ألمانيا البطل الأوروبي في مجال الطاقة المتجددة لديها طموح لزيادة استخدامها للطاقة المتحددة، إضافة إلى أنها وضعت جدولا زمنيا لإنهاء جيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وتمد الدولة بـ40% من احتياجاتها.
وبحسب "نيويورك تايمز" فالحكومة الألمانية ستدفع المليارات للحفاظ على المولدات القديمة في الاحتياط، لتوفير الطاقة في حالات الطوارئ في بعض الأحيان حينما لا تهب الرياح أو تشرق الشمس.
وتواجه الطاقة المتجددة عقبة بعيداً عن ألمانيا، فمع الإفراط في الإنتاج من أستراليا إلى كاليفورنيا، تدفع مصادر الطاقة الأخرى بعيداً، علماً بأنها لا تزال ضرورية للحفاظ على إمدادات مستقرة للطاقة.
وخروج مصادر الطاقة البديلة مثل النووية لصالح مصادر أخرى مسببة للانبعاثات –باعتبارها مصادر احتياطية مستقبلا- يهدد مجهودات مكافحة التغير المناخي والتي تم الموافقة عليها في باريس قبل سبعة أشهر.
الأنماط المتجددة تهدد الطاقة النووية
- في جنوب أستراليا حيث توفر الرياح أكثر من ربع الطاقة اللازمة في المنطقة، دفع ارتفاع أسعار الكهرباء -في الأوقات التي لم تهب فيها الرياح- الحكومة إلى معاودة استخدام المحطات التي تعمل بالغاز بعد إغلاقها.
- أكثر تطور مثير للقلق على مجهودات مكافحة تغير المناخ، هو أن الطاقة المتجددة تدفع الطاقة النووية، مصدر الكهرباء الرئيسي الخالي من الكربون في الولايات المتحدة، إلى الإفلاس.
- مواجهة التحديات يتطلب نهجاً أكثر دهاء من مجرد ربط المزيد من مصادر الطاقة المتجددة بالشبكات.
- في تحليل لـ"بلومبرج" أشار إلى أن المفاعلات النووية التي تنتج 56% من الطاقة في الولايات المتحدة ستغدو غير مربحة خلال الثلاث سنوات المقبلة، وأنه إذا تم استبدالها مع مولدات تعمل بالغاز ستزداد الانبعاثات الكربونية.
- الطاقة النووية لا تقارن بنظيرتها الرخيصة المولدة من الغاز، إذ يخسر كل مولد نووي في البلاد ما بين 5 إلى 15 دولارا لكل ميجاوات في الساعة.
الطاقة المتجددة لا تقوم وحدها بالمهمة
- الطاقة من الشمس لا تكلف شيئا لكنها لا تشرق دوماً، وسيكون هناك حاجة كبيرة للحصول على الطاقة من المفاعلات النووية أو حتى المولدات التي تعمل بالغاز أو الفحم، لذا فالمصادر البديلة ما زالت مطلوبة.
- المشكلة هي أن المفاعلات النووية والمولدات التي تعمل بالغاز والفحم لا يمكن التحول إليها على نحو متقطع، وذلك قد يقود إلى تآكلها أو حتى الدفع بها خارج النظام تماماً.
- كي تلعب إستراتيجية الطاقة المتجددة دوراً في المستقبل والحصول على الكهرباء من خلالها مساءً، يجب أن يتم زيادة القدرة الاستيعابية عند الظهيرة.
- الحصول على كل الطاقة اللازمة من المصادر المتجددة سيتطلب بناء قدرات استيعابية تساوي عدة أضعاف حجم الطلب خلال منتصف النهار والحفاظ عليها أكثر وقت ممكن.
- في ألمانيا، حيث حلت الطاقة المتجددة محل النووية، ارتفعت انبعاثات الكربون بالرغم من أن البلاد بها أغلى سعر للكهرباء في أوروبا.
مصير الطاقة النووية
- مصير الطاقة النووية ليس محتوماً بالانتهاء، في نيويورك، يخشى من أن إغلاق ثلاثة مفاعلات شمال الولاية قد يعرض مخططات مكافحة التغير المناخي للخطر.
- المخاوف في نيويورك دفعت مكتب حاكم الولاية "أندرو كومو" إلى زيادة الإعانات الموجهة للطاقة النووية بشكل أكبر مقارنة بما يتم توجيهه للطاقة المتجددة.
- في كاليفورنيا، حيث لا يوجد أصدقاء للطاقة النووية، من المتوقع أن تبقى آخر محطة "ديابلو كانيون" داخل الخدمة لمدة عشر سنوات أخرى، علما بأنه في النهاية سيتم التخلص من الطاقة النووية كليا في البلاد.
- أوضح تحليل لـ"بلومبرج" أن تكلفة استبدال محطة "كانيون" بأخرى للطاقة الشمسية تبلغ 15 مليار دولار، وهذا الإنفاق سيكون أفضل لو أنه في سبيل استبدال طاقة الفحم.
- التخلص من الطاقة النووية يجعل المعركة أكثر صعوبة ضد التغير المناخي، فالأمر الأكثر قلقاً هو أن الطاقة المتجددة لا يمكنها القيام وحدها بالمهمة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: