قال رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين نبيل خالد كانو ان القطاع السياحي في البحرين سجل في الفترة الأخيرة تحسناً ملحوظاً، إلا أنه لم يتمكن بعد من العودة إلى المستويات التي كان عليها قبل الأحداث المحلية التي شهدتها البلاد منذ 2011.
وأكد أن الاقتصاد البحريني لن يتمكن من العودة إلى ما كان عليه سابقاً طالما بقي الإعلام الخارجي سلبياً تجاهنا، مشدداً على أهمية إيجاد حلول سريعة للأزمة، مضيفاً يجب أن تكون المصلحة الوطنية ومستقبل أجيالنا نصب أعيننا، وأن نبتعد عن المصالح الشخصية الضيقة، ولنقتدي بنيلسون مانديلا الذي لم يسلم نفسه للكراهية وهو خارج من السجن، وإنما حاربها، ليتمكن بعد ذلك من تحويل جنوب أفريقيا من دولة ممزقة إلى دولة متقدمة. إلى ذلك، كشف كانو عن توجه مجموعة كانو القابضة إلى دمج شركة أمريكان اكسبرس في مصر مع شركة توماس كوك التي تم الاستحواذ عليها أخيراً بـ8.5 مليون جنيه استرليني، لتعملا تحت اسم شركة كانو للسياحة في مصر.
وقال نبيل كانو في مقابلة مع «الأيام الاقتصادي» إن فوز البحرين بلقب عاصمة السياحة العربية في العام 2013 وعاصمة الثقافة العربية في 2013 إلى جانب سباقات الفورمولا1 ومعرض الطيران الدولي والأنشطة التي تصاحب هذه الفعاليات، يسهم في إظهار الصورة الحقيقة والثقافية والفنية للمملكة، وهو جهد تشكر عليه وزارة الثقافة وإدارة السياحة التي بذلت جهوداً كبيرة في الفترة الأخيرة شملت الاهتمام بإبراز المعالم التراثية والأثرية في عدد غير قليل من المناطق بالمملكة في كل من الرفاع والمحرق والبديع وغيرها، مما أسهم في تعزيز السياحة الداخلية للمواطن والمقيم إلى جانب السائح الأجنبي.
خارطة استراتيجية سياحية
ويلفت كانو إلى أن القطاع السياحي على الرغم من التحسن الذي سجله في الفترة الأخيرة إلا أنه لم يعد إلى ما كان عليه قبل أحداث 2011، مضيفاً نحن بحاجة إلى وضع استراتيجية سياحية لسنوات عدة، متسائلاً ما الذي يميز دول الجوار عن البحرين وهي التي تتشابه معنا من حيث البيئة والطقس وغيرها - نحن لا نتحدث عن مناطق بعيدة كتايلند وماليزيا أو أوروبا- لماذا تتمكن تلك الدول من استقطاب الملايين من السياح؟
ويتابع: نحن بحاجة إلى خارطة استراتيجية للقطاع السياحي للسنوات المقبلة، تظهر رؤيتنا للقطاع السياحي وأهدافنا حتى نتمكن من جذب الاستثمار والمستثمرين، كما يجب أن تفتح الدولة الباب للشراكة بين القطاعين العام والخاص للعمل جنباً إلى جنب، كما يجب أن يكون هناك دراسات تعزز ثقة المستثمرين بالاقتصاد الوطني بشكل عام والسياحي بشكل خاص.
ويضيف: يؤكد جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد باستمرار على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونحن كتاجر – أعتقد أنني أتحدث بلسان معظم التجار – نمد أيدينا للشراكة والعمل مع القطاع العام، ونحن على استعداد للاستثمار جنباً إلى جنب مع القطاع الحكومي.
ويشير كانو إلى أن الحكومة استقطبت عدداً من الفعاليات كسباقات الفورمولا1 ومعرض الطيران وغيرها، وهي فعاليات تسهم في تحريك القطاع، مضيفاً أعتقد أن استضافة البحرين سنوياً إلى 10 فعاليات كبيرة كفيل بفتح المجال أمام المستثمرين لاقتناص الفرص.
ويشدد كانو على أهمية تحسن الوضع السياسي في المملكة، موضحاً: نحن لا ننكر التحسن الذي يسجله الاقتصاد الوطني بشكل عام والسياحي بشكل خاص، ولكن لم نتمكن بعد من العودة إلى ما كنا عليه قبل الأزمة، مضيفاً أعتقد انه في حال عدم وجود حل نهائي لهذه الأزمة فسنحتاج إلى وقت أطول حتى نعود إلى ما كنا عليه اقتصاديا.
ويضيف: على الدولة أن تنظر بجدية أكبر إلى خلق الأجواء المناسبة لاستقطاب الاستثمارات للمملكة، وهي تبذل جهوداً في هذا المجال، لا سيما من قبل مجلس التنمية الاقتصادية ووزارة الصناعة والتجارة للترويج للبحرين خارجياً لا ننكرها، مستدركاً لكن مهما عملنا وبذلنا من جهود فسيكون من الصعب علينا التعافي طالما بقي الإعلام الخارجي ينظر إلينا بسلبية (..) إذا استمر الهجوم الاعلامي السيئ من الخارج ولم نجد حلولاً سريعة للأزمة سنبقى على هذا الحال.
وتابع: على الجميع أن يجلس على طاولة الحوار ويتناقش ويتبادل الآراء، وأن يبتعد الجميع عن المصالح الشخصية وأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن العليا ومستقبل الأجيال القادمة، فالبحرين أكبر من الأشخاص الذين يقدمون مصالحهم.
ولفت كانو إلى الراحل نيلسون مانديلا الذي سجن وعذب لسنين طوال واحتقر واضطهد، وحرم من أمور كثيرة، إلا انه عند ما خرج من السجن لم يسمح للحقد والضغينة وروح الاستشفاء أن تسري في عروقه، وإنما وضع هدفاً سامياً تمثل في إعادة انتاج جنوب افريقيا، ولننظر اليوم إلى هذه البلاد كيف نمت وازدهرت بعيدة عن العرقية والطائفية.
مكاتب السفر والسياحة
وعاد كانو للحديث عن القطاع السياحي مشدداً على أهمية وضع ضوابط لعمل مكاتب السفر والسياحة والتي باتت منتشرة في كل المناطق، مؤكداً أن على الحكومة دوراً كبيراً في ضبط هذه المكاتب، فليس من الصحيح أن تعمل مكاتب للسفر بسجل تجاري (ليست شركات) كما يجب أن يكون هناك ضمان مالي لهذه المكاتب تضمن حقوق المسافرين.
وتطرق كانو إلى أهمية الاستثمار في مجال السياحة البحرية، قائلاً: من المؤسف جداً أننا نعيش على جزيرة ولكن لا يوجد لدينا مرافق سياحية بحرية كثيرة، مضيفاً لدينا عدد محدود من الفنادق والنوادي المطلة على البحر، نحن بحاجة إلى تشجيع السياحة البحرية من خلال إطلاق مسابقات تحاكي التراث البحريني كالصيد وسباق البوانيش وغيرها كما يحصل في الإمارات والكويت على سبيل المثال، إذ تستقطب مثل هذه الفعاليات اهتمام الشباب بشكل واسع.
ولفت إلى أن عدداً من أصحاب الفنادق طلبوا من الحكومة تخصيص أرض مطلة على البحر وهم من سيقوم بتطويرها وتهيئتها، ولكن للأسف لم يكن هناك تجاوب.
من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بالأسباب التي تدفع المواطنين إلى السفر في أي إجازة، وإذا ما كان يدلل على عدم وجود برامج للسياحة الداخلية، قال ربما ملَّ عدد كبير من المواطنين من المجمعات التجارية أو من البرامج والأماكن السياحية في المملكة، لا نختلف على أهمية أن يكون هناك تجديد وتطوير للبرامج السياحية بين الفترة والأخرى حتى تستقطب السياح.
وتابع: ولكن أعتقد أن من بين الأسباب التي تدفع المواطنين للسفر، لا سيما إلى دول الجوار يعود إلى تململ المواطنين من الأحداث السياسية والأمنية في المملكة، مما يدفعهم للهروب والترويح عن أنفسهم أمام أي فرصة. أما فيما يتعلق بالتوجه نحو إصدار تأشيرة سياحية خليجية مشتركة، فأكد كانو أن إطلاق مثل هذه التأشيرة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على السياحية الخليجية البينية بين دول المجلس، ويوجد نوع من التكامل فيما بينها، إذ أنها تمكن السائح من زيارة أكثر من دولة خليجية والتمتع بمميزات كل دولة.
الاستثمار في مصر
إلى ذلك، تطرق نبيل كانو إلى استثمارات مجموعة كانو القابضة في مصر، مشيراً إلى أن المجموعة استحوذت على مجموعة شركات و«توماس كوك» التي تعد من أنجح الشركات السياحية، كما أنها تتمتع بطاقم كبير ولديها نشاط بارز في مجال السياحة الداخلية.
ولفت إلى أن المجموعة اتخذت قرار الاستحواذ على هذه الشركات بصفقة قيمتها 8.5 مليون جنيه استرليني بعد دراسة دقيقة لكافة النواحي السياسية والاقتصادية، ووجدنا أن هذا الوقت هو المناسب للاستثمار في مصر التي تضم 80 مليون نسمة، كما أنها تعد من أكثر الدول العربية نشاطاً في المجال السياحي.
وأضاف: المجموعة اتخذت قرار الاستحواذ وتجاوباً مع تأكيد جلالة الملك على أهمية دعم الاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن مجموعة كانو تتجه حالياً نحو دمج «توماس كوك» مع شركة امريكان اكسبرس المملوكة من قبل مجموعة كانو لتعمل تحت اسم شركة كانو للسياحة في مصر.
وإذا ما كان هناك مشاريع.. قال هناك أكثر من مشروع تحت الدراسة، أحدها في البحرين يتعلق بالخدمات والمرافق السياحية، مستبعداً الاستثمار في إنشاء فندق جديد في الوقت الحالي، إلى جانب عدد من المشاريع الأخرى في دول الجوار.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: