سادت حالة من الحذر في الأسواق العالمية بثاني جلسات الأسبوع، مع انطلاق اجتماع الفيدرالي الذي ينتهي الأربعاء، على الرغم من التوقعات باستئنافه تيسير السياسة النقدية.
تحولت الأسهم الأمريكية للانخفاض في ختام تعاملات الثلاثاء، بعد أن لامس مؤشر "إس آند بي 500" مستوى قياسياً جديداً، وسط ضغوط إضافية من تراجع أسهم بعض الشركات التكنولوجية الكبرى.
أثر المناخ الحذر سلباً على أداء الأسواق الأوروبية، رغم ظهور بوادر تعافٍ في اقتصاد منطقة اليورو بعد انتهاء دورة التشديد النقدي، إذ ارتفع الإنتاج الصناعي في يوليو، إلى جانب تحسن ثقة المستثمرين الألمان خلال سبتمبر.
أما في آسيا، حققت بورصة طوكيو إغلاقاً قياسياً بعد عودتها من عطلة أسبوعية مطوّلة، فيما تباين أداء الأسواق الصينية بين الارتفاع والانخفاض في ظل عدم اليقين بشأن نتائج الجولة الأخيرة من المباحثات التجارية مع الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن إدارته توصلت إلى اتفاق مع الصين بشأن بيع أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة، ووقّع قراراً بتمديد مهلة حظر التطبيق حتى ديسمبر، وأفادت تقارير بأن تحالفاً يضم "أوراكل" و"سيلفر ليك" و"أندريسن هورويتز" سيتولى إدارة الأعمال المحلية للتطبيق.
وفي قطاع الطاقة، ارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف اضطراب الإمدادات الروسية، إذ أشارت أنباء إلى أن موسكو توشك على خفض إنتاج الخام بسبب الهجمات الأوكرانية على مصافي التكرير وموانئ التصدير.
كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأمريكي بسبب انخفاض الإنتاج اليومي، فيما كشفت رابطة صناعية ألمانية عن امتلاء المخزونات المحلية من الغاز بنسبة 75%، وهو مستوى كافٍ لتلبية متطلبات الاتحاد الأوروبي قبل حلول فصل الشتاء.
وعلى صعيد السلع الأساسية الأخرى، لامست أسعار الذهب مستوى قياسياً بدعم من توقعات التيسير النقدي في أمريكا، وانخفاض الدولار لأدنى مستوى في شهرين، فيما ارتفعت العقود الآجلة لقهوة "أرابيكا" بسبب مخاوف ضعف المحصول البرازيلي.
اقتصادياً، كشفت بيانات رسمية عن نمو مبيعات التجزئة في أمريكا بأكثر من المتوقع خلال أغسطس، في دلالة على استمرار زخم الطلب الاستهلاكي، عززها تسارع وتيرة تصريف الشركات لمخزوناتها في يوليو رغم المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية.
لكن الإدارة الأمريكية لا تبدو عازمة على تهدئة هذه المخاوف، إذ أعلنت وزارة التجارة أنها ستنظر خلال الأسابيع المقبلة في فرض رسوم جمركية على مزيد من واردات قطع غيار السيارات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وفي خضم تسارع الأحداث الاقتصادية، تنفّس كوكب الأرض الصعداء مع إعلان الأمم المتحدة تقلص ثقب الأوزون، متوقعةً أن يختفي تماماً بحلول منتصف القرن الحالي بفضل النجاح الدولي في تقليل الانبعاثات.
ومع انطلاق اجتماع الفيدرالي، يبقى السؤال الأبرز في هذه اللحظة الحاسمة: هل أصبح خفض الفائدة منطقياً؟ وما تأثيره على الذهب؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: