ضمن خطوة تعكس عمق الشراكة بين الكويت وجمهورية كوريا، نظمت سفارة كوريا الجنوبية لدى البلاد، بالتعاون مع وزارة المناخ والطاقة والبيئة الكورية، المنتدى الكوري الثامن للمدن الذكية، صباح الأربعاء، في فندق موفنبيك البدع تحت عنوان: «مواجهة التحديات الحضرية من خلال البنية التحتية البيئية الذكية».
وخصص المنتدى لعرض أحدث التقنيات الكورية في مجال إدارة النفايات والمياه، واستكشاف فرص التعاون في مشاريع التنمية الحضرية المستدامة، خصوصاً في ظل توجه الكويت نحو تعزيز الاقتصاد الدائري وتأهيل البنية التحتية البيئية.
وذكر وكيل وزارة الأشغال المساعد لقطاع الرقابة والتدقيق بالتكليف المهندس أيمن الموسوي، إن الوزارة ترتبط بعقود عدة مع الشركات الكورية في مجالات متنوعة، موضحاً أن «التحديات التي تواجه المشاريع هي تحديات طبيعية لا ترتبط بالجانب الكوري، ولدينا القدرة على تجاوزها والمضي في التنفيذ».
وأشار إلى استفادة الوزارة الكبيرة من التكنولوجيا الكورية، لاسيما في مشاريع البنية التحتية والتقنيات الحديثة، مؤكداً أنّ السنوات الماضية شهدت توقيع عقود مهمة في هذا الإطار.
تعاون
من جانبه، أكد نائب المدير العام للتخطيط والتصميم في المؤسسة العامة للرعاية السكنية ناصر خريبط، أن التعاون مع الجانب الكوري رسّخ تجربة نوعية، خصوصاً عبر شركة كوريا للأراضي والإسكان التي تولت تصميم مدينة جنوب سعد العبدالله.
وأوضح أن «التجربة الكورية في المدن الذكية قائمة على توظيف التكنولوجيا لرفع جودة الحياة، وهو ما نطمح لتطبيقه في مشاريعنا المستقبلية». ولفت إلى أن المنتدى شكل فرصة مهمة لتعزيز الخبرات الكويتية في قضايا مثل معالجة الصرف الصحي وإعادة تدوير النفايات وتطوير البنية التحتية.
وأضاف أن «تصميم مدينة جنوب سعد العبدالله اكتمل بالكامل، والمشروع دخل حيز التنفيذ»، مع وجود مفاوضات جديدة مع الجانب الكوري حول مراحل التطوير المستقبلية للمدينة.
الإنجاز الفعلي
بدورها، أكدت القائمة بالأعمال في سفارة كوريا الجنوبية هيجين كيم، أن المنتدى يمثل خطوة أساسية نحو تعزيز التعاون في مجالات البيئة والاستدامة، مشيرة إلى أن «التكنولوجيا الكورية الصديقة للبيئة يمكن أن تقدم قيمة كبيرة لدعم رؤية الكويت 2035، لا سيما في إدارة النفايات ومعالجة المياه».
وشددت على ضرورة الانتقال من «الحديث إلى الإنجاز الفعلي» عبر مشروعات مشتركة تحقق أثراً ملموساً، مبينة أن التعاون القائم بين السفارة ووزارة البيئة والهيئة العامة للبيئة يشكل أرضية قوية لتطوير مبادرات جديدة.
وعن التحديات التي تواجه الشركات الكورية في السوق الكويتي، أوضحت كيم أن التركيز على معيار السعر فقط في ترسية العقود، قد يحد من فرص الشركات الكورية، مضيفة: «نحن لا نتنازل عن الجودة، ونؤمن بأن الكويت تسعى للحلول طويلة الأمد، وهذا ما تقدمه الشركات الكورية».
وأكدت أن بلادها ستواصل دعم المشاريع الكويتية من خلال الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مشيرة إلى فعاليات «شراكة الأعمال الخضراء» التي نظمتها الوكالة الكورية للتجارة والاستثمار، بهدف تعزيز التعاون بين الشركات من البلدين.
تعزيز التعاون في معالجة النفايات وتطوير المدن الذكية
أكد رئيس الوفد الكوري ومدير التعاون الخارجي في وزارة الطاقة والمناخ والبيئة تشيني ميونغ كيو، أن مشاركته في المنتدى تأتي بهدف تعزيز التعاون في مجالات حيوية، مثل الاستدامة وإدارة المخلفات.
وأوضح أن وفده سيعقد اجتماعاً مع «السكنية» لمناقشة التعاون في بناء منشآت متطورة لمعالجة النفايات وإعادة التدوير، مبيناً أن هذه المشاريع تعد ركيزة أساسية للتعاون الكويتي – الكوري خلال المرحلة المقبلة.
وأشار كيو إلى أن الوفد يضم ممثلين من وزارة المناخ الكورية، وجمعية الصناعات البيئية، وجمعية شراكات المياه الكورية، إضافة إلى شركات كورية رائدة تعمل في المدن الذكية.
وأكد أن «كوريا الجنوبية ترى في الكويت شريكاً استراتيجياً في مشاريع المستقبل»، مشددًا على تطلع بلاده إلى «تعاون أكثر عمقاً ووضوحاً» في المشاريع البيئية والإنشائية التي تدعم رؤية البلدين للتنمية المستدامة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: