تجاوز عدد سكان العالم 7 مليارات نسمة مما يضع ضغوطاً هائلة على الموارد الطبيعية وفي مقدمتها الماء الذي يعتبر الأزمة الحقيقية للقرن الحادي والعشرين.
وتدخل المياه في كافة الأنشطة الحياتية بدءاً من طهي الطعام وتوليد الكهرباء وحتى العمليات الصناعية الكبرى، وتستهلك الأسرة المتوسطة (المؤلفة من 4 أفراد) أكثر من 1500 لتر من المياه يومياً، فضلاً عن الكميات الهائلة المستهلكة في الأغراض الصناعية والزراعية، وفي هذا الإطار أبرزت "mother nature network" المعنية بالطبيعة ثمانية من الأنهار والبحيرات العذبة التي توشك على النضوب حول العالم.
1-Poopo:
الدولة: بوليفيا.
كانت بحيرة "بوبو" يوماً ثاني أكبر البحيرات في "بوليفيا" لكنها جفت مؤخراً، فالنصف الأيسر من الصورة التُقط في ابريل/نيسان 2013 حيث كانت البحيرة تضم كمية قليلة من الماء، أما النصف الأيمن فالتُقط في يناير/كانون الثاني 2016 بواسطة "ناسا"، ويظهر جفاف البحيرة نتيجة التغيرات المناخية وتحويل مسار المياه عن المصدر الرئيسي للنهر.
وكانت البحيرة تلعب دوراً أساسياً في حياة السكان والكائنات البرية بالمنطقة، ودفع نضوبها نحو ثلثي السكان الذين يعتمد الكثير منهم على الصيد كمصدر للرزق لمغادرة المنطقة، وهلكت ملايين الأسماك ومئات الطيور البرية نتيجة ذلك.
2-Colorado River:
الدولة: الولايات المتحدة.
ينبع نهر "كولورادو" من وسط جبال "روكي" بولاية "كولورادو" الأمريكية ثم يسير في 4 ولايات أخرى وبعض أجزاء المكسيك قبل أن يصب في خليج "كاليفورنيا"، لكن النهر يعاني حالياً من جفاف الكثير من أجزائه، وتعود أسباب ذلك جزئياً لكثافة الاستهلاك وقلة سقوط الأمطار وتحويل مسار النهر من جانب عدة ولايات لأغراض الزراعة وإنشاء البرك الصناعية، وحتى الكميات القليلة المتبقية من مياه النهر تعاني من التلوث نتيجة الصرف الزراعي.
3-Aral Sea:
الدولة: كازاخستان/أوزباكستان.
تمتد بحيرة "أرال" بين "كازاخستان" في الشمال و"أوزباكستان" في الجنوب، وكانت بحيرة كبيرة قبل أن تنضب معظم مياهها، ولم يعد يتبقى منها غير عيون صغيرة من الماء متناثرة هنا وهناك، وبدأت البحيرة في الجفاف منذ الستينيات عندما شرع الاتحاد السوفيتي في تحويل مسارات الأنهار التي تغذيها لأغراض الزراعة، وتسبب الجفاف في توقف نشاط الصيد وزيادة البطالة بالمنطقة المحيطة للبحيرة، وهناك جهود لزيادة حجم الماء بالبحيرة لكن من الصعب استعادة حجمها الأصلي.
4-Badwater:
الدولة: الولايات المتحدة.
تقع البحيرة في "وادي الموت" في ولاية "كاليفورنيا"، وتعتبر الطبيعة المسؤول الأول عن جفافها، فهي بحيرة موسمية تمتلئ بالمياه عند هطول الأمطار ثم تتبخر سريعاً بعد توقف المطر، ويساعد على سرعة تبخرها غياب الرطوبة وارتفاع الحرارة لمعدلات قياسية قد تصل إلى 48 درجة مئوية، وتعتبر أدنى نقطة في أمريكا الشمالية حيث تقع أسفل منسوب سطح البحر بـ 86 متراً.
5-Chad:
الدولة: تشاد/الكاميرون/النيجر/نيجيريا.
وفقاً للأمم المتحدة فقدت بحيرة "تشاد" 95% من مياهها بين عامي 1963 و1998 نتيجة التغير الكبير في معدل سقوط الأمطار وكثافة النشاط الزراعي والرعوي وإزالة الغابات وزيادة الاستهلاك، وتعرضت للجفاف التام تقريباً في عام 1908 ثم مرة أخرى في عام 1984، وتسبب تناقص منسوب المياه البحيرة إلى نشوب النزاع بين الحكومات الإقليمية حول حقوقها المائية، فالبحيرة توفر الاحتياجات المائية لأكثر من 68 مليون نسمة في الدول الأربع المحيطة بها.
6-Owens:
الدولة: الولايات المتحدة.
في مطلع القرن العشرين كانت بحيرة "أوينز" في "كاليفورنيا" تعج بالماء، لكن في عام 1913 قامت هيئة الماء والطاقة في "لوس أنجلوس" بتحويل مسارات المياه التي تغذي البحيرة في إطار نظامها المائي المتبع، وأدى ذلك لتراجع حاد في منسوب المياه بالبحيرة حتى بلغت المستوى الحالي الذي يشرف على الجفاف، وتقوم الهيئة من حين لآخر بضخ كميات من المياه في البحيرة للحد من العواصف الترابية التي تسبب متاعب صدرية لسكان المنطقة.
7-Powel:
الدولة: الولايات المتحدة.
تقع بحيرة "باول" على الحدود بين ولايتي "أريزونا" و"يوتا"، وتكونت نتيجة تجمع المياه خلف سد "جلين كانيون" على امتداد نهر "كولورادو"، وتم الانتهاء من السد في عام 1963، وتم ملأه بالماء بعد 17 عاماً من هذا التاريخ، وتسبب في غرق كثير من الكائنات البرية والحفريات الأثرية، وفقدت البحيرة أكثر من 50% من مياهها نتيجة الجفاف الشديد بالمنطقة، ومن المتوقع استمرار نضوب البحيرة إذا استمرت حدة الجفاف عند معدلاتها الحالية.
8-Mead:
الدولة: الولايات المتحدة.
لا يتعدى عمر البحيرة الواقعة في ولاية "نيفادا" عشرة أعوام، وفقدت أكثر من 6% من قيمتها نتيجة الجفاف الشديد وزيادة الطلب على المياه، ويدرس بعض الخبراء إمكانية زيادة منسوب المياه في البحيرة من خلال السماح للمياه بالتدفق إليها من بحيرة "باول" لكن ذلك لا يحل جذور المشكلة الرئيسية وهي تدني موارد المياه بالمنطقة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: