خيّم التفاؤل على الأسواق العالمية في بداية الأسبوع، مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسط متابعة المستثمرين لموسم نتائج أعمال الربع الثالث الذي بدأ بأداء قوي.
سجلت وول ستريت إغلاقاً قياسياً يوم الإثنين، مع بدء الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" جولة آسيوية استهلها بزيارة ماليزيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وأبرم خلالها اتفاقيات تتعلق بالتجارة والمعادن النادرة مع تايلاند وماليزيا وفيتنام وكمبوديا.
بالتوازي مع ذلك، توصل فريقا التفاوض الأمريكي والصيني إلى إطار اتفاق يمهد لإلغاء واشنطن الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 100% المقرر فرضها على الصين مطلع نوفمبر، مقابل تعليق بكين القيود الأخيرة التي فرضتها على تصدير المعادن النادرة.
وتلقت أسواق القارة العجوز دفعة قوية من حالة التفاؤل التجاري العالمي، ليسجل مؤشرا "ستوكس يوروب 600" و"فوتسي 100" البريطاني إغلاقين قياسيين.
ومن ماليزيا، توجّه الرئيس الأمريكي إلى اليابان في ثاني محطات جولته الآسيوية، ليغلق مؤشر "نيكي 225" فوق مستوى 50 ألف نقطة لأول مرة على الإطلاق، وسط آمال بتعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وطوكيو.
أما عن الصين، فأغلقت أسهم البر الرئيسي عند أعلى مستوى في عقد من الزمن، مدعومة بتحسن الآفاق التجارية وصدور بيانات أظهرت نمو أرباح الشركات الصناعية بأسرع وتيرة منذ نحو عامين خلال سبتمبر، في مؤشر على نجاح جهود الحكومة في الحد من فائض الإنتاج وحروب الأسعار.
وتراجعت أسعار النفط في ظل ضبابية آفاق السوق، إذ تنذر العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا بتقلص المعروض العالمي، فيما أفادت تقارير بأن تحالف "أوبك+" يدرس إقرار زيادة أخرى في سقف الإنتاج اعتباراً من ديسمبر المقبل، بينما عزز التفاؤل التجاري آفاق الطلب على الطاقة.
وعلى صعيد المعادن والسلع الأساسية الأخرى، هبطت العقود الآجلة للذهب بنحو 3% مع تقلّص علاوة المخاطر التجارية، وفي المقابل، ارتفعت أسعار النحاس وفول الصويا، في حين تراجعت أسعار الكاكاو وسط توقعات بوفرة المعروض العالمي.
في أمريكا اللاتينية، ارتفعت الأسهم والسندات الأرجنتينية بعد فوز حزب الرئيس "خافيير مايلي" في انتخابات التجديد النصفي، فيما أعلن الرئيس البرازيلي، "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا"، أن نظيره الأمريكي تعهد له بالتوصل إلى اتفاق تجاري سريع بين البلدين.
اقتصادياً، كشف مسح أجرته الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في أمريكا، أن العديد من الشركات لا تخطط لرفع الأسعار خلال الأشهر المقبلة رغم ارتفاع التكاليف، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن "أمازون" و"باراماونت سكاي دانس" تعتزمان تسريح عشرات الآلاف من الموظفين لترشيد الإنفاق.
وشهد القطاع التكنولوجي بعض التطورات البارزة، منها بدء "كوالكوم" تصنيع رقائق مخصصة للذكاء الاصطناعي، في خطوة اعتُبرت تهديداً مباشراً لهيمنة "إنفيديا" على هذا القطاع الحيوي، فيما أبرمت وزارة الطاقة الأمريكية شراكة مع "إيه إم دي" لبناء حاسوبين فائقين.
ورغم تزايد القلق بشأن آفاق الاقتصاد، لا تزال سوق الأسهم الأمريكية تحافظ على أداء قوي بدعم من الزخم حول الذكاء الاصطناعي ووفرة السيولة، مما يترك الباب مفتوحاً أمام سؤال مهم: هل تُعيد وول ستريت تكرار أزمة الكساد الكبير؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: