شهدت الأسواق العالمية أداءً إيجابياً في رابع جلسات الأسبوع، بدعم من انطلاقة قوية لموسم نتائج الأعمال، وترقب جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين، رغم تجدد التوترات الجيوسياسية على الجبهة الشرقية لأوروبا.

ارتفعت وول ستريت في ختام التعاملات، مدعومة بصعود أسهم القطاع التكنولوجي مع متابعة المستثمرين لنتائج أعمال الشركات، بالتزامن مع تحديد الإدارة الأمريكية موعد اللقاء المرتقب بين الرئيس "دونالد ترامب" ونظيره الصيني "شي جين بينج" يوم الخميس المقبل.
وسجّل المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية، "ستوكس يوروب 600"، إغلاقاً قياسياً، مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين حيال الأداء المالي للشركات، وفي المقابل، تعرضت البورصة اليابانية لضغوط جراء عمليات جني للأرباح بعد موجة الصعود التي شهدتها هذا الأسبوع.
وفي الصين، ارتفعت بورصات البر الرئيسي في ظل التفاؤل باستئناف المباحثات التجارية مع أمريكا، إضافة إلى ترقب الأسواق نتائج اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، التي أكدت التزامها بتعزيز الاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالي العلوم والتكنولوجيا.

على صعيد أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5% بعدما أدى فرض الولايات المتحدة عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين إلى اضطراب آفاق السوق، ووسط تقارير حول إيقاف الشركات الصينية استيراد الخام الروسي المنقول بحراً، واستعداد المصافي الهندية لاتخاذ إجراءات مماثلة.
واقتفى الاتحاد الأوروبي أثر الولايات المتحدة، ليعتمد الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، بما يشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال، وفي سياق آخر، حذّرت موسكو القارة العجوز من أن أي محاولة لمصادرة أصولها ستقابل برد "مؤلم".
وهدد الرئيس "فلاديمير بوتين" بأن تعرُّض بلاده لأي هجمات بصواريخ "توماهوك" الأمريكية، التي طلبت أوكرانيا الحصول عليها، لن يمر دون رد "ساحق"، فيما اخترقت مقاتلتان روسيتان المجال الجوي الليتواني، في انتهاك جديد لسيادة الدول الأعضاء في حلف الناتو.

انعكس تفاقم التوترات الجيوسياسية، إلى جانب الضبابية التجارية، إيجاباً على أسعار الذهب، فيما ارتفعت العملات المشفرة في ظل توقعات واسعة النطاق باستمرار الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية الأسبوع المقبل.
وبينما تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة يوم الجمعة بعد تأجيل نشرها بسبب الإغلاق الحكومي، ارتفع العائد القياسي على سندات الخزانة أعلى مستوى 4% مجدداً.
يأتي ذلك بعد أن ظل دون هذا المستوى النفسي الهام منذ بداية الأسبوع، لتنخفض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري إلى أدنى مستوى في أكثر من عام، وهو ما يُبشّر بانتعاش سوق الإسكان الأمريكي الذي شهد في سبتمبر ارتفاع مبيعات المنازل القائمة بأسرع وتيرة منذ فبراير الماضي.

ورغم استمرار إغلاق الحكومة الفيدرالية منذ مطلع أكتوبر، استفاقت الأسواق الأمريكية على ارتفاع الدين العام للولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق، ليتجاوز حاجز 38 تريليون دولار للمرة الأولى على الإطلاق.
ومع فشل مساعي "ترامب" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعودة التوترات على الجبهة الشرقية لأوروبا إلى الواجهة، بات السؤال الأهم: هل تشعل العقوبات الأمريكية سباق أسعار النفط نحو 100 دولار؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: