يعد الرئيس الأمريكي المنتخب واحداً من أكثر الأشخاص الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم نظرا لسرعة تغير مواقفه بشكل حاد، فيما ترصد "أرقام" توقعات توجه "ترامب" والطريقة التي سيتعامل بها مع أهم أوراق وقضايا الشرق الأوسط.
وناقض "ترامب" نفسه وغير مواقفه ولهجته عدة مرات بخصوص العديد من القضايا أثناء حملته الانتخابية، ومع ذك كان هناك عدد قليل من الأمور التي أكد على رأيه تجاهها أكثر من مرة على مدار العام الماضي.
ومن تصريحاته المثيرة للجدل تجاه الشرق الأوسط ضرورة "سرقة" الولايات المتحدة للنفط العراقي ثمناً للحرب التي خاضتها تسع سنوات بعد إسقاط نظام الرئيس الراحل "صدام حسين" عام 2003، والأغرب تصريحاته عن حصول بلاده على "النفط السعودي" مجانا.
كذلك أيضا منع دخول المسلمين الولايات المتحدة، وهي التصريحات التي أطلقها عقب هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا في 2015، والتي واجه على أثرها هجوما حادا داخل الولايات المتحدة وخارجها.
لكنه عاد وخفف حدة لهجته لاحقا، مشيرا إلى أن ذلك مجرد "اقتراح" عقب رفض عمدة لندن "صادق خان" منحه "استثناءً" حال سفره لأمريكا، حيث أشار "خان" إلى أن آراء "ترامب" "تنم عن جهل"، وستجعل البلدين -أمريكا وبريطانيا- أقل أمنا.
السعودية
كان لـ"ترامب" تصريحات مثيرة للجدل تجاه السعودية على مدار حملته الانتخابية، حيث صرح في وقت سابق من شهر أغسطس/آب وأثناء مقابلة صحفية أجريت معه، أن بلاده لا تحصل على ما تستحقه من أموالها قائلا: " عليهم أن يدفعوا لنا" فنحن طالما دعمناهم ولم نحصل على شيء في المقابل".
مضيفاً بأن علاقة الولايات المتحدة مع السعودية سببها الرئيسي حاجة بلاده إلى النفط، والذي تحصل مقابله على مليار دولار، مؤكداً على أن بلاده يجب أن تحصل على النفط مجاناً لمدة 10 سنوات قادمة.
وفيما يتعلق بـ "جاستا" الذي مرره الكونجرس الأمريكي قبل شهر، أعلن "ترامب" دعمه الشديد لمشروع القانون منتقداً الفيتو الرئاسي من قبل الرئيس الحالي "أوباما"، ومشيراً إلى أنه في حال كان رئيس البلاد في ذلك الوقت لم يكن ليتردد في إقراره.
وعلى الرغم من هذا، يشير مراقبون إلى أن "ترامب" لن يستطيع المقامرة بعلاقته بالسعودية بعد أن أصبح رئيساً للبلاد، وأنه سيسعى إلى تحسين علاقته معها نظرا لما تتمتع به من ثقل في المنطقة.
سوريا
ربما يكون الشعب السوري هو أول من سيعاني من انتخاب "ترامب" رئيساً، فطبقاً لتصريحات الأخير أثناء حملته الانتخابية سيتم إغلاق أبواب الولايات المتحدة في وجه اللاجئين من سوريا، لكن ربما يتم استثناء قدوم المسيحيين منهم، ليتركز تحريضه ضد اللاجئين السوريين حول "الإسلاموفوبيا".
ودعا "ترامب" إلى إنشاء "منطقة آمنة" داخل الحدود السورية، حيث سيتركز فيها النازحيون السوريون بدلاً من السماح لهم بالذهاب إلى الخارج كلاجئين، وتباهى الملياردير الأمريكي بأنه سيجعل دول الخليج تتحمل التكلفة وتوفر الأموال اللازمة من أجل إنجاز هذا المقترح، تماماً كما ينوي تحميل المكسيك تكلفة بناء جدار عازل على حدودها مع الولايات المتحدة.
كما أشار "ترامب" في أكثر من مناسبة إلى سعيه نحو تدشين علاقة صداقة وتعاون مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تستوعب خلالها الولايات المتحدة المصالح الروسية، وهو ما يشمل قبول الدور الروسي في سوريا كداعم وحليف لنظام الأسد باعتباره أهون الشرين، وهو ما سيشمل منطقياً مطالبة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالكف عن دعم المعارضة السورية المسلحة.
ولم تتضح ردود فعل نظام "الأسد" -الذي يهاجم الإدارة الأمريكية باستمرار لدعمها المعارضة- على انتخاب "ترامب"ً، إلا أنه ربما قد يبدو متفائلا بتغيير الرئيس الذي أشار لصحيفة "نيويورك تايمز" في يوليو/تموز إلى ضرورة التخلص من "داعش" قبل عمل نفس الشيء مع "الأسد".
إيران
وصف "ترامب" الاتفاق النووي الإيراني الذي أنجزته إدارة الرئيس الحالي "باراك أوباما" بأنه "كارثة" وكذلك "أسوأ صفقة تفاوضية على الإطلاق" مشيراً إلى أنه يؤدي إلى ما سماه "محرقة نووية"، وربما يتناقض ذلك مع ما أبداه من إمكانية تطوير كوريا الجنوبية واليابان ترسانة نووية.
وفي مارس/آذار الماضي وأثناء كلمة له في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" أعلن "ترامب" بأن رقم 1 على قائمة أولوياته في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة سيكون "تفكيك الاتفاق النووي مع إيران".
ومن جانبه دعا وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" الأربعاء "دونالد ترامب" إلى احترام الاتفاق المبرم من جانب بلاده مع القوى الست الكبرى في عام 2015.
مشيراً إلى أنه يجب على كل رئيس للولايات المتحدة تفهم "واقع" العالم اليوم، ويحترم الاتفاقات والتعهدات المتعلقة بخطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لديه نفس التوقعات من الولايات المتحدة.
وهو ما حاول الرئيس "روحاني" تأكيده أمس الأربعاء، مشيرا إلى أن ايران لم تبرم الاتفاق مع دولة واحدة فقط، وتمت الموافقة عليه من مجلس الأمن.
القضية الفلسطينية
ربما تعتبر القضية الفلسطينية واحدة من القضايا التي اقتربت فيها بشكل كبير مواقف "ترامب" و"كلينتون"، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، فالاثنان متفقان على تأييد الكيان ودعمه بشكل كبير، لكن مع اختلاف الطرق والوسائل.
في رسالة له نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في وقت سابق من الشهر الماضي صرح "ترامب" قائلاً : "لقد قلت في مناسبات عديدة إنه في عهد إدارة "ترامب" فإن الولايات المتحدة ستعترف بأن القدس هي العاصمة الوحيدة والحقيقية".
وفي خطاب له أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمركية الصهيونية "أيباك" في مارس/آذار من العام الحالي، أشار "ترامب" إلى أنه في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة سيعمل على إقامة تحالف قوي بين بلاده والكيان الصهيوني، مردفاً بأن أي اتفاق تفرضه الأمم المتحدة على الصهاينة والفلسطينيين سيكون "كارثة".
وربما تترجم بشكل مباشر كلمات رئيس الوزراء الصهيوني" بنيامين نتانياهو" التوجه الذي سيسلكه "ترامب" حيال قضية فلسطين المحتلة عندما قال عقب فوزه: " انه "صديق حقيقي" لبلده.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: