نبض أرقام
11:54 م
توقيت مكة المكرمة

2025/09/11

كيف خالفت منصات التواصل الاجتماعي استطلاعات الرأي بشأن "ترامب"؟

2016/11/23 أرقام - خاص

"كريس كيرنز"، الذي يُدير البحوث في شركة تحليل وسائل الإعلام الاجتماعية "Spredfast"، كان لديه الكثير من بيانات وسائل  الإعلام الاجتماعية لكنه كان يرى العديد من الدلائل المتضاربة في السباق الرئاسي بين ترامب وهيلاري، والتي لم تشعره بالراحة لمنح أحد المرشحين الأفضلية على الآخر، وهو ما تحاول "أرقام" رصده في هذا التقرير.

لم تكن هذه الشركة الوحيدة التي تحاول التنبؤ بنتائج الانتخابات، فالعديد من استطلاعات الرأي اختارت هيلاري، وأثبتت فيما بعد أنها كانت خاطئة تمامًا، فرغم أن الكثير من المحللين السياسيين تنبأوا بالحملات الانتخابية السابقة بشكل صحيح، إلا أنهم أثبتوا هذه المرة عدم مقدرتهم على رؤية انتصار ترامب.



وكانت شركة " Spredfast" تعتقد أن بإمكانها رصد ما يشعر به مستخدمو "تويتر" تجاه المرشحين، وقامت بفحص الحسابات التي استخدمتها، مستبعدة الحسابات التي لديها أقل من 200 متابع، والتحقق من الحسابات التي تخص شخصيات سياسية معروفة. وكانت التغريدات المؤيدة لهيلاري تتراوح بين 3 إلى 1، مما رجح احتمالية فوزها، إلا أنه قد حدث شيء غريب بعد ذلك في مساء يوم الانتخابات حين زادت التغريدات المؤيدة لترامب.

وكان "كيرنز" حذرًا من إعلان فائز بعينه، لأن الناخبين كانوا يرسلون كميات مماثلة من التغريدات الإيجابية لكلا المرشحين، حتى ظهرت النتيجة صباح يوم الأربعاء.

ويعتقد "كيرنز" أن هناك مجموعة صامتة كانت تؤيد ترامب، لكنها لم تشأ أن تعلن عن موقفها على وسائل الإعلام الاجتماعية تجنبًا للانتقاد.

ويقول المدير التنفيذي لشركة "Polis"، إن جزءًا من المشكلة يرجع إلى أن أساليب الاقتراع تعتمد بشكل كبير على الهواتف والإنترنت، مما يؤدي إلى إهمال شريحة كبيرة من الناخبين، بسبب انخفاض شعبية الاقتراع عبر الهواتف الأرضية. كما تُغيب الاستطلاعات عبر الإنترنت الناخبين من كبار السن، الذين لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا مثل الناخبين من الشباب.

وأضاف "كيندل تاكر" أن ليلة الانتخابات شهدت إقبالاً كبيرًا من الناخبين في المناطق الريفية، والذين من المرجح ألا يكون الاستطلاع قد شملهم بسبب هذه الأساليب التقليدية، مما أدى إلى نتائج معاكسة لأكثر التوقعات موثوقية.

لماذا أخفقت نتائج استطلاعات الرأي؟

هناك العديد من الأسباب:

1- لم تتنبأ الاستطلاعات بالتغيرات في نسبة الإقبال بشكل صحيح، والتي تعني نسبة أولئك الذين غادروا منازلهم بالفعل للإدلاء بأصواتهم، ففي الثلاث ولايات التي فاز فيها ترامب، كان هامش الفوز ضئيلاً، بينما لم تتحرك قاعدة هيلاري في المناطق الحضرية.

2- عدم إعلان كثير ممن انتخبوا ترامب عن موقفهم، بسبب الخجل والخوف من وصفهم بالعنصرية وعدم تقبلهم اجتماعيًا.

3- عدم وصول استطلاعات الرأي إلى أعداد كبيرة من الناخبين الفعليين.

4- إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي إعادة التحقيق في استخدام هيلاري لبريديها الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية قبل أيام من الانتخابات، والذي قد يكون سببًا في تحول الآراء واتجاه الأصوات لدعم ترامب في اللحظات الأخيرة.

5- كانت استطلاعات الرأي هذا العام أقل من استطلاعات الرأي عام 2012، وكلما كان عدد استطلاعات الرأي قليلاً، كانت هناك فرص أكبر لوقوع أخطاء الاقتراع.



هل دعم فيسبوك "ترامب"؟

رغم محاولة "مارك زوكربيرج" المؤسس والمدير التنفيذي لفيسبوك، إقناع الناخبين بعدم وجود أي دور مشين لموقعه في الانتخابات، إلا أن وسائل الإعلام الاجتماعية كان لها دور كبير على نطاق واسع.

وفقًا لـ"براد بارسكيل"، المدير الرقمي للرئيس الأمريكي، ساعدت هذه الوسائل حملة ترامب على جمع تبرعات بلغت قيمتها 250 مليون دولار عبر الإنترنت.

وفي أعقاب فوز ترامب، حاول محللو وسائل الإعلام العمل بشكل محموم لمعرفة كيف من الممكن أن تكون وسائل الإعلام الاجتماعية قد أسهمت في تغيير نتائج الانتخابات.

وأشاروا إلى أن غرف الصدى ونشر الأخبار الوهمية كانت بمثابة "لبنة" في فوز ترامب، خاصة وأن حملة ترامب استخدمت فيسبوك كقناة إعلان أساسية بطريقة لم تستخدمها أي حملة انتخابية من قبل، بما في ذلك حملة هيلاري.



لوم محلي

ويُلقي نصف الشعب الأمريكي باللوم على فيسبوك بعد فوز ترامب، ويلعب الموقع دورًا كبيرًا الآن في نشر المعلومات.

فقد يقرأ العدد الضخم لمستخدميه النشطين الأخبار من المصادر التقليدية لكنهم لا يزورون المواقع الإخبارية مباشرة في أغلب الأحوال، وإنما يتداولون الأخبار من خلال خوارزمية تغذية الأخبار NewsFeed في فيسبوك، أو يقرأون المقالات التي ينشرها أصدقاؤهم عبره.

وتكمن المشكلة في أن مستخدمي فيسبوك لا يجيدون دائمًا التمييز بين مصادر الأخبار الصحيحة من الأخرى التهكمية أو الدعائية أو الكاذبة، وفي حالة انتشار المعلومات السيئة انتشارًا واسعًا، فإنها تؤثر سلبًا على آراء الجمهور.

أخبار مفبركة

كان نشر المعلومات الكاذبة خلال الدورة الانتخابية سيئًا إلى الدرجة التي جعلت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يشبه فيسبوك بـ "سحابة غبار من الهراء".

تعرض فيسبوك لانتقادات لاذعة من جانب بعض وسائل الإعلام التي قالت إن الشركة لم تفعل ما يكفي لمنع المقالات الوهمية ضد حملة هيلاري، في حين سمحت بقصص وهمية مؤيدة لترامب بالاستمرار في الظهور والنشر وإعادة النشر على الموقع.

وقد نفى "زوكربيرج" فكرة أن يكون نشر الأخبار الوهمية في خوارزمية تغذية الأخبار أحد أسباب فوز ترامب، قائلاً إن الأخبار الوهمية تُمثل نسبة ضئيلة للغاية من المحتوى، وإن فكرة تأثيرها على الانتخابات فكرة جنونية للغاية.



ماذا عن تويتر؟

في حين ألقى رئيس جامعة كاليفورنيا باللوم على موقع "تويتر"، قائلاً إنه رغم أن خوارزمية تغذية الأخبار قد تكون ساعدت ترامب على الفوز، إلا أن موقع "تويتر" منحه طريقة للوصول إلى الناخبين باستمرار ودون تحرير للأخبار.

ورغم أن كلينتون لها حساب على فيسبوك وتويتر، إلا أن ترامب الذي يبلغ عدد متابعيه على تويتر نحو 14 مليون متابع، كان يشارك بآرائه الحادة بكثرة عبر تويتر.

وارتفعت أسهم شركة "تويتر" يوم فوز ترامب إلى 4.1% بسبب دورها في الانتخابات، إلا أن ذلك قد تسبب في مشكلات للشركة لأن بعض مؤيدي ترامب العنصريين الذين لا ينتمون إلى حملته بشكل رسمي يهاجمون باستمرار منتقدي ترامب، مما يُشعر مستخدمو تويتر بعدم الأمان في كثير من الأحيان.

وأبرزت هذه الاشتباكات عدم قدرة تويتر على التصدي بفاعلية للاعتداءات التي تحدث على منصتها.



جوجل ونتائج متوقعة

أظهرت بيانات جوجل أن ترامب مثل 55% من عدد مرات البحث في الفترة بين 6 نوفمبر ويوم الانتخابات، وذلك بعدما سيطرت هيلاري بشكل منتظم على البحث خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة.

وأظهرت البيانات أيضا التي تم جمعها بين 6 و8 نوفمبر فوز ترامب في معركة البحث على محركات جوجل في ولاية بنسلفانيا، حيث توقعت كل استطلاعات الرأي فوز كلينتون هناك. كما سيطر ترامب أيضًا على البحث في ولاية فلوريدا وميشيغان وكارولينا الشمالية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.