علم المملكة العربية السعودية
توقعت وكالة إس آند بي غلوبال، أن يتزايد اعتماد النمو الاقتصادي طويل الأجل في المملكة العربية السعودية على قطاع المعادن والتعدين، بالتوافق مع برنامج رؤية المملكة 2030 الذي يهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط.
وقالت الوكالة إن المملكة تتمتع باحتياطيات كبيرة من الفلزات والمعادن التي يحتاجها العالم بكميات كبيرة في المستقبل، حيث تعتبر المعادن الأساسية - بما في ذلك النحاس والنيكل والليثيوم ــ ضرورية للتحول في مجال الطاقة، في حين تعتبر المعادن، مثل الأسمدة الفوسفاتية، ضرورية لسلامة الغذاء.
وقالت إن توقعاتها بخصوص قطاع المعادن والتعدين على مستوى العالم تميل لأن تكون سلبية إلى حد ما. وتواجه شركات المعادن والتعدين ضغوطًا مستمرة في التكلفة بسبب تراجع أصناف الخام ومتطلبات إعادة الاستثمار المرتفعة. ورغم بقاء أسعار المنتجين وتكاليف المدخلات مرتفعة، فقد تعرضت الأرباح الإجمالية والتدفقات النقدية لضغوط منذ الارتفاع في التضخم خلال الفترة 2021 - 2022.
مع ذلك، يبقى الطلب على المعادن قويًا. وتوقعت أن تصبح الأصول الملموسة - بما في ذلك المناجم والمصانع والمطاحن ومصاهر المعادن ــ والميزانيات العمومية القوية أكثر أهمية للتخفيف من المخاطر، مثل الاضطرابات التنظيمية وقيود التدفق النقدي.
كما توقعت أن تظل أسعار المعادن مستقرة في ظل الرياح الاقتصادية المعاكسة وأن تعطي الشركات الأولوية للانضباط المالي، إلى جانب انخفاض مستويات الديون على مدار عقد وعمليات الاندماج والاستحواذ المحدودة، سيساعد في الحفاظ على جودة الائتمان، على الرغم من التقلبات.
وقالت إن المملكة العربية السعودية تخالف الاتجاه العالمي، فقد تساعد الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها السعودية والموارد الضخمة التي تمتلكها في تعويض ضغوط التكلفة المستمرة ودعم مرونة الأوضاع الائتمانية لشركات المعادن والتعدين المحلية الرائدة.
وعلى عكس بعض نظيراتها العالمية، تستفيد بعض أكبر شركات المعادن والتعدين السعودية من الدعم الحكومي القوي، والأطر التنظيمية الجديدة - مثل نظام الاستثمار التعديني ــ والاستثمارات الرأسمالية الكبيرة التي تقودها الحكومة في المشاريع الضخمة والبنية التحتية المحلية.
وتوقعت أن تؤدي هذه المبادرات إلى تحفيز الطلب المحلي على المعادن، وتقليص الاعتماد على الواردات، وتحسين الكفاءة التشغيلية للقطاع بمرور الوقت. وستعمل هذه الاستثمارات أيضًا على دعم قدرة قطاع المعادن والتعدين المحلي على تلبية الطلب العالمي المتزايد، خاصة على الفلزات الأساسية والمعادن.
وأشارت إلى أن حجم مساهمة قطاع التعدين بلغ نحو 400 مليون دولار من الإيرادات في اقتصاد المملكة، فيما تخطط الحكومة السعودية لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 75 مليار دولار في عام 2030 من حوالي 17 مليار دولار في عام 2024.
ولفتت إلى أن الحكومة السعودية تسعى إلى استثمار 40 مليار دولار سنويًا في مشاريع محلية عملاقة عبر صندوق الاستثمارات العامة. ومع ارتفاع الاستثمارات في البنية التحتية والتصنيع، نتوقع أن يشهد الطلب المحلي على المعادن ارتفاعًا ملحوظًا.
وتابعت: يعد التوسع الصناعي المحلي أمرًا أساسيًا لزيادة الطلب المحلي على المعادن. ويمكن للمشاريع العملاقة - مثل نيوم والبحر الأحمر والقدية وروشن والدرعية وغيرها - أن تعمل على إجراء تحول في المشهد الحضري في المملكة العربية السعودية وتعزيز الطلب على مواد البناء والمعادن عالية القيمة.
وأوضحت أنه من المتوقع أن تؤدي التجمعات الصناعية المتكاملة في نيوم، وتركيز مشروع القدية على قطاعات مثل الترفيه والسفر والسياحة والمرافق والضيافة والنقل، إلى زيادة الاستهلاك المحلي على الصلب والألمنيوم والنحاس.
وقالت إن هذه المشاريع، التي تستفيد من التمويل والاستثمارات في البنية التحتية، تهدف إلى خفض تكاليف استيراد البلاد للمعادن (بما في ذلك الحديد والصلب والأحجار الكريمة وشبه الكريمة)، من خلال إنشاء سوق محلية قوية للفلزات والمعادن، مُشيرة إلى أن تكاليف الاستيراد بلغت ما بين 20 - 24 مليار دولار في عام 2024، بحسب الهيئة العامة للإحصاء.
وأضافت أن قطاع المعادن والتعدين في المملكة يستفيد أيضًا من الموقع الجغرافي للبلاد، حيث يمثل قربها من أسواق مهمة في أوروبا وآسيا وأفريقيا ميزة تنافسية. مع ذلك، فإن التطور واسع النطاق للقطاع يعتمد على تنفيذ لوائح واضحة وقابلة للتنبؤ، لا سيما فيما يتصل بالانفتاح في العقود الدولية، أو سهولة شراكة المستثمرين الأجانب مع الشركات المحلية والكيانات الحكومية للحصول على الموارد والخبرة والمعرفة بالسوق.
وذكرت أن هناك فرصة للاستفادة من الاحتياطيات غير المستغلة حيث تمتلك المملكة موارد معدنية وتعدينية هائلة، ولكنها غير مستغلة حتى الآن، وتشير التقديرات الحالية إلى أن قيمة هذه الاحتياطيات تبلغ نحو 9.375 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار)، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 90% مقارنةً بتقديرات عام 2016 التي بلغت 5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار).
وأضافت أن هذه التقديرات الإضافية تشتمل على عناصر أرضية نادرة ومعادن انتقالية مكتشفة حديثًا، إلى جانب الزيادات الكبيرة في احتياطيات خام الفوسفات والنحاس والزنك والذهب.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: