أكد السيد عزيز العثمان فخرو الرئيس التنفيذي لمجموعة Ooredoo، أن التحولات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تتطلب من الحكومات والمشغلين تبني نهج أكثر مرونة وسرعة في تطوير البنية التحتية الرقمية، مشددا على أن الدول التي تسهل الاستثمار في البنية التحتية أولا ستكون هي الرابح الأكبر في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأعلن فخرو خلال مشاركته في المحاضرة الرئيسية الأولى" الاتصال كمحفز للتقدم العالمي" ضمن فعاليات مؤتمر MWC25 الدوحة المنعقد حاليا عن حزمة استثمارات تتجاوز نصف مليار دولار في مشروعات كابلات دولية جديدة ستعيد رسم مسارات الربط بين عمان والعراق وتركيا وأوروبا عبر مسارات برية تقلل زمن الوصول إلى النصف، مما يتيح ربط قطر بمرسيليا في أقل من 60 ميلي ثانية.
وأضاف: "هذه المنظومة الجديدة ستعزز مرونة الشبكات العالمية، وتخلق طرقا بديلة تتجاوز التحديات الحالية في البحر الأحمر ومضيق هرمز، وتضع المنطقة في قلب شبكة البيانات الدولية".
وأكد ان أن تشييد البنية التحتية الرقمية اليوم لم يعد مجرد إنشاء مركز بيانات أو توسعة شبكة، بل هو منظومة متكاملة تشمل الطاقة، والأمن، وسيادة البيانات، واللوائح البيئية، مشيرا إلى أن المبالغة في التعقيدات التنظيمية تعرقل النمو، وتؤخر دولا كاملة عن اللحاق بالسباق.
ولفت إلى أن شركات عالمية كبرى بدأت تعيد النظر في توسعاتها في مناطق تتطلب موافقات تستغرق أكثر من 18 شهرا، في الوقت الذي تتحرك فيه مناطق أخرى بسرعة أكبر، مما يمنحها ميزة تنافسية واضحة.
وأوضح فخرو أن التعاون عبر الحدود أصبح ضرورة تشغيلية واستراتيجية، خاصة أن الشرق الأوسط يمثل محورا لوجستيا ورقميا عالميا، حيث تمر عبره 30 بالمئة من بيانات العالم و90 بالمئة من البيانات المتبادلة بين أوروبا وآسيا.
وأشار فخرو إلى أن "أريد" تكمل حاليا الخطوات النهائية لإطلاق أكبر شركة أبراج في المنطقة، مؤكدا أن مشاركة البنية التحتية بين المشغلين لم تعد خيارا تقنيا بل ضرورة اقتصادية تقلل الهدر وتزيد جودة الخدمات، متابعا: "نموذج أن كل شركة تبني برجها انتهى، لقد أثبتت التجارب أن مشاركة البنية التحتية تحسن جودة الشبكات وتقلل التكاليف، خصوصا في الدول ذات الامتداد الجغرافي الواسع".
كما أشار إلى بناء منصة متكاملة لمراكز بيانات الجيل القادم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، قادرة على تقديم مستوى موحد من الخدمة عبر مختلف دول المنطقة، ما يتيح للعملاء العالميين عقدا واحدا وجودة متسقة في كل موقع تشغيل.
وفي إطار استثمار "أريد" في التحول الرقمي، كشف فخرو عن توسع الشركة في منصات الخدمات الرقمية والمالية في قطر، والمالديف، وتونس، وعمان، مع خطط لإطلاق منصة مالية عبر الهاتف المحمول في العراق العام المقبل.. وأوضح:" الشمول المالي جزء أساسي من الشمول الرقمي.
لا يمكن للمستهلك أو رائد الأعمال أن يكون جزءا من الاقتصاد الرقمي إذا لم يستطع الدفع أو تلقي المدفوعات. دورنا هو توفير هذه البنية وضمان وصولها للجميع".
ورأى فخرو في ختام مداخلته أن أكبر تحد يواجه القطاع اليوم هو تطبيق الذكاء الاصطناعي على أنظمة تكنولوجيا المعلومات القديمة بطريقة آمنة ومسؤولة، مشيرا إلى أن العائد الحقيقي من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يبدأ من تحديث البنية الخلفية للأنظمة، وليس فقط إطلاق الخدمات الأمامية.
وأكد أن تطوير المواهب المحلية وجذب خبراء البيانات والذكاء الاصطناعي يمثلان محورا أساسيا في استراتيجية "أريد" للسنوات المقبلة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: