تباينت البورصات العالمية بين الارتفاع والانخفاض في رابع جلسات الأسبوع، وسط متابعة المستثمرين للتوترات السياسية، وتطورات الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
تراجعت الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الخميس، بعد أن حققت مستويات قياسية في الآونة الأخيرة، وذلك مع استمرار إغلاق الحكومة الفيدرالية لليوم التاسع، وفشل الكونجرس في تمرير موازنة مؤقتة للمرة السابعة.
وشهدت أسهم شركات المعادن الأرضية النادرة في وول ستريت أداءً قوياً، بعد أن شددت الصين قيود تصديرها على الشركات الأجنبية بدعوى حماية الأمن القومي، بعد ثبوت تورط بعضها في نقلها إلى جهات خارجية لاستخدامها في أغراض عسكرية.
على الجانب الآخر من الأطلسي، تراجعت الأسواق الأوروبية الرئيسية وسط أداء سلبي لأسهم القطاع المصرفي، بعد تقدم "إتش إس بي سي" بعرض للاستحواذ على "هانج سينج بنك" الذي يقع في هونج كونج.
أما في آسيا، ارتفعت بورصة طوكيو بدعم من القطاع التكنولوجي، ليغلق مؤشر "نيكي" أعلى مستوى 48 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه بعد موافقة مجموعة "سوفت بنك" على شراء وحدة الروبوتات الصناعية التابعة لشركة "إيه بي بي" السويسرية.
وبعد عودتها من عطلة الأسبوع الذهبي، أغلقت البورصات الصينية عند أعلى مستوى في نحو 10 سنوات، في ظل صعود أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، وتعدين الذهب، إضافة إلى ترقب المستثمرين الاجتماع السنوي لقادة الحزب الشيوعي الذي تُرسم خلاله السياسة الاقتصادية للدولة.
وفيما يتعلق بالنفط، تراجعت الأسعار مع تقلص علاوة المخاطر الجيوسياسية، عقب توصل حركة حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ما حال دون اتساع رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وانعكس انتهاء الحرب بالسلب على أسعار الذهب أيضاً، ما دفع المستثمرين للإسراع بجني الأرباح بعد أن سجّل المعدن النفيس مستويات قياسية هذا الأسبوع، كما أضاف ارتفاع الدولار مزيداً من الضغوط على المعدن الأصفر.
ورغم هدوء التوترات في الشرق الأوسط، ظلت حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع على الجبهة الشرقية لأوروبا قائمة، حيث أفادت تقارير بأن حلف الناتو يدرس الرد عسكرياً على اختراقات الطائرات والمسيّرات الروسية لأجواء عدد من الدول الأعضاء.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة تكرير النفط الوحيدة في صربيا، "نيس"، والتي تمتلك كيانات روسية حصة الأغلبية فيها، كما استهدفت واشنطن نحو 100 فرد وكيان وسفينة، بينهم مصفاة صينية مستقلة وميناء نفطي، بتهمة المساعدة في تجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية.
وعلى صعيد أمريكا اللاتينية، أعلنت الولايات المتحدة عن إتمام اتفاقية مبادلة العملات المبرمة مع البنك المركزي الأرجنتيني والتي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، وذلك في إطار دعم واشنطن لحليفتها بوينس آيرس في ظل أزمة السيولة الحادة التي تتعرض لها.
وفي ظل انحسار التوترات الجيوسياسية، تبقى الجبهة التجارية على صفيح ساخن، بعدما أشعل الإنتاج الصيني من الصلب سباق الرسوم الجمركية حول العالم.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: