بين الصعود إلى مستويات قياسية وتحذيرات بشأن أكبر تصحيح في وول ستريت منذ الكساد الكبير، تعيش الأسواق الأمريكية لحظةً غامضة بين الثقة والتراجع، حيث تبدو المؤشرات المالية في أوج ازدهارها، بينما تهمس في الخلفية أصوات قديمة تحذر من فقاعةٍ جديدة تتشكل بهدوء.

تفاؤل متناقض
- رغم تزايد القلق بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي بسبب ضبابية السياسات، تُظهر وول ستريت أداء قويًا مع استمرار تسجيل المستويات القياسية، بدعم من الزخم حول الذكاء الاصطناعي ووفرة السيولة.
تحذيرات متكررة
- يحذر محللون من أن السوق الأمريكية تقف على أعتاب أكبر تصحيح منذ الكساد الكبير، حين فقدت وول ستريت نحو 90% من قيمتها، واستغرق مؤشر "داو جونز" أكثر من 25 عامًا ليستعيد مستوياته السابقة، ويستند هؤلاء إلى تشابه مقلق بين الارتفاع الحالي وتلك الحقبة، من حيث المبالغة في التقييمات واندفاع المستثمرين.
فقاعة شاملة
- يرى الاقتصادي "تيموثي كراك" أن الأسواق دخلت ما يشبه الفقاعة الكبرى، حيث تبدو أسعار الأسهم والعقارات والذهب والبيتكوين وحتى السلع اليومية مرتفعة عن قيمها الأساسية، غير أن استمرار المشتريات تغذي هذه الفقاعة.

تضخم تكنولوجي
- لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مجرّد قطاع داعم في وول ستريت، بل أصبحت عمودها الفقري ومحركها الرئيسي، حيث تمثل "العظماء السبعة" وحدها نحو 36.6% من القيمة السوقية لمؤشر "إس آند بي 500" حتى 21 أكتوبر، مقارنةً بنسبة 12.3% فقط في عام 2015.
خطر مضاعف
- أدت الهيمنة الكبيرة لشركات التكنولوجيا على مؤشر "إس آند بي 500" إلى مخاوف لدى المستثمرين من أن أي تراجع في أداء القطاع قد يكون له تأثير مضاعف على السوق الأمريكية، رغم أن هذه الشركات لا تزال رابحة ومستقرة ماليًا.
سوق هابطة
- يرى المحلل "جون وولفينبارجر" أن الأسهم الأمريكية قد تكون على وشك الدخول في أكبر سوق هابطة منذ الكساد الكبير، رغم المعنويات المتفائلة للغاية بدعم من الزخم حول الذكاء الاصطناعي.

لماذا؟
- قال "وولفينبارجر" إن تزايد توقعات السوق الهابطة تأتي في ظل الضعف الاقتصادي للولايات المتحدة وتصاعد مستويات الديون، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس "دونالد ترامب"، ما يزيد الضغوط على أرباح الشركات ويهدد سلاسل الإمداد العالمية.
تشابه مقلق
- التاريخ يعيد نفسه بصورة رمزية، فكما تجاهل البعض تحذيرات الاقتصاديين قبيل انهيار 1929، تتكرر اليوم النبرة نفسها من الثقة المفرطة في استدامة المكاسب، مدعومة بأرباح الشركات القوية والطلب على التقنيات الجديدة.
نظرية الخسارة
- مع تزايد تحذيرات المحللين بشأن تصحيح الأسهم الأمريكية، يفسر العالم "دانيال كانيمان" في أبحاثه ما يُعرف بـ"نظرية الخسارة"، التي توضح أن البشر يخشون الخسارة أكثر مما يسعون لتحقيق المكسب، وهو ما يفسر إلى حدٍ كبير كيف تنتشر التحذيرات بسرعة أكبر من الأخبار الإيجابية.
الخاتمة
- في نهاية المطاف، لا يمكن الجزم بأن وول ستريت على وشك تكرار مأساة 1929، لكنها تقف في منطقة رمادية بين التفاؤل والحذر، خاصة مع تزايد التحذيرات بشأن ارتفاع تقييمات الأصول في وقتٍ يواصل فيه المستثمرون الرهان على الزخم والابتكار.
المصادر: أرقام - ماركت ووتش – ذا موتلي فول
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: