لا يدخر تحالف "أوبك+" وسعاً في الموازنة بين العرض والطلب في سوق النفط، وضمان كفاية الاستثمار في الإمدادات، ولولا التضحيات التي قام بها لعمت الفوضى الأسواق، وفق ما ذكره وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، قبيل اجتماع للتحالف يبحث فيه سياسة إنتاج الدول الأعضاء لشهر يوليو.
"إذا لم يكن هذا التحالف موجوداً لعمت الفوضى، إذا لم يقم هذا التحالف بتضحيات، خاصة مجموعة الدول الثماني، لم تكن السوق لتتمتع بالتوازن، وكنا سنرى صدمات، وهذا ليس جيداً للمستهلكين"، بحسب ما قاله المزروعي خلال جلسة نقاشية في المؤتمر العالمي للمرافق المقام في أبوظبي اليوم الثلاثاء.
يشير وزير الطاقة الإماراتي إلى 8 دول أعضاء في أوبك+ هي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، والتي أعلنت عن تخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج في 2023 بواقع 2.2 مليون برميل يومياً، بخلاف التخفيضات على مستوى التحالف ككل بهدف دعم استقرار أسواق الطاقة.
الاستثمار يجب أن يواكب الطلب
قال الوزير الإماراتي "يجب أن نكون واعين بالطلب، الذي يرتفع، وسيفاجئنا الطلب إذا لم نكن نستثمر بالقدر الكافي" في الإنتاج. تتفق تقديرات المزروعي مع توقعات "أرامكو" السعودية بأن يتجاوز الطلب العالمي على النفط المستوى "التاريخي" الذي حققه العام الماضي، بحسب ما قاله زياد المرشد النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين بالشركة في وقت سابق من الشهر الجاري.
يُنتظر أن يجتمع التحالف يوم السبت المقبل بدلاً من موعد سابق في أول يونيو، فيما من المقرر أن يبدأ اجتماعات افتراضية اعتباراً من غد الأربعاء لمراجعة حصص إنتاج الدول الأعضاء، بحسب بلومبرغ.
شدد المزروعي على أن التحالف يبذل قصارى جهده لضبط السوق، مشيراً في الوقت نفسه إلى الحاجة لدعم ما وصفه بالأطراف الأخرى، والتي لم يسمها.
اتفق تحالف "أوبك+" على تعزيز إنتاج النفط المتوقف في مايو الجاري ويونيو المقبل بمقدار 411 ألف برميل يومياً، ما يفوق التوقعات السابقة.
الذكاء الاصطناعي يدفع الطلب على النفط
بدوره، أوضح المزروعي أن هناك "نموا قوياً جداً في الطلب على الكهرباء من أجل مراكز البيانات". وتلك المراكز هي المكون الأساسي في طفرة الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يستوجب توافر منتجات الطاقة والوقود لتلبية الطلب على توليد الكهرباء. كانت الإمارات والولايات المتحدة أبرمتا هذا الشهر اتفاقية لبناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة.
تتماشى تلك التصريحات مع ما قاله فيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، إن موقف بلاده ومنظمة "أوبك" هو ضمان استقرار سوق الطاقة على المدى الطويل للتأكد من وجود ما يكفي من العرض للطلب المتزايد سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو من استثمارات الذكاء الاصطناعي.
ذكر الوزير السعودي، خلال جلسة حوارية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في يناير الماضي إن الطلب على الطاقة يزداد ومن الضروري توفير العرض بأكثر الطرق كفاءة، دون تعريض الإمدادات للخطر.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: