تباين أداء البورصات العالمية في ثالث جلسات الأسبوع، بين آمال خفض الفائدة في الولايات المتحدة، وتصريحات رئيس الفيدرالي التي أثارت مخاوف بشأن تبدّل المشهد الاقتصادي الأمريكي.
تراجعت الأسهم الأمريكية في ختام جلسة الأربعاء المتقلبة، رغم خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى في عام 2025 كما كان متوقعاً، وسط اختلاف رؤى أعضاء لجنة السوق المفتوحة حول المسار المستقبلي لتكاليف الاقتراض.
أظهر تقرير التوقعات الفصلية لأعضاء اللجنة انقساماً واسع النطاق حول عدد التخفيضات المحتملة في 2025 و2026، وفي المتوسط، توقع صناع السياسة النقدية خفضين إضافيين هذا العام، ثم إجراء خفض واحد فقط العام القادم.
كلل رئيس الفيدرالي "جيروم باول" هذا الانقسام بالإشارة إلى أن خفض الفائدة كان بمثابة "إجراءً وقائياً"، موضحاً أن المخاطر باتت أكثر ميلاً ناحية سوق العمل الذي بدأ يتباطأ بشكل لافت بالتزامن مع استمرار ارتفاع التضخم.
على الجانب الآخر من الأطلسي، تباين أداء الأسواق الأوروبية وسط تجنب المستثمرين للمخاطرة قبيل صدور قرار الفيدرالي، رغم أن بيانات رسمية كشفت استقرار التضخم في منطقة اليورو عند مستهدف الـ 2% في أغسطس، ما يؤكد انتهاء موجة ارتفاع الأسعار.
أما في آسيا، فتراجعت الأسهم اليابانية للمرة الأولى في 5 جلسات بضغط من عمليات جني للأرباح، وفي المقابل، ارتفعت البورصات الصينية بدعم من التفاؤل باستئناف المحادثات التجارية مع أمريكا، وتوصل مفاوضي البلدين إلى اتفاق إطاري بشأن تطبيق "تيك توك".
وفي هذا السياق، توقع وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين قبل انتهاء الهدنة القائمة في نوفمبر، فيما أشارت تقارير إلى أن بكين أمرت الشركات التكنولوجية بوقف شراء الرقائق من "إنفيديا"، ما يشير إلى أن بعض الخلافات لا تزال قائمة.
وإلى جانب الأسهم، شهدت أسواق السلع الأساسية تحركات ملحوظة، حيث تراجعت أسعار السكر الخام بفعل توقعات بزيادة الإمدادات البرازيلية، بينما انخفض الذهب مع ارتفاع الدولار وجني المستثمرين للأرباح بعد وصول المعدن النفيس إلى مستوى قياسي في الجلسة السابقة.
وعن النفط، تراجع الذهب الأسود في ظل ضبابية آفاق السوق ومخاوف اضطراب الإمدادات الروسية، ورغم انخفاض المخزونات الأمريكية من الخام بأكثر من 9 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي.
اقتصادياً، خفّض المركزي الكندي أسعار الفائدة للمرة الأولى في 6 أشهر، واستقر التضخم في بريطانيا عند 3.8% في أغسطس تماشياً مع التوقعات، فيما ارتفع معدل بطالة الشباب في الصين إلى مستوى قياسي جديد وفق منهجية إحصائية مُعدلة.
وبعيداً عن الأصول التقليدية، ارتفعت أسعار العملات المشفرة، لتتجاوز البيتكوين حاجز 117 ألف دولار قبل أن تتحول للانخفاض لاحقاً، فيما أعلنت هيئة رقابية بريطانية أنها تدرس إعفاء منصات تداول العملات الرقمية من بعض القواعد المالية الإلزامية.
وبينما تعكف الأسواق على تفسير ما بين سطور بيان الفيدرالي وتصريحات رئيسه، يبقى السؤال الأبرز: كيف تغيرت نبرة باول بعد الاجتماع؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: