نبض أرقام
11:46 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/05/29
2025/05/28

النافثا مصدر حيوي للصناعات البتروكيماوية العالمية (1)

2007/08/12 الاقتصادية - د. سليمان بن صالح الخطاف

تعتبر النافثا من أهم المشتقات النفطية التي تنتج من عمليات التكرير المختلفة، والتي تعتبر من أهم مخرجات المصافي. وبشكل مبسط فإن النافثا عبارة عن خليط من المركبات الهيدروكربونية التي عادة ما تحتوى على أعداد مختلفة من ذرات الكربون تتراوح ما بين 5 و12. إذاً مركبات النافثا أكبر من غاز الإيثيلين الذي يحتوي على ذرتين كربون، ومن البروبيلين المحتوي على ثلاث ذرات كربون. وعادة ما يكون حجم النافثا مقاربا لأحجام مركبات وقود السيارات "الجازولين". وتنتج النافثا من عمليات التكرير غير المعقدة مثل أبراج التقطير الجوية والفراغية.

ولاستيعاب الطلب العالمي المتزايد على النافثا، فقد تم تطوير عمليات صعبة ومعقدة كعمليات التكسير الحفزي والهيدروجيني وعمليات التفحم، حيث يتكسر النفط الثقيل بفعل الحرارة العالية لإنتاج المزيد من الجازولين والنافثا، وتهدف هذه العمليات إلى زيادة مساحة استغلال النفط بالتركيز على إنتاج المواد المهمة اقتصادياً كالنافثا، والتقليل من إنتاج المواد الزهيدة وغير المهمة كزيت الوقود. وكلما زادت كميات النافثا المنتجة من كل برميل خام زادت قيمة وقدرة وحداثة المصفاة والعكس صحيح. ويجب الانتباه أي أنه هناك عامل شديد الأهمية يتحكم أيضا في كمية النافثا المنتجة من الخام، وهو نوعية الخام وجودته، إذ إنه كلما خفت كثافة الخام زادت كمية النافثا المستخرجة منه والعكس صحيح.

يعرض الجدول رقم (1) نسبة القدرة التحويلية لمصافي بعض المناطق في العالم، ويمكن ملاحظة أن قدرة دول الشرق الأوسط أقل من معدل قدرة العالم، وتحسب هذه القدرة بتقسيم كميات النفط الثقيل المحول في وحدات التكسير المختلفة على إجمالي طاقة المصفاة، فلو أن مصفاة ما قدرتها 100 ألف برميل يومياً وأن 20 ألف برميل نتجت كمخلفات ثقيلة (زيت الوقود) من عمليات التكرير الجوية والفراغية، وإذا ما تم تحويل هذه المشتقات الثقيلة (20 ألف برميل) ذات القيمة الزهيدة إلى مشتقات أخف وأثمن عن طريق عمليات التكسير الحفزي أو الهيدروجيني أو الحراري أصبح نسبة قدرة المصفاة التحويلية 20 في المائة.

لا شك أن وجود وحدات التحويل والتكسير في أي مصفاة هو أمر في غاية الأهمية، خاصة إذا كان لقيم المصفاة من النفط الثقيل. ومن غير المبالغة القول إن ربحية المصفاة تعتمد على مدى قدرتها التحويلية.

يعرض الجدول رقم (2) مقارنة بسيطة لمنتجات مصفاة قبل وبعد إضافة وحدة التكسير الحراري (التفحم)، ويستطيع القارئ الكريم أن يلاحظ انخفاض إنتاج زيت الوقود (وهو منتج ثقيل ولا يعتبر من المنتجات النفيسة، وتقل قيمة برميل زيت الوقود عن الخام الأصلي بنحو 20 إلى 30 دولارا)، وذلك لتحويله إلى مركبات ذات قيمة اقتصادية أعلى مثل النافثا والديزل والغازات المختلفة التي من الممكن أن تكون لقيماً لإنتاج المواد البتروكيماوية. وللأسف تبقى مصافي الشرق الأوسط تنتج نسبة كبيرة من زيت الوقود هذا رغم تطور التقنيات اللازمة لتحويله إلى مركبات أخف وأثمن.


يوجد للنافثا استعمالان رئيسيان، وهما:

* وقود للسيارات حيث يتم تحويل النافثا إلى "جازولين".

* لقيم للصناعات البتروكيماوية، حيث يتم تحويل النافثا إلى:

1) عطريات عن طريق عمليات التدوير أو التهذيب ومن ثم إلى بوليستايرين أو بوليستر.

2) أولفينات (أهمها الإيثيلين البروبيلين) عن طريق عمليات التكسير ومن ثم إلى بولي إيثيلين أو بولي بروبيلين.

ينمو الطلب العالمي على استعمال النافثا كالقيم للصناعات البتروكيماوية بنسبة 2.5 في المائة سنوياً بحسب نشرات معهد بحوث ستانفورد SRI الاستشارية. وصاحب نمو الطلب العالمي على النافثا ارتفاع معدل سعر طن النافثا. فمثلاً ارتفع سعر الطن ما بين 2005 و2006م من 400 إلى 645 دولارا، وواصلت أسعار النافثا ارتفاعها عام 2007م لتصل في أيار (مايو) الماضي إلى أسعار قياسية جديدة.

واستمرت الأسعار في الارتفاع خاصة مع الارتفاع الحالي لأسعار النفط العالمية.

ويجب ملاحظة أن أسعار النافثا مرتبطة ارتباطا مباشرا بأسعار النفط صعوداً وهبوطاً. وتعتبر المملكة من أكبر دول العالم المصدرة للنافثا، حيث تصدر كميات كبيرة إلى اليابان والشرق الأقصى، وتستحوذ المملكة والكويت والإمارات على 40 في المائة من إجمالي النافثا المصدرة إلى باقي دول العالم.