على قاعدة «مصائب قوم عند قوم فوائد» تأثرت أسعار النفط الكويتي إيجاباً في ظل العقوبات الأخيرة التي طبقتها الولايات المتحدة على شركات النفط الروسية وسط استمرار الأزمة التجارية الأميركية الصينية إذ ارتفعت نحو 10.4 % في أسبوع، بما يعادل إضافة سعرية تقدر 1.17 مليار دولار.
وبينت أسعار النفط المسجلة خلال شهر أكتوبر الجاري ارتفاعاً في أسعار البرميل الكويتي للفترة بين 21 و27 بما يقارب 6.56 دولار لتستقر عند 69.63 دولار، ليعود سعر البرميل إلى 65.66 دولار قبل التوصل إلى الاتفاق الأميركي الصيني الذي أعلن عنه اليوم.
وبلغ متوسط قيمة سعر البرميل النفطي الكويتي خلال أسبوع بداية الأزمة وإعلان العقوبات على الشركات الروسية وتوتر العلاقة الأميركية الصينية التجارية 66.69 دولار في ظل التزام الكويت بالإنتاج اليومي بـ 2.51 مليون برميل يومياً لتحقق مبيعات تقدر بـ 167.7 مليون دولار يومياً خلال أسبوع تفاقم أزمة الحوار الأميركي الصيني.
وعوضت الأزمة الجيوسياسية المستمرة والعقوبات المفروضة على الشركات الروسية الانخفاض في قيمة برميل النفط الكويتي الذي كان يسجل تذبذبات سعرية قبل القرار الأميركي بين 62.52 دولار و64 دولار للبرميل الواحد.
ورغم الارتفاعات التي سجلها النفط الكويتي خلال فترة الأزمة والعقوبات المفروضة على الشركات النفطية الروسية إلا أن الأسعار لم تستعد القيمة السعرية الأعلى التي سجلها البرميل الكويتي في شهر سبتمبر الماضي الذي سجل متوسط سعري عند 72.16 دولار للبرميل بزيادة 1.48 دولار عن شهر أغسطس الماضي.
وفي ظل التصريحات الأخيرة لوزير النفط طارق الرومي، يتوقع أن تزيد الكويت ودول «أوبك» حصتها من الإنتاج النفطي اليومي خلال استمرار العقوبات على الشركات النفطية الروسية وفي ظل بحث الدول المتضررة عن بدائل لاسيما الدول الآسيوية واستمرار المفاوضات لشراء حصص جديدة، ما يزيد حجم الأرباح اليومية المعتمدة على تصدير النفط وإنتاجه.
وعن أهمية الأزمات الجيوسياسية على أسعار النفط والاستفادة من الاستكشافات النفطية الأخيرة في البلاد قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة إيكويت للبتروكيماويات المهندس محمد حسين لـ «الراي»، إنه وفي ظل التوترات وتقلبات الإنتاج والأسعار، يمكن تحويل الاستكشافات الجديدة إلى أداة إستراتيجية فعّالة.
وأشار حسين إلى أنه خلال فترات الأزمات تزداد أهمية تنويع مصادر الإمداد حيث تمنح الاستكشافات الجديدة لاسيما في المناطق الحدودية أو البحرية الدول قدرة أكبر على تعويض أي انقطاع في الإنتاج من مناطق غير مستقرة سياسياً وتعزيز الاستقلالية الطاقوية وتكوين احتياطي إستراتيجي من الحقول المكتشفة.
وتابع: «خلال فترات انخفاض الأسعار أو اضطرابات السوق، يمكن استغلال الوقت في زيادة النشاط الاستكشافي بأسعار منخفضة وتجهيز فرص جاهزة للتطوير السريع عندما تتحسن الظروف السوقية، وفق ما يطلق عليه الاستكشاف الذكي في الأزمات».
وقال حسين إن عمليات الاستكشاف تعزز مكانة المنتِج في خريطة الطاقة العالمية، مبيناً أن الكويت بحاجة للنفط والغاز، مؤكداً أن أهمية الاستكشافات الغازية تكون على المدى القصير لتلبية متطلبات توليد الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود السائل.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: