ناقش المشاركون في أعمال اليوم الأول من المؤتمر السعودي للتسويق الرابع أبرز قضايا صناعة التسويق ، واستطلاع أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في الترويج للمنتجات والخدمات المختلفة، واستعراض سبل تطوير مساهمة التسويق الإيجابية في تنمية الاقتصاد الوطني، وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وأكد المشاركون على أن صناعة التسويق في المملكة تشهد تطوراً ملموساً، بحيث أصبح المستهلك صاحب اليد الطولى في السوق المحلي، ناهيك عن المبادرات والإصلاحات الحكومية العديدة التي ارتقت بالسوق.
كما تناول المشاركون الدور المنتظر من صناعة التسويق في إنجاح رؤية المملكة التنموية 2030 ، ودورها في الارتقاء بمختلف قطاعات الاقتصاد السعودي الغير نفطية، وخاصة قطاعات التعدين، والبتروكيماويات ، والسياحة،و الضيافة، بالإضافة إلى الحج والعمرة، والعقارات السكنية والتجارية، إلى جانب قطاع الاتصالات، وذلك من أجل مواكبة متطلبات التنمية الحالية واستطلاع آفاق المستقبل، مشددين على ضرورة التسويق من أجل التعرف على توجهات السوق في مختلف المجالات، وحجم الطلب على المنتجات والخدمات المختلفة التي يحتاجها الاقتصاد بشكل عام والمستهلك السعودي بشكل خاص، بالإضافة إلى التعرف على مدى حاجة السوق للخدمات المساندة مثل خدمات التمويل والرهن العقاري وغيرها من الخدمات والمنتجات التي تضمن تلبية متطلبات المملكة التنموية بعيداً عن النفط.
وأشاد المشاركون بتوجه الدولة – رعاها الله - حالياً إلى مبادرات خصخصة المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، خاصة في قطاعي النفط والبتروكيماويات والطيران، والصحة، مشيرين إلى أنها ستلعب دوراً محورياً في تطوير السوق المحلي وتنمية الاقتصاد الوطني.
وشهدت فعاليات اليوم الأول تدشين مبادرة "قاموس التسويق"، وهو القاموس الأول من نوعه المتخصص بكافة المصطلحات المتعلقة بتخصص التسويق وترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية , إضافة إلى عقد عدة جلسات أولها بعنوان "وكالات التسويق والإعلان: ما الذي نتوقعه منهم في المستقبل" , دعا المشاركون فيها إلى توفير إحصاءات رسمية حول اللوحات الإعلانية الخارجية لمساعدة شركات إعلانات الطرق على الوصول إلى المعلنين وإلى الفئات المستهدفة بشكلٍ مباشر وسريع، مشيرين إلى أن السوق السعودي يشهد تنافسية كبيرة، لكن الشركات العالمية لديها منتج متميز وتتمتع بميزانيات ضخمة، وهذا يمكنها من تنفيذ الحملات الإعلانية، وتغطية الأسواق العربية، في المقابل تعاني الكثير من الشركات المحلية من عدم القدرة على توفير خدمات الإعلان، مؤكدين أنه لا مانع من استقطاب الشركات العالمية، ودخول الشركات المحلية وخاصة الصغيرة منها أن كمنافس .
وأجمع المشاركون على أن التواصل الاجتماعي حقق معادلة جديدة لم تكن في حسبان المعلنين من قبل، بحكم تنوع المواد المستخدمة وسرعة الانتشار، وسهولة الوصول إلى مختلف شرائح المستهلكين، مشددين على ضرورة تطوير محتوى الإعلان الخارجي لكن الإبداع محدود في هذه الصناعة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي صنعت نقلة نوعية في مجال الإعلان والتسويق بفضل سرعة الانتشار، ومرونة التعامل معها، خصوصاً وأن الأفراد يتناقلون الرسائل التي يشعرون أنها مبدعة.
وكشفت الجلسة عن أن حجم الإنفاق الإعلاني يبلغ 5.42 مليار دولار أمريكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن نصيب الفرد من الإنفاق الإعلاني في المملكة بلغ العام الماضي 59 دولارا مقارنة بحوالي 540 دولارا في الولايات المتحدة الأمريكية، و342 دولارا في أستراليا، و316 دولارا في اليابان، وذلك رغم أن السوق السعودية تتمتع بقوة شرائية عالية ومساحة جغرافية واسعة.
وجاءت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان "الجيل الصاعد: هكذا تصل إلينا" واتفق المشاركون في الجلسة على أن التغيرات الكبرى في حياة المستهلك تغير نظرته إلى المنتج أو مدى احتياجه له أو رغبته به، ولذلك ينبغي على المسوقين التعمق في البحث واستطلاع متطلبات شريحة من شرائح المستهلكين في المملكة، وفهمها وفهم المستهلك نفسه، وبالتالي الوصول إليه بالفعل.
وشهدت فعاليات المؤتمر محاضرة بعنوان "العلاقات العامة ... نمو متسارع"، كشف فيها الرئيس التنفيذي لشركة تراكس للعلاقات العامة، محمد العايد، عن وجود ما يزيد على 500 وكالة علاقات عامة في العالم العربي، مشيراً إلى نمو الطلب على خدمات العلاقات العامة بمعدل 20%، في حين سجل الإقبال على العلاقات العامة من قبل القطاع العام نمواً مهماً بمعدل 400% على الأقل، لاقتاً إلى أن السوق السعودي يعد من أنشط أسواق العلاقات العامة في المنطقة مع وجود 500 – 800 عقد علاقات عامة نشط اليوم في المملكة، مؤكداً أن 25% - 30% من أعمال العلاقات العامة في السوق المحلي تقتصر على الاتصال الإعلامي فحسب.
وبين العابد أن صناعة العلاقات العامة في العالم العربي قادرة على التحول من صناعة تكتيكية إلى صناعة استراتيجية لها القدرة على بناء وتعزيز وترسيخ السمعة، وفي المملكة، سيصنع التحول من هذا القطاع صناعة محورية مصيرية خلال الأعوام الخمس المقبلة، مضيفاً أن عنصرا الخبرة والمهارة يتسمان بأهمية كبرى، لكن مستقبل الصناعة سيعتمد على صنع خبراء متخصصين قادرين على توجيه المنظمات والإدارات التنفيذية فيها.
وأشار إلى أن الإعلام الرقمي يعد جزءاً من منظومة العمل الاتصالي، وأن الإدارات أو الشركات الجادة في الاستمرار والمنافسة عليها يتحتم عليها وضع استراتيجية للتواصل الرقمي من أجل مواكبة هذا القطاع والوصول غلى الجمهور المستهدف، مؤكداً على أن التدريب الإعلامي والمتخصص هو عصب صناعة العلاقات العامة، وجزء من التحول هو تحويل مفهوم التدريب إلى «التطوير الذاتي»، داعياً إلى اعتماد مفهوم الحلول الشاملة بوصفه عنصراً مهماً ومصيرياً لأي إدارة أو مزود خدمة يتطلع للحصول على خدمات العلاقات العامة التي تلبي متطلباتها.
وقد شهد المؤتمر السعودي للتسويق الرابع الكشف عن أطول نخلة في العالم مصنعة من التمر السعودي، بارتفاعٍ يبلغ خمسة أمتار، وذلك في مبادرة لدعم تسويق صناعة التمور في المملكة، بحضور فريقٍ رسمي من مؤسسة غينيس للأرقام القياسية الذي صادق على الرقم العالمي الجديد.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: