سيطرت مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي على الأسواق العالمية في رابع جلسات الأسبوع، وسط تجنب المستثمرين للأصول الخطرة، وتقييم آفاق السياسة النقدية وسوق العمل بالولايات المتحدة.

شهدت وول ستريت أداءً سلبياً في تعاملات الخميس، مع عودة مخاطر تضخم تقييمات شركات التكنولوجيا للواجهة، إلى جانب صدور بيانات جديدة فاقمت مخاوف تباطؤ سوق العمل، لكنها عززت في الوقت ذاته آمال إجراء الفيدرالي خفضاً آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر.
كشف تقرير شهري صدر عن شركة "تشالنجر وجراي وكريسماس" عن زيادة عمليات تسريح العمالة في أمريكا بنسبة 183% على أساس شهري في أكتوبر، لتسجل أعلى مستوى في مثل هذه الفترة منذ عام 2003.
أدى ذلك إلى اهتزاز الثقة بشأن آفاق أكبر اقتصاد في العالم، مما تسبب - إلى جانب تزايد احتمالات التيسير النقدي وتجنب المستثمرين للأصول الخطرة - في هبوط عوائد سندات الخزانة، وتراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوياته في نحو 5 أشهر، واستمرار ضغوط البيع في سوق العملات المشفرة.

وامتدت مخاوف تقييمات شركات التكنولوجيا إلى الأسواق الأوروبية، التي انخفضت بورصاتها الرئيسية مع تركيز المستثمرين أيضاً على متابعة نتائج الأعمال، وتقييم قرارات المركزي النرويجي وبنك إنجلترا بتثبيت أسعار الفائدة.
لكن المؤشرات اليابانية ارتفعت مدفوعة بتعافي قطاع التكنولوجيا بعد الأداء الإيجابي في وول ستريت بجلسة الأربعاء، واقتفت أسواق البر الرئيسي للصين أثرها.
وتعرض الذهب إلى ضغوط بفعل إقبال المستثمرين على حيازة السندات الأمريكية، لكن العقود الآجلة للمعدن الأصفر استقرت عند التسوية بدعم من توقعات التيسير النقدي، وتراجع الدولار، وتصاعد تقلبات سوق الأسهم؛ حيث قفز مؤشر الخوف في وول ستريت بنحو 13% خلال الجلسة.

وفي خضم الجدل الدائر حول قدرة الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي على توليد الأرباح، قال "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، إن مطورة "شات جي بي تي" تتجه لتحقيق إيرادات سنوية تتجاوز 20 مليار دولار هذا العام.
وأشار إلى أن الشركة ليست بحاجة إلى إنقاذ مالي من الحكومة الأمريكية حال تعثرها، وذلك رداً على تصريحات لقيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض، "ديفيد ساكس"، قال فيها إن واشنطن لن تتدخل لإنقاذ أي من الشركات العاملة في هذا المجال.
وعلى صعيد أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط في ظل ضبابية آفاق العرض والطلب؛ إذ لا تزال مخاوف وفرة المعروض العالمي قائمة مع زيادة إنتاج "أوبك+" ودول غير أعضاء في التحالف، إلى جانب مؤشرات على ضعف الطلب الأمريكي.

وتزامنت هذه التطورات مع توالي تحذيرات مسؤولي السياسة النقدية في الفيدرالي من أن التضخم يشكل خطراً أكبر مقارنة بضعف سوق العمل، وذلك في مقابل بعض الأصوات التي ترى أن المركزي الأمريكي لديه متسع لإجراء مزيد من تخفيضات الفائدة.
تجارياً، قال الرئيس الأمريكي إن إلغاء المحكمة العليا الرسوم الجمركية التي فرضها على الدول سيكون مدمراً لبلاده، فيما أعلن مكتب الممثل التجاري أنه من المقرر تجميد التعريفات على رافعات تفريغ السفن المستوردة من الصين، ورسوم الموانئ على السفن الصينية، وذلك لمدة عام تنفيذاً لشروط الهدنة الأخيرة.
وبعيداً عن تقلبات الأسواق، شهد عالم المال والأعمال تطوراً غير مسبوق؛ حيث وافق 75% من مساهمي "تسلا" على حزمة تعويضات مثيرة للجدل تمنح الرئيس التنفيذي "إيلون ماسك" مكافآتٍ بقيمة تناهز تريليون دولار في صورة أسهم، مقابل بعض الشروط المرتبطة بتطور الأداء المالي والقيمة السوقية للشركة.
ومع اقتراب عطلات عيد الشكر ورأس السنة الميلادية، واستمرار الانقسام الحزبي حول التمويل، يبقى السؤال الذي يؤرّق الأمريكيين: هل يدفع الإغلاق الحكومي المطارات نحو الشلل في موسم السفر؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: