ارتفعت أرباح القطاع الصناعي في الصين بعد أشهر من التراجع، في إشارة إلى نجاح الحملات الوطنية الهادفة إلى معالجة الطاقة الإنتاجية الفائضة والمنافسة المفرطة.
زادت أرباح القطاع الصناعي في أغسطس بنسبة 20.4% مقارنة بالعام السابق، مسجلة أول زيادة لها منذ أربعة أشهر، وفق بيانات صدرت اليوم السبت عن المكتب الوطني للإحصاء. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام، صعدت الأرباح بنسبة 0.9%، متجاوزة توقعات "بلومبرغ إيكونوميكس" التي رجحت انخفاضاً بنسبة 1.6%.
تراجع انكماش قطاع المصانع في الصين للمرة الأولى منذ 6 أشهر خلال أغسطس، في ظل حملة حكومية تهدف إلى تقليص فائض الطاقة الإنتاجية في الاقتصاد. غير أن استمرار تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ربما بدد أي فوائد انعكست على أرباح الشركات.
أوضح يو وينينغ، المحلل في المكتب الوطني للإحصاء، في بيان منفصل، أن تحسن أرباح القطاع الصناعي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام جاء نتيجة عدة عوامل، من بينها التطبيق الفعال لسياسات الاقتصاد الكلي، والتقدم المستمر نحو سوق وطنية موحدة، إلى جانب تأثير القاعدة المنخفضة للمقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
انتعاش قطاع تصنيع المعدات
أظهرت البيانات أن قطاع تصنيع المعدات شهد نمواً في الأرباح بمعظم الصناعات، حيث سجلت شركات السكك الحديدية وبناء السفن والفضاء زيادة نسبتها 37.3% خلال الأشهر الثمانية الأولى.
وأضاف يو أن صناعة الصلب استعادت ربحيتها مع ارتفاع الطلب والأسعار بالتزامن مع تراجع التكاليف، ما دفع أرباح شركات المواد الخام إلى الصعود بنسبة 22.1% على أساس سنوي بين يناير وأغسطس، بزيادة قدرها عشر نقاط مئوية عن وتيرة النمو المسجلة في الأشهر السبعة الأولى. كما عادت أرباح شركات تصنيع المنتجات الاستهلاكية للارتفاع بنسبة 1.4%، بعد أن كانت قد انخفضت بنسبة 2.2% في الأشهر السبعة الأولى.
ضبابية توقعات النمو
لا تزال الآفاق المستقبلية لأرباح المصانع والمناجم والمرافق في الصين يكتنفها الغموض، نتيجة استمرار ضعف الطلب المحلي وانعدام اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.
دخل الاقتصاد الصيني مرحلة تباطؤ مع بداية الربع الثالث، إذ بدأ الإنفاق على مشروعات البنية التحتية يفقد زخمه، ما زاد من حدة التراجع الناجم عن ركود ممتد في قطاع العقارات منذ سنوات، وهو ما يرجح تراجع الطلب على السلع الصناعية الأساسية مثل الصلب والإسمنت.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: