تفترض استراتيجيات السمات المتعددة للمستثمر توافر سمات معينة في الشركة التي يوجه لها المستثمر جانباً من مدخراته المخصصة للأوراق المالية، ويشتري جزءا من أسهمها، حيث إن سمات الاستثمار في هذا المجال تنطوي على مزايا متعددة في حدود مطمئنة، منها أن تكون نسبة ربحية السهم إلى الأسهم ضعف عائد الأوراق المالية المرتفعة الجودة، وان يتسم معدل نمو ربحية الشركة بالاستقرار، وعدم الانخفاض خلال مدة معينة،
وأن يكون معدل توزيعات هذه الأسهم معدلا مرتفعا بالنسبة لأسعار الأسهم، وان تكون القيمة السوقية لبيع السهم مجزية، إلى غير ذلك من السمات المشجعة للمستثمر الصغير والمتلائمة مع مدخراته المحدودة، وهي تلك السمات التي سميت باسم من اقترحها ( بنجامين جراهام) خبير الأوراق المالية،
والذي يعتبره البعض الأب الروحي في تحليل الأوراق المالية وطبيعتها وتداولها، أما بالنسبة لاستراتيجية السمة الواحدة، وهي تعتمد على استثمار يستند إلى سمة واحدة من بين سمات مختلفة، لكل منها الأساس العلمي والفكري ثم الناتج المادي الذي يتسق مع جوهر التحليل السياسي والرغبة المطلوبة للمستثمر في ضوء ظروف السوق وكفاءة الأوراق المالية،
ومن هذه السمات أيضا استراتيجية المضاعف، أي قيام المستثمر بشراء سهم يكون مضاعف ربحيته أكبر من مضاعف الربحية الفعلي لاعتبارات معينة، واستراتيجية السهم ذات التوزيعات المتزايدة تقوم عادة على أساس أن الإدارة والتداول الأفضل له يكون مؤشرا لزيادة النقدية المستقبلة له،
وتشجع استراتيجية الإصدارات الجديدة على شراء أسهم الشركات التي طرحت إصداراتها من الأسهم للتداول لأول مرة على أساس أن تسعير هذه الأسهم تكون قيمته عادة أقل من قيمته الحقيقية لأسباب عديدة، وكذلك الأسهم التي يعاد شراؤها، لأن الشركات التي تقوم بشراء الأسهم التي سبق وأصدرتها يكون بسبب اعتقاد الإدارة بأن سعر السهم أقل مما ينبغي، ولذلك فإن إعادة شرائه يعتبر استثمارا مربحا،
ومن ذلك أيضا شراء أسهم الشركات الصغيرة، إذ تسود بعض الأسواق المالية وخاصة الأميركية، فكرة تسمى( تأثير الحجم الصغير) ، وتقضي بأن الاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة عادة ما ينتج عنه عائد يفوق عائد السوق، وبذلك يرى أن كافة هذه الطرق وغيرها تؤدي إلى حماية المستثمر الصغير وتهيئة مناخ مناسب له للاستثمار المطمئن المتفق مع إمكاناته.
أما المقصود بمخاطر الاستثمار بصفة عامة : بأنه عند تملك مجموعة من أوراق مالية- كالأسهم مثلا- تنتمي كلها إلى مصدر واحد، أي أنها خاصة كلها بشركة واحدة مثلا، فإن ما ينطبق من مخاطر وعائد كل سهم ينطبق أيضا على جميع هذه الأسهم في مجموعها لأنها تتعلق بشركة واحدة، وما يسري على باقي الأسهم،
ويقترب من ذلك أيضا، تملك أوراق مالية تمثل أسهم شركات متعددة ولكنها تزاول النشاط نفسه، فإن المخاطر المتعلقة بهذه الأسهم في مجموعها، تقترب جدا من مخاطر كل سهم على حدة لوجود الجميع في حقل أو نشاط واحد، ولذلك فإن علاج هذه الحالة من حالات مخاطر الاستثمار وتداول الأوراق المالية، يكون بتطبيق مبدأ (التنويع) أي توزيع الاستثمارات على أنشطة وحالات مختلفة وعدم تركيزها في نوع واحد أو أنواع محدودة متشابهة،
وهو ما سبق أن رأيناه في مبدأ الاستثمار ذي السمات المتعددة أو السمة الواحدة ولكن الموزعة على استثمارات ذات حجم صغير وأسهم متغايرة الإصدار والتداول. وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات أن تصميم سياسات استثمارية بالاستناد على مقياس القيمة الاقتصادية المضافة لا يؤدي إلى تحقيق عوائد غير عادية بالمقارنة بمتوسط العوائد المحققة بالسوق ،
كما أظهرت النتائج عدم صحة المزاعم النظرية الخاصة بوجود علاقة بين أسعار الأسهم والقيمة الاقتصادية المضافة لها . كما قامت الدراسة باختبار مدى منفعة السياسات الاستثمارية ذات السمات المعتمدة على أحد المؤشرات المحاسبية المتعارف عليها وهو مضاعف الربحية، بالمقارنة بالسياسات الاستثمارية المعتمدة على مقياس القيمة الاقتصادية المضافة .
وقد أظهرت نتائجها العملية منفعة استخدام سياسات استثمارية معتمدة على المؤشرات المحاسبية المتعارف عليها في تحقيق عوائد غير عادية سواء بالمقارنة بعائد السوق أو عائد المحافظ الاستثمارية لأسهم منشآت الأعمال ذات القيمة الاقتصادية المضافة المرتفعة .
ويعتبر مقياس القيمة الاقتصادية المضافة أحد المفاهيم التي استحوذت على اهتمام العديد من الباحثين في نهاية القرن الماضي، ويستند هذا المقياس على مفهوم الأرباح الاقتصادية والذي يشير إلى مدى إمكانية تحقيق القيمة الاقتصادية لحملة الأسهم ،
وعلى الرغم من شيوع مفهوم القيمة الاقتصادية المضافة في الفكر الاقتصادي منذ عصر الفكر الاقتصادي الكلاسيكي إلا أن الاهتمام الحالي لهذا المفهوم في الفكر المحاسبي يرجع إلى شركة Stern Stewart and Co، حيث قامت بإجراء حملة تسويقية كبيرة لمفهوم مقياس القيمة الاقتصادية المضافة والتعديلات المختلفة اللازم إجراؤها على صافي الربح المحاسبي بالإضافة إلى العلامة التجارية EVA .
كما تبنت الشركة نشر العديد من قصص نجاح مقياس القيمة المضافة، بالإضافة إلى تقديم بعض الدراسات المعدة بواسطة الشركة ، دون وجود دليل عملي مستقل على نجاح مقياس القيمة الاقتصادية المضافة، وقد اشتملت الإعلانات الخاصة بالشركة مجموعة من العبارات الجاذبة للعملاء ،
على سبيل المثال (إن مقياس القيمة المضافة هو مفتاح خلق الثروة لحملة الأسهم)، وغيرها من العبارات الجاذبة . لذا يجب على إدارة المؤسسات والشركات استخدام الموارد المتاحة لديها بصورة تؤدي إلى تحقيق عائد على الأموال المستثمرة أكبر من تكلفة الحصول على هذه الأموال سواء كانت أموالاً مملوكة أو أموالاً مقترضة.
تحليل التعليقات: