في مشهد غير مألوف داخل المستطيل الأخضر، تجمّد لاعبو "ريال أوفيد" و"إسبانيول" في أماكنهم مع صافرة البداية، صامتين لمدة 10 ثوانٍ، لكن لم يكن الصمت احتجاجًا على قرار تحكيمي أو لفتة إنسانية تقليدية، بل رسالة قوية من اللاعبين لرفضهم إقامة بعض مباريات "الليجا" خارج إسبانيا.
بداية متوترة
- كانت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم تستعد لحدث تاريخي يتمثل في إقامة أول مباراة رسمية من "الليجا" خارج إسبانيا، حين اختيرت مدينة ميامي الأمريكية لاستضافة مواجهة "برشلونة" و"فياريال" في ديسمبر، في خطوة وُصفت بأنها بداية عصر جديد لتعزيز الإيرادات.
هدف اقتصادي
- الهدف من الخطوة لم يكن رياضيًا فقط، بل اقتصاديًا بالأساس، إذ سعت الرابطة بقيادة "خافيير تيباس" إلى جذب رعاة جدد وزيادة عائدات حقوق البث في السوق الأمريكية، التي تُعد الأكثر ربحية على مستوى الرياضة العالمية.
تقليص الفجوة
- تهدف الرابطة من خلال نقل بعض المباريات للخارج إلى تعزيز إيرادات الأندية وتقليل الفجوة مع نظيرتها الإنجليزية، حيث ولدت فرق "الليجا" إيرادات بلغت 5.049 مليار يورو في موسم 2023/2024، مقارنة بنحو 6.3 مليار إسترليني حققتها أندية "البريمرليج" (7.25 مليار يورو).
عقبة داخلية
- لكن الحلم واجه معارضة داخلية حادة، إذ رفضت معظم أندية الدوري الإسباني الفكرة بحجة الإضرار بالتوازن الرياضي للمسابقة، إضافة إلى اعتراض جماهير الفرق على إقامة المباريات بعيدًا عن الملاعب المحلية، حيث رفض الاتحاد الإسباني لكرة القدم تنظيم المباراة في الخارج.
أزمة قانونية
- أدى الخلاف إلى نزاع قانوني بين رابطة الأندية والاتحاد الإسباني أمام المحاكم الرياضية، حيث أكدت الرابطة أن القانون لا يمنع إقامة المباريات خارج البلاد، فيما تمسك الاتحاد بسلطته الكاملة في تحديد مواقع اللعب وجدول البطولة.
موقف الفيفا
- من جانبه، رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التدخل لصالح أي طرف، مكتفيًا بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية للمسابقات المحلية، وهو ما فُسّر ضمنيًا كدعم لموقف الاتحاد الإسباني.
خسارة تجارية
- إلغاء إقامة مباراة "برشلونة" و"فياريال" في ميامي حرم الناديين من الحصول على ما بين 5 و6 ملايين يورو لكل نادٍ مقابل المشاركة في المباراة، مع حافز إضافي لصالح "فياريال" نظير إيرادات التذاكر.
كأس السوبر
- في المقابل، يجني الاتحاد الإسباني لكرة القدم نحو 40 مليون يورو سنويًا من تنظيم بطولة كأس السوبر في الخارج، ما جعلها مصدر دخل ثابت وسريع النمو يعوّض جزئيًا عن غياب مباريات الدوري في الخارج.
ما الفرق؟
- يرى البعض أن موقف الأندية الرافض لإقامة مباريات الدوري خارج البلاد، رغم مشاركتها في كأس السوبر خارج إسبانيا، يحمل قدرًا من التناقض، لكن آخرين يبررون ذلك بأن مباريات الدوري تُقام أساسًا على ملاعب الأندية وبدعم جماهيري مباشر، في حين أن بطولة السوبر تُنظَّم بطبيعتها على ملعب محايد في نظام الأربعة فرق.
أسباب الرفض
- تصر الأندية الإسبانية على أن الحفاظ على الهوية المحلية والجماهيرية أولى من المكاسب المالية، معتبرة أن نقل المباريات للخارج يحوّل كرة القدم إلى سلعة سياحية ويقوّض التنافس الرياضي العادل داخل البلاد، وهو ما أيده الاتحاد الإسباني في النهاية.
المصادر: آس – إيه إس بي إن – ذا أثليتيك – بي بي سي سبورت – الليجا – ديلويت – سالاري ليكس – إس بي ناشون.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: