رواية "اترك العالم خلفك" للكاتب الأمريكي "رومان علم" لا تُصرّح بأن هجومًا سيبرانيًا وراء انقطاع الكهرباء، لكن تعطيل البنية الرقمية يُحرّك حبكة القصة ويعزل الشخصيات في مواجهة المجهول، هذا الانفصال عن التكنولوجيا يكشف هشاشة العالم الحديث، ويستحضر ما شهدته مؤخرًا إسبانيا والبرتغال.
أزمة طاقة
- شهدت إسبانيا والبرتغال في الثامن والعشرين من أبريل انقطاعًا غير مسبوق في التيار الكهربائي شمل معظم شبه الجزيرة الإيبيرية، أدى لفقدان قدرة إنتاج كهربائي تقارب 15 جيجاواط في غضون خمس ثوان فقط، أو نحو 60% من إجمالي الطلب في إسبانيا.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
فوضى وطوارئ
- على إثر ذلك، توقفت حركة الطائرات ووسائل النقل، وعلقت المستشفيات عملياتها، وعقدت حكومتا البلدين اجتماعات طارئة، فيما نشرت وزارة الداخلية الإسبانية 30 ألف شرطي في البلاد للحفاظ على النظام، بعد أكبر انقطاع للكهرباء شهدته أوروبا منذ أكثر من 20 عامًا.
ألف سبب وسبب
- عزت مشغلة الشبكة الإسبانية سبب هذا الانهيار إلى انقطاع في الاتصال مع فرنسا، بينما رجحت نظيرتها البرتغالية، تذبذب الجهد الكهربائي في النظام الإسباني، نتيجة تقلبات مفاجئة في درجات الحرارة.
الاحتمالات الممكنة
- بعد عودة التيار الكهربائي إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، أوردت "ريد إليكتريكا" الإسبانية أن تحقيقاتها الأولية لم تُظهر أي اختراق للنظام، إلا أن رئيس الوزراء الإسباني رفض استبعاد أي فرضية، وأعلنت المحكمة الجنائية العليا في إسبانيا فتح تحقيق في احتمال وقوع تخريب إلكتروني.
قراصنة وبرمجيات
- في 2023، سجّلت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني أكثر من 200 حادثة إلكترونية استهدفت قطاع الطاقة، نصفها تقريبًا في دول أوروبية. كما تعرضت أوكرانيا في 2015 لانقطاعات واسعة في الكهرباء بعد اختراق قراصنة أنظمة حواسيب شركات الطاقة باستخدام برمجيات خبيثة.
استهداف التكنولوجيا
- أشار تقرير "توقعات الأمن السيبراني العالمي 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التكنولوجيا الحديثة تعتمد بشكل كبير على استهلاك كبير للطاقة، ما يجعل شبكات الطاقة أهدافًا جذابة لمجرمي الإنترنت.
نقاط ضعف
- حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي في تقرير صدر عام 2024 من أن التحول للطاقة المتجددة وحوافز تطوير الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، قد خلقت أهدافًا وفرصًا جديدة للجهات الفاعلة في مجال التهديدات السيبرانية لتعطيلها واستغلالها لتحقيق مكاسبها الخاصة.
مزيج الطاقة
- تُعدّ إسبانيا من أكبر منتجي الطاقة المتجددة في أوروبا، حيث تعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة 43% من إجمالي الطاقة، وهو ما يفوق المتوسط العالمي بكثير.
حل أم أزمة؟
- أظهرت بيانات "ريد إلكتريكا" أن الطاقة الشمسية شكلت 59% من توليد الكهرباء وقت انقطاع التيار في إسبانيا، وفي غضون خمس دقائق فقط، انخفض توليد الطاقة الشمسية بأكثر من 50% ليصل إلى 8 جيجاواط، من أكثر من 18 جيجاواط.
تحدي التردد
- إدارة شبكة كهرباء تعتمد على الطاقة المتجددة أكثر تعقيدًا، إذ تفتقر إلى العزم الدوار الذي توفره المحطات التقليدية لضبط تردد الشبكة، فعند ارتفاع إنتاج المتجددة، يصعب الحفاظ على التردد، ما يجعل الشبكة عرضة لانهيار محتمل في حال فقدان مفاجئ للطاقة (مثل تعطل محطة توليد).
المصادر: أرقام – ذا جارديان – رويترز – ذا كونفرسيشن – ناشيونال بوك - وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني - المنتدى الاقتصادي العالمي – نيوز سكاي
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: