في مشهد يُعيد للأذهان اضطرابات "كراود سترايك" التي شلّت حركة العالم في يوليو من العام الماضي، استيقظ العالم صباح أمس الإثنين على انقطاع واسع طال العديد من الخدمات الرقمية، ولكن هذه المرة كانت "أمازون" هي السبب وراء الأزمة.
البداية مفاجئة
- تعرضت خدمات "أمازون ويب سيرفيسز"، ذراع الحوسبة السحابية التابعة لـ"أمازون"، لانقطاع واسع صباح الإثنين، أدى إلى تعطيل ملايين المواقع والتطبيقات حول العالم، واستمر الانقطاع لساعات قبل أن تعلن الشركة عودة الأنظمة إلى العمل تدريجيًا.
تأثير عالمي
- الخلل أصاب مزيجًا واسعًا من المنصات والخدمات، شمل تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "سناب شات" و"ريديت" وألعاب الفيديو مثل "فورتنايت" و"روبلوكس"، إلى جانب شركات الطيران الأمريكية مثل "دلتا إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز".
تأثير ممتد
- امتدت الأزمة إلى مشكلات في تطبيقات البث مثل "نتفليكس" و"ديزني+"، فضلًا عن تطبيق "زوم" وخدمات "أمازون" ذاتها، كما أبلغت شركة الذكاء الاصطناعي "بربليكسيتي" عن مشكلات في عملياتها، فضلًا عن عدد من الشركات المالية والمواقع الحكومية.
سبب الأزمة
- أوضحت الشركة أن المشكلة انطلقت من أحد أهم مراكز بياناتها في ولاية فرجينيا الأمريكية، المعروف باسم "US-EAST-1"، وتبين أن الخلل مرتبط بنظام تحويل أسماء النطاقات (DNS) إلى عناوين رقمية، إلى جانب تعطل في قاعدة البيانات التي تخزن بيانات المستخدمين.
عقدة تقنية
- أدى هذا الخلل إلى سلسلة من الأعطال المتتابعة داخل شبكة "أمازون ويب سيرفيسز" الداخلية، ما تسبب في انهيار جزئي للاتصال بين الخدمات المعتمدة على بنيتها التحتية، فيما أكد خبراء أن المشكلة كانت تقنية بحتة، ولا توجد دلائل على هجوم إلكتروني.
عودة المشكلة
- بعد ساعات من إعلانها إصلاح العطل التقني، أعلنت "أمازون ويب سيرفيسز" عن مشكلات جديدة تتعلق بالاتصال الشبكي داخل الولايات المتحدة، قبل أن تعلن اليوم عن عودة خدماتها إلى العمل بعد انقطاع دام يومًا كاملًا.
مشكلة متكررة
- ليست هذه المرة الأولى التي تتسبب فيها "أمازون ويب سيرفيسز" في أزمة رقمية واسعة، فقد شهدت انقطاعات مماثلة في عامي 2021 و2023، إذ تُسيطر الشركة على 37% من سوق الحوسبة السحابية عالميًا، وتشمل قائمة عملائها كيانات كبرى مثل الجيش الأمريكي.
دعوات إصلاح
- أعادت الأزمة طرح قضية السيادة الرقمية في أوروبا، إذ دعت نائبة البرلمان الأوروبي "ألكسندرا جيس" إلى استضافة مراكز البيانات داخل القارة، فيما طالب خبراء بضرورة تنويع مزودي الخدمات السحابية وتطوير أنظمة بديلة محلية أكثر مرونة واستقلالًا.
الأثر المالي
- قدر "مهدي داودي" الرئيس التنفيذي لشركة "كاتشبوينت – Catchpoint" لمراقبة أداء الإنترنت، أن الخسائر المالية الناجمة عن تعطل خدمات "أمازون" قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، في ظل التوقف الواسع لأعمال الشركات حول العالم.
نظام هش
- رغم أن أزمة انقطاع خدمات "أمازون" لم تكن بحجم اتساع مشكلة التحديث الخاطئ لشركة "كراود سترايك"، إلا أن الأزمة كشفت عن مدى هشاشة البنية الرقمية التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، ومدى ارتباط الأعمال اليومية بشركات محدودة تتحكم في البنية التحتية للإنترنت.
المصادر: أرقام - ياهو فاينانس – سي إن إن – سي بي سي – نيويورك تايمز - تايم
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: