نبض أرقام
09:50 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/20
2025/12/19

المواعيد والجودة أهم عناصر التنافسية لقطاع المقاولات

2007/08/11 الخليج

تباينت آراء العاملين في مجال المقاولات حول مجالات التنافس بين الشركات العاملة في الدولة في ظل توسع السوق إلا انهم أجمعوا على أن موضوع كسر الأسعار بات موضوعاً ثانوياً للتنافسية على المشروعات العقارية، وأكد هؤلاء العاملون على أن الالتزام بتسليم المشروعات في الوقت المتفق عليه ما بين المالك والمقاول مع ضمان أعلى جودة في التنفيذ وهو الأهم كمجال رئيسي للتنافس بين شركات المقاولات في تراكم المشروعات العقارية، كما أكد العاملون على أهمية استخدام آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في الانشاء والبناء كمعيار رئيسي للتنافس.

يقول عزت سهاونة المدير العام في شركة الحمد للمقاولات انه في ظل الظروف الحالية للسوق وحيث لا يزال الطلب مرتفعاً وعالياً على الشركات المنفذة للمشاريع العقارية و الانشائية وتستطيع كافة الشركات العاملة في هذا المجال الحصول على حصتها من الأعمال بما يتناسب مع حجمها.

وأضاف ان المنافسة أصبحت حالياً بين الشركات الكبيرة على المشاريع النوعية الرائدة والمتميزة والتي تستخدم مثل تكنولوجيا البناء المتطورة اضافة إلى تنافس هذه الشركات على تأمين المواد اللازمة بالوقت المناسب وبسبب الفترة الزمنية المتعاقد عليها لتنفيذ المشاريع.

وأشار إلى ان المنافسة على كسر الأسعار وحرقها لم تعد موجودة في سوق المقاولات حتى أن أصحاب المشاريع والمطورين العقاريين أنفسهم أصبح جل اهتمامهم يتركز على الحصول على مشاريعهم في الوقت المتعاقد عليه مع التركيز على أفضل سعر طبعاً، وأضاف ليس السعر الذي يؤثر في نوعية المشروع لأن المستهلك الأخير هو المشتري أو المستأجر، أصبح على علم ودراية كافية وأصبح يبحث عن الأفضل دائماً، إما للشراء أو الاستئجار.

وقال المهندس زهير اليحيى مدير مشاريع شركة كارتل للمقاولات إن سوق الانشاءات والعقارات في توسع مستمر في هذه الأيام، بحيث أصبحت الحاجة ملحة للتعاقد مع شركات مقاولات كثيرة لتنفيذ هذا العدد الهائل من المشاريع، وأضاف ان هناك العديد من المشاريع المتميزة التي تحتاج إلى شركات مميزة أيضاً للحصول على أعلى مستوى من الجودة وسرعة الانجاز.

وأضاف اليحيى أن سمعة الشركة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمصداقيتها في تنفيذ المشاريع والتقيد ببنود العقد، بالإضافة إلى تحقيق جودة عالية في التنفيذ، وكذلك السرعة في الانجاز، وأشار إلى ان هذه الأمور لها أهمية خاصة لكسب ثقة المالك.

وأكد اليحيى أن شركات المقاولات تتنافس لا شك في كسب ثقة المالك والحصول على العقود التي تضمن النجاح والمردود المادي الجيد وكذلك فإن هذه الشركات تسعى دائماً لتقديم الصورة الجيدة والمؤهلات والامكانيات الكبيرة للنجاح في الحصول على العقود، وأضاف اليحيى أن هذه الشركات تتنافس لتقديم أفضل ما لديها في قطاع التنفيذ من خلال تنفيذ المشاريع بجودة عالية حسب المواصفات والمخططات التعاقدية، مشيراً إلى ان الملاك يحبذون ارساء العقود على الشركات التي تتمتع بسمعة جيدة في التنفيذ، وأضاف ان تسريع انجاز المشروع وتجنب التأخير والانتهاء من الأعمال الانشائية في الموعد المتفق عليه في العقد مهم بالنسبة للمقاول والمالك على حد سواء. بالإضافة إلى توفير المصادر الرئيسية للمواد ذات الجودة العالية والأيدي العاملة والمعدات بالإضافة إلى الغطاء المالي والذي يعد شريان نجاح المشاريع وضمانها لسرعة الانجاز وأشار اليحيى إلى ان ادخال التقنيات والأساليب الحديثة في البناء يلعب دوراً رئيسياً في نجاح الشركة وتحقيق الأرباح، بالإضافة إلى الاستعانة بالمهندسين ذوي الخبرة والكفاءة في المشاريع الكبرى.

وأشار اليحيى إلى أن دراسة المشاريع بشكل جيد قبل التقدم بالمناقصات ووضع الخطط والتنظيم للحصول على أفضل النتائج لتجنب الخسائر هو أبرز مقومات نجاح شركات المقاولات، مؤكداً ان كسب ثقة العميل أو المالك يعزز أيضاً من سمعة الشركة نفسها.

ومن جهته، قال المهندس راشد بن سعيد لوتاه عضو مجلس إدارة مجموعة (س. س. لوتاه) ان دولة الإمارات تشهد في ظل قيادتها الحكيمة نهضة شاملة في كافة المجالات الاقتصادية، وكان لها أثرها الكبير في ظهور طفرة عمرانية عظيمة، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على شركات المقاولات العاملة في الدولة، وأضاف لوتاه هذا الأمر أدى إلى اتساع قاعدة شركات المقاولات بصورة كبيرة ودخول شركات محلية جديدة في هذا المضمار بالإضافة إلى الشركات العالمية التي وجدت في الإمارات أرضاً بكراً لنقل أعمالها إليها خاصة مع وجود سياسات السوق المفتوح التي تساعد على نمو الاستثمارات في كافة المجالات، وأشار لوتاه إلى ان هذا التنوع أدى إلى ظهور التنافس بين شركات المقاولات، وكانت أبرز وأهم جوانب هذه المنافسة هو حجم القوة العملية والفنية والإدارية لدى الشركات واللجوء إلى الميكنة باستقطاب الآلات الحديثة وأقر ما توصلت إليه تكنولوجيا البناء والتشييد من ابتكارات سواء على مستوى الآلات أو من خلال استحداث أساليب وأعمال تدفع بمسيرة العمل وتطوره، وأضاف لوتاه ظهرت جوانب المنافسة أيضاً في توسع أعمال الشركات لتشمل دولاً عربية مجاورة، الأمر الذي يشكل دلالة واضحة على كفاءة هذه الشركات وقوتها الفنية والجودة العالية للأعمال التي تقوم بتنفيذها.

وأشار لوتاه إلى ان هذا الأمر دفع الشركات المحلية إلى الدخول في شراكات مع شركات أجنبية للحصول على المزيد من الدعم الفني والتقني في مجال البناء والانشاء.

وأضاف تكمن جوانب المنافسة بين شركات المقاولات في تميزها في أعمال ومشاريع نوعية ومتميزة مما يساعد هذه الشركات على رفع جودة خدماتها في كافة المشاريع التي تنفذها.

وأكد أحمد سعيد علي من شركة أوهايو للمقاولات أن توسع سوق العقارات في الدولة دفع إلى رفع الطلب على شركات الانشاء والمقاولات لتنفيذ هذا الكم الكبير من المشاريع العقارية التي تم الاعلان عنها وطرحها، وأضاف سعيد علي أن ضخامة وتميز بعض هذه المشاريع انعكست على بعض شركات المقاولات والتي قامت برفع جودة أعمالها وزيادة طاقتها الانتاجية من أجل الاسراع في تنفيذ المشاريع، وأضاف ان مدى نجاح أي شركة مقاولات في ظل هذه الطفرة العقارية يقاس بمدى نجاحها في تنفيذ بنود العقد الذي ابرمته مع المالك وتسعى فيه إلى كسب ثقته من خلال الالتزام بتحقيق جودة عالية ترضي ذوق المالك، بالإضافة إلى التقيد بالوقت اللازم لتسليم المشروع، وأضاف أحمد سعيد ان شركات المقاولات، بالإضافة إلى تنافسها على المشاريع التي تحقق منها أرباحاً عالية تسعى دائماً لتقديم الصورة الجيدة من خلال امكانياتها ومؤهلاتها العملية والفنية ومن تقديم أفضل ما لديها في مجال التنفيذ من خلال استخدام الأيدي العاملة والكفاءات الهندسية المؤهلة والمدربة بالإضافة إلى استخدامها أحدث التكنولوجيا في مجال الانشاء والتعمير والتي تكفل الاسراع في تنفيذ هذه المشاريع، مشيراً إلى ان موضوع الأسعار قد يكون عاملاً ثانوياً في التنافس ما بين شركات المقاولات في الوقت الحالي، مضيفاً ان ما تتطلع إليه الشركات في الوقت الحالي هو توفير مصادر رئيسية تعمل على امدادها بالمواد اللازمة في الوقت المناسب، مشيراً إلى ان بعض الشركات لجأت إلى استئجار مستودعات لوضع المواد الأساسية فيها، تخوفاً من أي انقطاع أو نقص فيها، وكذلك تخوفاً من ارتفاع أسعارها، وبالتالي الأمر قد يتسبب لهذه الشركات بخسائر لم تكن تتوقعها، وقال سعيد علي تتنافس الشركات أيضاً في وضع الخطط الاستراتيجية والتي تمكنها من العمل في أكثر من مشروع دون التأخير في مواعيد التسليم وخصوصاً تلك الشركات التي تتمتع بثقة ورضا لدى العملاء والملاك.

وأكد رياض كمال من شركة أرابتك للمقاولات ان السعر يعد عاملاً ثانوياً في الوقت الحالي في ظل تنافس شركات المقاولات على المشروعات وخصوصاً تلك المشروعات الكبيرة والنوعية، وأشار إلى ان المطورين العقاريين قلّما يلتفتون للسعر، وإنما يبحثون دائماً عن التميز في جودة الخدمات التي تقدمها الشركات، وخصوصاً في ظل انشغالها في العديد من المشاريع، بالإضافة إلى الالتزام وانجاز المشروع في الوقت المحدد، والاسراع قدر الامكان من الانتهاء من التنفيذ قبل الوقت المحدد، وأضاف كمال ان من أهم المجالات التي تتنافس فيها شركات المقاولات أيضاَ في الوقت الحالي استخدم تكنولوجيا البناء والتي تضمن إلى حد كبير تخفيض أسعار الانشاء مع ضمان نفس المستوى من الجودة العالية إذا تم استخدامها بالشكل السليم، وأضاف كمال ان شركات المقاولات العالمية الكبرى أصبحت تتنافس من خلال تحالفات مع شركات محلية على أهم المشاريع العمرانية وأضخمها في دبي، وأضاف ان هذه التحالفات في ظل التوسع الذي يشهده السوق أتاح للشركات المحلية الاستفادة من التقنية العلمية الحديثة في كل ما يخص هذا المجال، كما أنه ساعد على خلق حالة من التنافس بين هذه الشركات على اثبات الأفضلية من خلال تقديم مشروعات مبتكرة.

وحول تنافس هذه الشركات على الخبرات والكفاءات في هذا المجال، قال كمال تتنافس الشركات على المهندسين ذوي الخبرة والكفاءة والأيدي العاملة التي تضمن تحقيق أعلى جودة ممكنة في عملية الانجاز متسائلاً، هل يمكن تحقيق هذا المستوى العالي من الجودة من دون وجود من الكفاءات الهندسية والأيدي العاملة؟

وقال عمر فاخرة المدير الإداري في مجموعة فالا لمقاولات البناء، ان الشركات حالياً وفي ظل الطلب الكبير على أعمال المقاولات تتنافس في أكثر من مجال، ولكن الشركات الكبرى غالباً ما تهتم في تنافس مع الشركات الأخرى على جودة انتاجها ونوعيته، وبقدرتها على الالمام في عملها وقدرتها على العمل تحت الضغط الكبير نتيجة التنامي في الطلب على أعمال المقاولات، وأضاف ان هذه الشركات الكبرى تتنافس أيضاً على عدد وضخامة المشاريع التي تقوم بالعمل فيها، بالإضافة إلى نوعية هذه المشاريع، هل هي مشاريع كبيرة وضخمة، وهل تشمل أعمالها أبراجاً ومجمعات أو مراكز رئيسية؟ مشيراً إلى ان المعدات والتكنولوجيا الحديثة في مجال المقاولات تعد في الوقت الحالي من أبرز جوانب المنافسة والتي من شأنها ان تسرع في عملية الانجاز وبالتالي إكساب هذه الشركات مصداقية في التعامل مع الملاك وأصحاب المشاريع، وأضاف فاخرة ان هناك جوانب كثيرة تسعى من خلالها شركات المقاولات للتنافس على المشاريع ومنها عدد الأيدي العاملة في هذه الشركة والتي تساعد على عمل الشركة في أكثر من مشروع في الوقت ذاته، بالإضافة إلى توافر الكفاءات الهندسية القادرة على الإدارة والاشراف على هذه المشاريع معتبراً أن نوعية المعدات وحجم وعدد الأيدي العاملة والكفاءات وجهان لعملة واحدة، يصعب الفصل بينهما في تنافس شركات المقاولات على المشاريع، مضيفاً ان من الأمور الأخرى الذي تتنافس عليها شركات المقاولات هي قدرتها على توفير المواد اللازمة للبناء من حديد واسمنت وتجنب أي ارتفاع في أسعار هذه المواد وبالتالي تحقيق الشركات لهامش ربح أكثر دون التأثير في النوعية.