ارتفعت البورصات العالمية في رابع جلسات الأسبوع، بدعم من أداء إيجابي في قطاع التكنولوجيا، فيما عانت السلع الأساسية ضغوطاً في ظل ضبابية الآفاق الاقتصادية.
سجلت وول ستريت إغلاقاً قياسياً جديداً بنهاية تعاملات الخميس، مع رهان المستثمرين على قصر أمد إغلاق الحكومة الفيدرالية، إلى جانب استمرار المستثمرين في الإقبال على أسهم شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
امتد الأداء الإيجابي لأسهم الشركات التكنولوجية إلى اليابان وأوروبا، لترتفع بورصة طوكيو والأسواق الرئيسية في القارة العجوز، ويغلق مؤشر "ستوكس يوروب 600" عند مستوى قياسي.
جاء ذلك بدعم من تقارير حول صعود تقييم "أوبن إيه آي" إلى 500 مليار دولار في جولة بيع للأسهم من قبل موظفين حاليين وسابقين، ما انعكس إيجاباً على أسهم العديد من الشركات التكنولوجية، مثل "إنفيديا" التي لامس سهمها أعلى مستوى له على الإطلاق لفترة وجيزة.
ساعد هذا على تخفيف حالة الحذر بشأن الإغلاق الحكومي في أمريكا، والذي أدى إلى تأجيل إصدار بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في وقت حرج بالنسبة لصناع السياسة النقدية قبل اجتماعهم هذا الشهر لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة في ظل تصاعد مخاطر ضعف سوق العمل.
لكن رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أشارت إلى أن هذه المخاطر أقل من تلك المتعلقة بارتفاع التضخم، داعية إلى التعامل مع أي خفض إضافي للفائدة بحذر شديد، في نظرة مغايرة لرئيس فيدرالي شيكاغو الذي أكد على استقرار سوق العمل وقوة النمو الاقتصادي.
انعكست تصريحات رئيسة فيدرالي دالاس سلباً على أسعار الذهب، لتتراجع من أعلى مستوياتها، كونها تشكك في احتمالات تسريع الفيدرالي وتيرة التيسير النقدي، رغم أن توقعات الأسواق بإجراء خفض إضافي للفائدة في أكتوبر لا تزال أقرب لليقين.
وفي المقابل، استفادت العملات المشفرة من اضطراب الأوضاع السياسية الأمريكية، لترتفع البيتكوين أعلى مستوى 120 ألف دولار للمرة الأولى منذ 7 أسابيع، وسط تكهنات بزيادة الإقبال عليها باعتبارها ملاذاً آمناً.
أما عن النفط، فتراجع الذهب الأسود 2% بضغط من مخاوف وفرة الإمدادات العالمية في ظل توقعات رفع تحالف "أوبك+" سقف إنتاج نوفمبر، رغم أن منظمة الدول المُصدرة للبترول "أوبك" نفت تلك التكهنات رسمياً.
على الصعيد الجيوسياسي، توقع وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" إحراز تقدم كبير في المحادثات التجارية مع الصين، في حين تستعد الصين والهند لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين البلدين بعد توقفها منذ أزمة الوباء، في دلالة على تحسن العلاقات بين البلدين.
واقترح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" احتجاز ناقلات النفط الروسية بصفة مؤقتة لزيادة الضغط المالي على روسيا خلال حربها مع أوكرانيا، فيما هدد نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" بأن بلاده تتأهب للرد بقوة على ما وصفه بـ "عسكرة أوروبا"، منتقداً انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.
ومع تعدد المخاطر التي تواجه الأسواق، واصل الذهب في الآونة الأخيرة تسجيل قمم متتالية، فاتحاً الباب أمام سؤال مهم: هل أصبحت الأسهم الأمريكية والبيتكوين في خطر؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: