاز من الخرطوم الذي قرضته الجرذان، وأثناء إشعال الطباخ حدث انفجار أدى إلى سقوط جدار المطبخ على غرفة الخادمة أثناء نومها.
حرائق المركبات
وأشار إلى أن من أسباب حرائق المركبات، إما خلل ميكانيكي أو كهربائي، أو عيب في إصلاح المركبة عند صيانة أي جزء فيها، أو عمليات التزويد للمحرك التي يلجأ إليها بعض الشباب، أو ترك أعقاب سجائر مشتعلة داخلها، أو استخدام بعضهم لها في استنشاق غاز «البيوتان»، مع إغلاق نوافذها، ما يؤدي إلى اشتعالها وانفجارها، وهو ما رصدناه في حريق سيارة وإصابة ثلاثة شبان بحروق شديدة.
حوادث هندسية
وأفاد القاسم، بأن قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية يتعامل مع حوادث أخرى هندسية، مثل الحادث الذي وقع مؤخراً بسبب انهيار سقف أحد الأدوار في مجمع تحت الإنشاء، وأدى إلى وفاة عربي وإصابة 3 آخرين بإصابات متوسطة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: