واصلت الأسواق العالمية الانتعاش في ثالث جلسات الأسبوع، مع انصراف الأنظار جزئياً عن الحرب التجارية الأمريكية رغم تطوراتها المتسارعة، وتركيز المستثمرين على متابعة موسم نتائج الأعمال.
ارتفعت الأسهم الأمريكية بنهاية تعاملات الأربعاء، بدعم من مكاسب أسهم التكنولوجيا، خاصة "أبل"، التي صعد سهمها بعدما أكد البيت الأبيض تقارير عن خطة للشركة لضخ 600 مليار دولار في التصنيع المحلي.
وأعلن الرئيس "دونالد ترامب" صباح الخميس تفاصيل الخطة في مؤتمر صحفي، لوّح خلاله بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات، مع استثناء الشركات التي تُصنِّع منتجاتها داخل الولايات المتحدة.
وشهدت الأسواق الأوروبية أداءً متبايناً، مع تراجع أسهم شركات الأدوية على خلفية تهديدات "ترامب" بفرض رسوم جمركية مرتفعة على القطاع.
وفي آسيا، ارتفعت بورصة طوكيو، واقتفت أسواق البر الرئيسي للصين أثرها، ليسجل مؤشر "شنغهاي المركب" أعلى إغلاق في أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
واستقرت أسعار الذهب دون تغيير في ظل موجة جني للأرباح عوضت الأثر الإيجابي لتصاعد توقعات استئناف الفيدرالي تيسير السياسة النقدية، وفي المقابل، ارتفعت أسعار العملات المشفرة مع تزايد الإقبال على صناديق البيتكوين.
وفيما يتعلق بالنفط، تراجعت أسعار الذهب الأسود متأثرة بتصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو، وتشديد "ترامب" الضغوط التجارية على نيودلهي.
حيث ألمح "ترامب" إلى رفع الرسوم الجمركية على الدول التي تشتري النفط من روسيا قريباً، وقرر بعدها بساعات مضاعفة التعريفة على الواردات من الهند إلى 50%.
وأجرى المبعوث الأمريكي "ستيف ويتكوف" زيارة إلى روسيا، ناقش خلالها الصراع في أوكرانيا، وإمكانية تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، وأشار وزير الخارجية "ماركو روبيو" إلى أن بلاده قد تتخذ قراراً بشأن فرض عقوبات إضافية على روسيا هذا الأسبوع.
وانعكست التوترات بين روسيا وأمريكا سلباً على أسعار الغاز في أوروبا، وسط حالة من الحذر في الأسواق بشأن مدى جدية "ترامب" في فرض عقوبات إضافية على تجارة الطاقة الروسية.
وعلى صعيد آخر، حذرت عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي "ليزا كوك" من أن بيانات التوظيف الأخيرة قد تمثل نقطة تحول اقتصادي مثيرة للقلق، في حين قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس "نيل كاشكاري" إن الظروف ربما باتت ملائمة لخفض الفائدة نظراً لتباطؤ الاقتصاد.
وبين تطورات الحرب التجارية، وضبابية الآفاق الاقتصادية، واستمرار أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، يفرض الواقع الحالي سؤالاً لافتاً: هل أصبحت الزبدة رفاهية باهظة؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: