سادت حالة من الحذر في الأسواق العالمية خلال ثالث جلسات الأسبوع، في ظل تبعات تحذير رئيس الفيدرالي "جيروم باول" من ارتفاع تقييمات الأصول الخطرة، إضافة إلى ضغوط بيعية بالقطاع التكنولوجي في وول ستريت.
تراجعت الأسواق الأمريكية للجلسة الثانية على التوالي، الأربعاء، في ظل أداء سلبي لسهمي "إنفيديا" و"أوراكل" وسط مخاوف المستثمرين من استدامة إنفاق كبرى الشركات التكنولوجية على مشروعات الذكاء الاصطناعي.
أثقل تحذير رئيس الفيدرالي كاهل أسواق القارة العجوز لتتباين بين الارتفاع والانخفاض، رغم ارتفاع أسهم شركات الصناعات الدفاعية بعد تصريحات للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حول إمكانية استعادة أوكرانيا أراضيها المحتلة من قبل روسيا.
وبعد عودتها من عطلة رسمية، حققت بورصة طوكيو إغلاقاً قياسياً، واقتفت بورصات البر الرئيسي للصين أثرها، لترتفع بدعم من انحسار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وصعود أسهم القطاع التكنولوجي.
وفيما يتعلق بأسواق السلع الأساسية، تلقت أسعار النفط دفعة قوية من بيانات كشفت عن انخفاض المخزونات الأمريكية من الخام بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، علاوة على توقف موانئ روسية رئيسية لتصدير الذهب الأسود بسبب إنذارات بوقوع هجمات أوكرانية بالمسيّرات.
أما الذهب، فتراجع المعدن النفيس جراء ارتفاع الدولار مع ترقب المستثمرين هذا الأسبوع بيانات إعانات البطالة الأمريكية، إلى جانب قراءة المؤشر الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، أو ما يُعرف بمقياس التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي.
وبعيداً عن تقلبات الأسواق المالية، شهد قطاع الذكاء الاصطناعي تطورات لافتة، حيث كشفت "علي بابا" عن أكبر نماذجها اللغوية، "كوين 3-ماكس"، فيما أعلنت "أوبن إيه آي" خطة لاستثمار يقارب 400 مليار دولار لتطوير مواقع جديدة لمراكز بيانات في أمريكا، بالشراكة مع "أوراكل" و"سوفت بنك".
تجارياً، خفضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي إلى 15% بأثر رجعي تطبيقاً للاتفاق التجاري الأولي الذي أبرمه الطرفان، وبحث رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الكندي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة تهدئة التوترات التجارية بين البلدين.
وعن أبرز المستجدات النقدية، ألمح محافظ بنك إنجلترا إلى احتمال استئناف خفض أسعار الفائدة نظراً لتراجع إنفاق المستهلكين، أما في أمريكا، فحذّر رئيس الفيدرالي في شيكاغو من المضي في تيسير تكاليف الاقتراض، مؤكداً أن التباطؤ الأخير في سوق العمل لا يشير إلى ركود وشيك.
وعلى صعيد ثاني أكبر اقتصادات العالم، حدد الرئيس الصيني "شي جين بينج" أول هدف لخفض انبعاثات بلاده - بنسبة تتراوح بين 7% و10% خلال السنوات العشر المقبلة - لكن خبراء في مجال المناخ اعتبروا أن هذا ليس كافياً.
وفي إجراء تاريخي آخر، أعلن رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تخلي بلاده عن امتيازات الدول النامية في منظمة التجارة العالمية، في خطوة تعكس سعي الصين لتقديم نفسها للمجتمع الدولي كقطب رئيسي.
وبعد تخليها عن هذه الامتيازات، أصبح السؤال الأبرز: كيف سيعيد التحرك الصيني رسم قواعد التجارة العالمية؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: