يشير مصطلح إنترنت الأشياء أو "Internet Of Things" (IOT) إلى ارتباط جميع ما حولك من أشياء بشبكة الإنترنت. فكل الأجهزة والأشياء التي لها عنوان "IP" خاص بها كالتلفزيون والثلاجات والمنازل والسيارات، والتي يُمكن التحكم بها عن بعد باستخدام الإنترنت تندرج تحت هذا المصطلح.
ومن الممكن بسهولة شديدة أن يتصل الإنسان بالثلاجة ويعرف محتوياتها عن بعد باستخدام الإنترنت، أو يتحكم في إدارة محرك سيارته باستخدام حاسوبه، أو يتحكم حتى بأجهزة الحرارة والتدفئة في المنازل.
حجم الإنفاق على إنترنت الأشياء في العالم
وفقًا لشركة أبحاث السوق "IDC"، من المنتظر أن يزيد إنفاق العالم على إنترنت الأشياء بمعدل نمو سنوي مركب 17% ليرتفع من 698.6 مليار دولار في عام 2015 إلى نحو 1.3 تريليون دولارعام 2019.
وعلى المستوى الجغرافي تصدرت دول آسيا والمحيط الهادئ القائمة فيما يتعلق بحجم الإنفاق على هذه التقنية بأكثر من 40% من حجم الإنفاق العالمي في عام 2015، تليها أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية بأكثر من 250 مليار دولار في نفس العام، ومن المتوقع أن تشهد بعض المناطق نموًا سريعًا في الإنفاق على هذه التقنية خلال الخمس سنوات القادمة مثل أمريكا اللاتينية (بمعدل نمو سنوي مركب 26.5%) تليها أوروبا الغربية، وأوروبا الوسطى والشرقية.
ووفقًا لتقرير صدر من شركة " جونيبر" للأبحاث، فإن حجم إنفاق المتاجر (التي تعرض منتجاتها للبيع عبر الإنترنت) على تفعيل تقنية إنترنت الأشياء، سوف يزداد في السنوات القادمة، ليصل إلى 2.5 مليار دولار على الأجهزة بحلول عام 2020.
ثورة صناعية رابعة
مر العالم بأربع ثورات صناعية في التاريخ، بدأت الثورة الصناعية الأولى في إنجلترا منذ عام 1760 بإحلال الماكينات محل الأيدي العاملة، ثم انتقلت إلى دول غرب أوروبا ومنها إلى جميع أنحاء العالم.
وشهد العالم ثورة صناعية ثانية تُعرف باسم الثورة التكنولوجية بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الأولى، وذلك باكتشاف طريقة جديدة لتصنيع الصلب لتكون أول عملية صناعية غير مكلفة لصناعة الحديد والصلب.
وتمثلت الثورة الصناعية الثالثة في الثورة الرقمية التي نشهدها الآن، والتي يُمكن من خلالها تصنيع مئات الأجهزة باستخدام الروبوتات والبرمجيات المتطورة وأجهزة الذكاء الصناعي، والتي لا يزال الإنسان يديرها ويتدخل فيها مباشرة.
ويأتي مفهوم إنترنت الأشياء كثورة صناعية رابعة، حيث يُمكن التحكم من خلال الإنترنت في كل شيء من حولنا، فالمصانع تدير نفسها بالكامل وتعتني بنفسها في كل الحالات الطارئة التي قد تستجد، والآلات تُدار من حول الإنسان دون أن يحتاج إلى تشغيلها مباشرة، فقد يكون جالسًا في المنزل ويُدار محرك السيارة في الخارج استعدادًا لدخول السائق المركبة، أو قد يكون مستلقيًا على الفراش بعد الاستيقاظ بينما مصباح الحمام يُضيء من تلقاء نفسه، والصنبور يبدأ في صب المياه الساخنة في حوض الاستحمام.
إنترنت الأشياء بالأرقام
وفقًا لتقرير أصدرته مؤسسة "بي آي إنتليجنس" مؤخرًا، سوف يرتفع عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت من 10 مليارات عام 2015 إلى 34 مليارًا بحلول عام 2020.
وتقدر شركة الأبحاث الأمريكية "جارتنر" وصول عدد الأشياء المتصلة بالإنترنت في قطاع المستهلكين إلى 13 مليارا بحلول عام 2020.
ومن المتوقع، وفقًا لمجلة "فوربس"، أن يصل عدد السيارات ذاتية القيادة المتصلة بالإنترنت إلى ربع مليار سيارة بحلول عام 2020. وهناك توقعات بزيادة أعداد وحدات الملابس الذكية المرتبطة بالإنترنت إلى 10.2 مليون وحدة عام 2020، مرتفعة من 140 ألف وحدة فحسب عام 2013.
كما يتوقع ارتفاع عدد الآلات المتصلة ببعضها البعض من 5 مليارات في بداية العام الجاري إلى 27 مليارا بحلول عام 2024.
ووفقًا لتقديرات معهد "ماكينزي"، يتوقع أن يضيف إنترنت الأشياء 11.1 تريليون دولار إلى الاقتصاد الكلي العالمي بحلول عام 2025.
الصناعات التي تستخدم هذه التقنية
يدخل مصطلح إنترنت الأشياء في معظم القطاعات، ففي مجال الرعاية الصحية تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بفحص برنامج مقدم لها لعلاج حالات اضطراب ضربات القلب، ويقوم ذلك البرنامج باستئصال الأنسجة التالفة عن طريق حرقها بالليزر.
كما يوفر إنترنت الأشياء طرقًا مبتكرة لحل مشكلات كوكب الأرض، فالبحيرة يُمكن أن تخبر أجهزة الاستجابة البيئية حين تصبح حمضية، كما يُمكن لأجهزة استشعار الاهتزاز قياس عيوب الجسور والطرق وتوقع الزلازل والفيضانات.
وتعنى الشركات العالمية الكبرى بتقنيات إنترنت الأشياء من بينها "أمازون" و"جوجل" كما رصدت الكورية "سامسونج" استثمارات قدرها 1.2 مليار دولار في بحوث تطوير إنترنت الاشياء خلال الأربع سنوات القادمة، بهدف تحسين التطبيقات المستخدمة في الحياة اليومية، بما في ذلك تطبيقات الصحة والسلامة العامة وكفاءة استخدام الطاقة.
مخاطر ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار
رغم أهمية إنترنت الأشياء، إلا أن مخاطره قد تكون كارثية، فقد يستطيع أحد المخترقين التحكم بجهاز مراقبة نبضات القلب أثناء عملية جراحية معقدة، أو أن يتمكن أحد الأشخاص من العبث بأنظمة الحرارة والتدفئة في المنازل.
ولهذا السبب وغيره حذرت "سامسونج" مستخدمي أجهزتها من عدم ذكر أي معلومات حساسة أمام تلفازها الذكي، لأن أصواتهم تُسجل وتُنقل إلى طرف ثالث أثناء استخدام ميزة الأوامر الصوتية، وذلك بحسب دليل الاستخدام الخاص بالتلفاز.
وسيكون الوقت مع التجربة كفيلين بتوضيح المزيد من العيوب لهذه التقنية التي باتت تقتحم كل شيء في حياة الانسان، لكن هذا لن يمنع الاستفادة من فوائدها الكثيرة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: