خيّم الاضطراب على الأسواق العالمية، في ظل استمرار حالة عدم اليقين التجاري مع إصرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على تنفيذ أجندته الحمائية، وخشية المستثمرين من فقدان الفيدرالي استقلالية سياساته النقدية.
اختتمت وول ستريت جلسة الأربعاء على ارتفاع، مدعومة بنفي "ترامب" أنباء عن عزمه إقالة رئيس الفيدرالي "جيروم باول"، بعدما أثارت اضطراباً مؤقتاً في الأسواق خلال التداولات، وسجّل مؤشر "ناسداك" تاسع إغلاق قياسي له هذا العام، مستفيداً من تهدئة المخاوف السياسية.
وعلى الصعيد الأوروبي، تراجعت البورصات الرئيسية بضغط من أداء سلبي في قطاع السيارات، وتسارع معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة على غير المتوقع خلال يونيو ليسجل 3.6%، أما في آسيا، تباينت الأسواق اليابانية والصينية مع متابعة المستثمرين تطورات الحرب التجارية الأمريكية.
وفي هذا السياق، أعلن "ترامب" عن عزمه إرسال إخطارات بالرسوم الجمركية لأكثر من 150 دولة وصفها بأنها ليست كبيرة ولا تُجري مُعاملات تجارية كثيرة مع بلاده، ورجّح أن تكون اليابان من بين هذه الدول مع إبقاء التعريفة على وارداتها عند 25%.
من ناحية أخرى، قال "ترامب" إنه قد يتوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند قريباً، علاوة على فرض رسوم جمركية على الأدوية بنهاية يوليو الجاري.
وفيما يتعلق بالذهب، ارتفع المعدن الأصفر على خلفية مخاوف تقويض "ترامب" استقلالية الفيدرالي، بينما ارتفعت البيتكوين لتتعافى من موجة جني الأرباح التي تعرضت لها مؤخراً.
وعلى صعيد متصل، توقع مجلس الذهب العالمي ارتفاع الذهب بما يتراوح بين 10% و15% خلال النصف الثاني، ليعزز مكاسبه على مدار العام بأكمله إلى 40% في ظل استمرار الضبابية الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية.
ومن جانبها، أبقت مجموعة "سيتي جروب" على تقديراتها بانخفاض سعر الذهب دون 3 آلاف دولار للأوقية في العام المقبل، لكنها توقعت وصول الفضة إلى 40 دولاراً للأوقية خلال ثلاثة أشهر، ثم إلى 43 دولاراً في الفترة التي تتراوح بين ستة إلى اثني عشر شهراً.
وفي سوق النفط، تلقت الأسعار دعماً من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية وتراجع الدولار، إلا أن مكاسبها ظلّت محدودة بفعل استمرار حالة عدم اليقين التجاري، كما أظهرت بيانات رسمية انخفاض إنتاج روسيا من الخام بنسبة 3.5% على أساس سنوي، ليسجل 10.24 مليون برميل يومياً خلال الفترة من يناير إلى مايو.
اقتصادياً، تباطأ التضخم السنوي لأسعار المنتجين في أمريكا إلى 2.3% في يونيو، بينما تحول الإنتاج الصناعي للنمو للمرة الأولى في أربعة أشهر وسط أداء إيجابي لقطاع المرافق، فيما أشار الفيدرالي في تقرير "بيج بوك" إلى تحسن النشاط الاقتصادي بشكل محدود مؤخراً بسبب ضغوط التكاليف على الشركات.
وفي تحذير لافت، قال "ويلي والش"، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، إن تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية ستتجاوز شركتي "بوينج" و"إيرباص"، لتمتد إلى مختلف جوانب صناعة الطيران حول العالم.
ومع مُضي "ترامب" قدماً في سياساته التجارية المتشددة، وتهديده برفع الرسوم الجمركية على الأدوية قريباً، يثير هذا التحرك تساؤلاً جوهرياً: هل يُحقق هذا الإجراء الهدف المرجو؟ أم يُضر بميزانيات المرضى؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: