أكد رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة طاقتنا البترولية بدر اليحيى عن عزمه مقاضاة شركة نفط الكويت ورئيس مجلس ادارتها وادارة الأمن والسلامة بالشركة بسبب صمتهم المطبق أثناء وبعد التسرب الغازي الذي وقع الأسبوع الماضي، مؤكداً على ضرورة الكشف عن المتسبب الحقيقي في هذا الخطأ واعلانه اسمه على الملأ.
وقال في لقاء خاص مع «الوطن» ان قضية تسرب الغاز ليست قضية بسيطة، فهي قضية أمن وسلامة، أرواح شعب بأكمله، خاصة وأن التسرب الغازي قد وصل الى دائرة بلغ قطرها نحو 80 كيلومترا، مما يدل على ان قوة التسرب وصلت الى مستويات عالية ارتفع معها هذا الغاز الثقيل الى مسافات مرتفعة قبل ان يعاود هبوطه بعد كل هذه المسافة الطويلة.
وطالب بإنشاء هيئة أو كيان مستقل للرقابة الحكومية وادارة سلامة الآبار، وتطبيق سياسة الانذار المبكر، بعد ان أصبحت أرواح المواطنين والمقيمين رهناً بأيدي تلك الشركات التي تبين مدى استهتارها بأرواح أهل الكويت وعدم حرصها عليها، بدليل ان التسرب وقع نحو الساعة الثانية ظهراً في حين ان تفجير البئر لم يتم الا في التاسعة مساءً.
وأشار الى ان الغاز الذي تسرب «كبريتيد الهيدروجين» هو غاز قاتل، حيث يمكن لهذا الغاز ان يقضي على حاسة الشم خلال 10 دقائق وبعدها يتوفى الانسان، علماً بأن نسبة تركيز الغاز بلغت 400 جزء من المليون حسب ما تم قياسه في منطقة المنصورية، خاصة اذا ما عرفنا ان تركيز الغاز فوق نسبة 800 جزء من المليون يعني الوفاة الفورية.
وقال ان هذا الحادث يجب ان يكون قد دق جرس الانذار في الكويت التي وصلت آبارها الى مرحلة الشيخوخة، فالحقول النفطية الكويتية بدأت انتاجها منذ العام 1934 مما يعني ان عمرها اليوم قد بلغ الثمانين عاماً، وبالتالي فاننا بحاجة الى تغيير جذري في عمليات الصيانة والعمالة والانتاج، وذلك بالتعاون مع الشركات ذات الخبرة الواسعة والتي تتمتع بأعلى مستويات الأمن والسلامة، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* بداية ما سبب الدعوى التي تقدمتم بها ضد شركة نفط الكويت، ومن اختصمتم في هذه الدعوى؟
- قمت برفع دعوى بصفتي مهندسا نفطيا متخصصا في هذا المجال وأعلم علم اليقين مدى تأثير هذا الغاز السام على صحة الانسان ومدى الضرر الذي يمكن ان يسببه والذي يصل الى الوفاة في حال لم يتم تداركه.
وفي صحيفة الدعوى قمت بمقاضاة شركة نفط الكويت ورئيس مجلس ادارتها وادارة الأمن والسلامة بشركة نفط الكويت بسبب صمتهم المطبق أثناء وبعد التسرب الغازي الذي وقع الأسبوع الماضي، حيث طالبت بضرورة الكشف عن المتسبب الحقيقي في هذا الخطأ واعلانه أمام الملأ، كما طالبت بضرورة ان يكون هناك تقرير هندسي تقني حول القضية، وأن يكون هناك افصاح ومحاسبة كل من تسبب في هذا التسرب والاعلان عن اسم الشركة وموظفيها ومؤهلاتهم وموطن التقصير.
ان الكويت كلها تقع على مخزون نفطي كبير وبالتالي يجب ان يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل علمي وتقني وأمني، وأن لا يترك مثل هذا الأمر في أيد غير أمينة، حفاظاً على مصلحة وأمن الوطن والمواطنين.
تقصير حكومي
* هل تعتقد ان هناك تقصيرا حكوميا واضحا في هذه القضية بالتحديد؟
- في الحقيقة ان المقصر الحقيقي في هذه القضية هو مجلس الأمة الذي لا يملك حتى يومنا هذا الرجل المتخصص في القطاع النفطي، وذلك على الرغم من ان أكثر من %90 من اقتصاد البلد يعتمد على البترول كمصدر وحيد للدخل، علماً بأن الكويت من أوائل الدول المنتجة للنفط منذ العام 1936، ومع ذلك فان مجلس الامة لا يملك أي شخص قادر على تشريع قانون للبترول ويتخذ القرار الصحيح فيه، بدليل ان مجلس الأمة لم يشرع أي قانون يصب في مصلحة النفط والبترول.
ان مجلس الأمة الذي لا يفقه بالاقتصاد ولا بالنفط فان عدم وجوده أفضل، فالكويت لا تقوم سوى على التجار والنفط، فهي لا تمتلك صناعة أو زراعة أو سياحة ولا موارد طبيعية بخلاف النفط.
المصفاة الرابعة
* هل تعتقد ان قضية التسرب الغازي يمكن ان تدفعنا الى اعادة المطالبة بانشاء المصفاة الرابعة من جديد؟
- أنا شخصياً أحد المنادين ببناء هذه المصفاة التي تعتبر ضرورة حتمية للبلاد، فاذا كنا نبيع النفط الخام بسعر 100 دولار للبرميل، فاننا نستطيع عند بناء المصفاة بيع مشتقات النفط بـ300 و400 دولار لنفس البرميل، وهو أمر لا يمكن تحقيقه الا ببناء المصفاة. نحن نطالب ببناء هذه المصفاة، لكن يجب علينا ان نعرف أولاً كيف نشرع في بناء هذه المصفاة، وكيف يمكننا ان نستغل الشركات الأجنبية والأشخاص المتخصصين في بناء هذه المصفاة على أعلى مستوى.
كبريتيد الهيدروجين
* عودة الى قضية التسرب الغازي، ما هو غاز كبريتيد الهيدروجين؟
- كبريتيد الهيدروجين هو غاز عديم اللون ذو سمية عالية، ويعرف في مجال صناعة البترول بعدة أسماء منها (الغاز ذو الرائحة الكريهة - الغاز الحمضي - غاز البيض الفاسد - حامض الهيدروكبريتيك).
وغاز كبريتيد الهيدروجين هو من الغازات المصاحبة لبعض أنواع الزيت الخام والذي يحتوى على نسبة عالية من هذا الغاز - هذه الأنواع من الزيت الخام تسمى بالخام الحمضي.
ويتكون غاز كبريتيد الهيدروجين أثناء بعض عمليات التكرير أو التكسير الهيدروجيني حتى في حالات الزيت الخام الخالي من غاز كبريتيد الهيدروجين بسبب احتوائه على مركبات الكبريت - كذلك في عمليات المعالجة أو التنقية بالهيدروجين لبعض المنتجات البترولية للتخلص من هذه المركبات الكبريتية - أو في عمليات الغسيل بالصودا الكاوية لبعض المنتجات مثل البنزين والكيروسين للتخلص أيضا من مثل هذه المركبات الكبريتية.
يوجد غاز كبريتيد الهيدروجين بكميات كبيرة في صناعة البترول والغاز الطبيعي أثناء الحفر في منطقة غازات حمضية أو أثناء عمليات التخزين والتكرير وعمليات النقل، وهذا الغاز أثقل من الهواء لذلك يتراكم في الأماكن المنخفضة.
هذا الغاز سام جدا ويعتبر في المقام الثاني بعد غاز سيانيد الهيدروجين وله (6-5) أضعاف سمية غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون ذو رائحة كريهة تشبه الى حد كبير رائحة البيض الفاسد عند وجوده بنسب منخفضة، كما أنه أثقل من الهواء ووزنه النوعي (1.189) وأبخرته تنتقل لمسافات بعيدة، لذا فانه يتراكم في الأماكن المنخفضة.
أخطار التسمم
* ما اخطار التسمم بغاز كبريتيد الهيدروجين؟
- تكمن خطورة هذا الغاز في انه يقتل حاسة الشم بصورة سريعة مما يعطي الاحساس الكاذب بعدم وجود الغاز، علماً ان الرائحة المميزة لهذا الغاز يمكن اكتشافها عند وجوده في تركيزات تتراوح بين 0.025 جزء في المليون - الى 200 جزء.
وفي حال التعرض لتركيزات تصل الى 150 جزءا في المليون قد تتسبب في حدوث تهيج شديد في العينين والجهاز التنفسي أما في حالة التعرض لتركيزات تترواح بين 800 الى 1000 جزء في المليون فإنها قد تتسبب في الوفاة خلال 30 دقيقة، أما في حالات التعرض لتركيزات أعلى من ذلك فإنها قد تتسبب في حدوث صعوبة في التنفس في وقت قصير مع شلل في الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة فورا.
الأعراض الأولية
* وما الأعراض الأولية التي تظهر على من يتعرض لهذا الغاز؟
- هناك أعراض للتسمم بغاز كبريتيد الهيدروجين تبعا لتركيزات التعرض لهذا الغاز تبدأ من الصداع، الدوار أو الدوخة، الاثارة والتهيج، الغثيان، النعاس، التيبس، جفاف الحلق مع الشعور بالألم في الأنف والحنجرة والصدر، علماً ان التعرض لتركيز أكبر من 600 ppm يؤدي الى الوفاة في نفس اللحظة.
التأثير على المعادن
* ما تأثير كبريتيد الهيدروجين على المعادن؟
- إن قدرة كبريتيد الهيدروجين على تكوين تفاعلات تؤدي الى فقد المعدن لصلابته وتعرضه للتآكل ويعتمد ذلك على - صلابة المعدن. البيئة المحيطة بالمعادن - الحمل الواقع على المعدن - قدرة المعدن على التفاعل مع كبريتيد الهيدروجين.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: